ألأقتراض قصم ظهر العراق

ألأقتراض قصم ظهر العراق:

لم يكن يعلم العراقيون خصوصا الأحزاب المتحاصصة التي حكمت و علّمت الناس بدل الثقافة و الفكر و الفلسفة أساليب السطو و السرقة و الكذب و الدجل و المناورة, و هكذا يأتي بعدهم الكُتّاب و المثقفين و أساتذة الجامعة و الذين خاب ظنيّ بهم .. جميعهم و للآن تقريباً يجهلون معنى الأقتراض الخارجي لدولة من الدول خصوصا (البنك الدولي) ولا أسبابه و لا خواتيمه و ملحقاته .. و لم يكن يعرفون كذلك مؤسس و حقيقة (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تدير العالم كله؛ إلا بعد ما كتبت مقالي المشهور ذاك بعنوان:

[ ألأسوء الذي سيواجه العراق بعد الإرهاب] عام 2008م بينت فيه بآلأرقام و الأمثلة أبعاد و خطورة الأرتباط بآلبنك الدولي و خواتيمها التي لا تحمد خصوصا لدولة مثل العراق المعروف بآلجهل والعنف و الفساد .. و بعدها توالت كتابة المقالات حتى هذه اللحظةَ, بل إن صحيفة البلاغ لحزب الدعوة الذي كان إسلاميا في يوم ما و صار علمانياً رفضوا نشر المقال لأنني إنتقدت منظرهم و حزبهم بكونهم إرتكبوا أكبر جريمة بحق العراق .. جريمة ستمتد و لا تنتهي بعقد أو قرن آثارها و مخلفاتها!

لكن المشكلة الآن بآلأضافة لما أسلفت من مخاطر و تبعات و محن و كوارث, هي ؛ أن المتحاصصين سرقوا و هدروا بحدود ترليون و ربع الترليون دولار خلال 18 عام, و تلك الأموال تعرف بها أمريكا و بنوك لندن و سويسرا و حتى دول الجوار المحكومة بآلقوى الكبرى هي الأخرى أيضا!

فلماذا الأقتراض الذي أعلنوه مجدداً يوم أمس .. بدل جلب تلك الأموال المنهوبة و المعروفة المحددة و الممكنة لينهوا دابر الأقتراض الذي سيؤثر بآلصميم على مستقبل الأجيال المسكينة البريئة القادمة, خصوصا بعد ما صوّت البرلمان على قروض جديدة, تسمح و تُخوّل
الحكومة إقتراضها!؟

حيث اقرّ البرلمان العراقي هذه المرة ؛ الاقتراض الداخلي و الخارجي معاً للحكومة العراقية بنحو 15 مليار دولار، و أضافت أنه على الحكومة العراقية ان تقدم برنامج الاصلاح الاقتصادي خلال شهرين؟!

كما اكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ان الادارة الامريكية قد ابلغت الحكومة العراقية بتوفر 840 مليار دولار اميركي توجد عند قادة الكتل السياسية والسياسيين، وهذا يكفي ل 10 سنوات قادمة ولا داعي للاقتراض. (المصدر:شبكة الاخبار العراقية).

يضاف لذلك ان اميركا تعرف وبشكل دقيق عن هذه الاموال المسروقة لمن وفي اي بلد وفي اي مصرف، لذا نقترح مجدداً ان يتم مصادرة جميع الاموال المسروقة من قبل قادة الأحزاب و الكتل السياسية والسياسيين وان يتم فتح حساب باسم الشعب العراقي، او صندوق الشعب العراقي و يتم توديع هذا المبلغ المسروق في حساب الشعب الذي يعاني بسببهم من كل شيئ، او صندوق الشعب العراقي، ويخضع للرقابة المالية من قبل جهات حكومية امينة ومخلصة ويتم سحب الاموال للاستثمار في الاقتصاد العراقي وفق ضوابط دقيقة ومتابعة تنفيذ المبلغ المسحوب في اي ميدان يتم استثماره .. أقول جهات أمينة لأن الثقافة التي نشرتها الأحزاب التي حكمت لم تكن ليست فقط إسلامية ؛ بل حتى إنسانية .. إنما كانت ثقافة الفساد التي أصبحت جزءاً هاما من ثقافة العراقيين للأسف اليوم بسببهم

طبعا .. في كل مرة يعلنون هكذا .. أو يعلنون بأنهم سيحاربون الفساد و سيقدمون الحيتان الكبيرة للمحاكمة و المشنقة .. و النتيجة بآلعكس ضياع كل تلك الأموال و نسيانها و العفو على مرتكبيها, و السبب هو غياب الفكر و الثقافة الحقيقية في الجامعات و الكيانات العراقية, بسبب ثقافة الأحزاب التي حكمت كما أشرت و التي نشرت الجهل و الخداع و المؤآمرات و المحاصصة والنفاق و القنص و القتل و الظلم, لهذا لوثوا جميع الاوساط بشكل عجيب بحيث بات العراقي لا يثق بأحد حتى بنفسه بسببهم ..

و تلك كانت نتيجة طبيعة؛ لأنها لو كانت تلك الاحزاب التي حكمت و معهم المتحاصصون يملكون ثقافة أو فكراً له أسس و جذور؛ لكانت نشرتها و ثقفت العالم بها من خلال المنتديات و الأجتماعات .. لكن (فاقد الشيئ لا يعطيه) كما يقال.

لهذا فإن مقولتي بدأت شيئا فشيئا تعني الحقيقة بوضوح .. حين قلنا بآلأضافة لما أوردت: [بأن الثورة قدّمت الأسلام 500 عام و هؤلاء المتحاصصون أرجعوه للوراء 500 عام], و أنا لله و إنا إليه راجعون.

عزيز حميد مجيد

ــــــــــــــــــــــــــ

أعزائي الآن: وبعد كل ما عرضنا من معلومات خطيرة تدلل على محنة الفكر التي دمّرت الشعب و الأمة والعالم بفضل ثقافة الطبقة السياسية الأميّة التي حكمت ؛ مَنْ منكم يعلم .. كم يدفع العراق شهرياً للبنك الدّولي كأقساط و فوائد و أرباح للقروض التي سُرقت هي الاخرى!؟

سأشير لمعلومة قد تساعد على معرفة آلجواب, و هي: يدفع العراق شهرياً بقدر بودجة (يعني الأنتاج القومي ألسّنوي) مرتان و نصف بقدر بودجة دولة أفغانستان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here