حِمار (عبد الرّضا ألجّصانيّ) ألمُجاهد أفضل من ألف إمرأة و رجل سياسيّ!؟

بقلم ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ألموضوع أساساً كتبته قبل قليل في موقع واسطي كتعليق على مقال نشره صديق إسمه ستار من الكوت قارن في طرحه (ألحمير) مع (آلطبقة السياسية)!
فنبّهته على خطئه بمقارنة ألحمير مع الطبقة السياسيّة وبرهنت أفضلية الحمير حتى على البشر بدرجات لا درجة واحدة فقط(1)!
و إليكم التفاصيل: تسبقها ملاحظة بسيطة للأخوة المعلقين و في مقدمتم ألاخ الكاتب و الصديق ستار المحترم:
في نهاية السّتينات و بداية السبعينات عندما كنتُ في قضاء بدرة من توابع واسط أيام الأبتداية و المتوسطة و بداية الثانوية قبل تركها و الأنتقال لواسط ثم بغداد للدراسة و العمل؛ كنت بعد أنتهاء المدرسة أساعد والدي ألحاج حميد روبالي رحمه الله في علوته التي كانت واقعة في سوق (قيطازي) وسط بدرة القديمة كمخزن لتجميع التمور وآلفواكه والرّمان الذي ما ذقت أطيب منه للآن رغم مروري بكل قارات العالم, و كانت لدينا مجموعة من الحماليين (مكارية) يعملون بإخلاص مع حميرهم لجلب ما كانت بساتين بدرة تجود بها لعلوتنا كمخزن مؤقت لتصديرها إلى الكوت و العمارة و بغداد و حتى شمال العراق و أحيانا لسوريا و آلكويت و أتذكر كان أحدهم جصاني – نسبة إلى ناحية جصان – و هو شريف و مخلص إسمه (عبد الرضا الجصاني) الذي كان يُحمّل حماره المجاهد بخصاصيف و سلال و أكياس التمر و الفواكه يصل وزنها لنصف طن و يتركه يمشي لوحده من البستان(مصدر التحميل) الذي كان يبعد كيلومترات عن العلوة وسط سوق قيطازي مقابل دكان صديقنا سيد كاظم الحائري و رشيد الكبابجي, و أقسم بالله كان ذلك الحمار ألمجاهد الكادح يُؤدّي دوره و عمله بإتقان و إخلاص من دون غش أو خيانة قاطعاً طريقه لوحده بلا حتى سائق أو دليل يرافقه ليقف في نهاية المطاف أمام باب ألعلوة كآلطود الشامخ مرفوع الرأس لتفريغ حمولته بكلّ أدب و تواضع و عزّة و بلا مِنّة أو عتب على أحد .. و هكذا كانت الحمير تعمل و تجاهد ليل نهار .. فأروني ماذا فعل غيرهم من العراقيون لأجل لقمة حلال .. بل تبيّن في هذه المدينة الصغيرة المنكوبة بعد 2003م بأنّ هناك فوق كل تلك المصائب التي جرت 52 إمرأة تعمل كمخبرين في الأمن لكتابة التقارير على الناس الأبرياء من أمثالنا لقتلهم و أعدامهم و تشريدهم, يضاف لهنّ أزواجهن و أولادهن الذين كان جلّهم يعملون كآلعبيد في تنظيمات البعث الفاسد إما أعضاء في الحزب أو الأمن أو الجيش أو الشرطة للحرب ضد الشعب أو  مع هذا الجار و ذاك و لقتل الناس و محاربة أهل الوجدان منهم لكونهم كانوا يكسبون لقمة بآلحلال لهم و لعوائلهم .. يعني (حسد عيشة) أيضا و للأسف .. ليبقى صدام يحكمهم حتى مسخهم و حولهم إلى مخلوقات أخرى!
هذه المفارقات البيّنة و المؤلمة للغاية ؛ أ لا تُدلّل بأنّ حمار (عبد الرضا الجصاني) المجاهد يساوي ألف إمرأة و رجل من هؤلاء المسؤوليين و الوزراء و المدراء و حتى من (آلدّعاة) العار ألذين أرجعوا الأسلام للوراء 500 عام بثقافتهم و كان يفترض بهم أن يفعلوا العكس .. لكن (فاقد الشيئ لا يعطيه) لأنهم لا يتقنون سوى النهب و الفساد و الأنتهازية و ضرب التقاعد و الرواتب الحرام فتسببوا في عزوف الناس عن طريق الحقّ!؟
محبتي و أحترامي للكونيين الذين وحدهم يعرفون أبعاد و معنى الجّمال و العلم و عمل الخير كمثلت لحصر فلسفة الوجود و معنى الحياة.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في فلسفتنا الكونية, نعتبر الحالة البشرية هي أدنى الحالات في المراتب الوجودية بحيث يفوقه الكثير من الحيوانات, لذا عليه أن يسعى لعبور الحالة البشرية إلى الأنسانية و أيضا لها مراتب .. و أخيراًُ عليه السعي لعبور الحالة الأنسانية إلى الآدمية لتتحقق فيه الخلافة الألهية, للتفاصيل راجع فلسفتنا الكونية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here