ثرواتهم لسان حالهم!!

ثرواتهم لسان حالهم!!
الذين يتمشدقون بالأقوال المؤدينة للإستخفاف بعقول الناس وإستعبادهم , عليك أن تسأل عن ثرواتهم وأحوالهم , قبل أن تنظر إلى وجوههم , وتستمع لدجلهم الذي يضللون به الناس , للحفاظ على مكاسبهم ومكانتهم وقوتهم , وسطوتهم على حقوق الآخرين.
أنظروا إلى ثرواتهم , فبعد أن كانوا بلا حال ولا مال , أصبحوا أثرياء وأحوال , يضعون أيديهم على أملاك الآخرين بدعوى أنها غنائم , ويقتسمونها فيما بينهم.
وتراهم على المنابر يعربدون , وينتقدون الكراسي التي يؤازرون , ويخادعون الناس ويستثيرون عواطفهم , ويفرغونهم من شحنات المطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة.
إنهم يخدرونهم ويخرسونهم ويقمعون إرادتهم , فهم يقولون ما لا يفعلون , فقلوبهم وإراداتهم مع الكراسي , وما يصرحون به أكاذيب متفق عليها مع أسيادهم التابعين للآخرين الذين يقلدونهم.
ولهذا تجد المنابر تزدحم بهم , وأصواتهم تلعلع لإيهام المستمعين بأنهم غير راضين على ما تقوم به الحكومة الفلانية , وهم في الحكومة ويؤيدونها , ويتنعمون بالعطايا والكسب الحرام , الذي يحوفونه وفقا لمفاهيم الغنيمة , وأنه رزق من ربهم الكريم.
تلك ظاهرة مريرة سارية في بعض المجتمعات , وتأتي أوكلها على جميع المستويات , ويصدقها المساكين المرهونين بإرادة القطيع , الذين يخنعون لصوت الأمر والطاعة , ولا يستطيعون البصر بعقولهم , أو طرح سؤال على مستعبديهم من المتظاهرين بما ليس فيهم.
وإنها محنة تمر بها الشعوب التي سلمت أمرها للتابعين للآخرين , والمنجزين لأهداف ومشاريع أعداء الوطن والشعب والدين , وهم يأخذون الأجيال إلى متاهات العصور المظلمة , التي يتعطل فيها العقل ويفوز المتاجرون بالقيم والمعاني السامية.
فهل من قدرة على تمحيص الرذيلة من الفضيلة , ومن صوت يجاهر بالحق , ويعلنها ثورة إنسانية عارمة ضد الباطل وأدعيائه المنافقين , المجللين بالدجل والبهتان الرجيم؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here