شحة المياه في مناطق بغداد معاناة دائمة والاهالي يناشدون لحل هذه الازمة

شحة المياه في مناطق بغداد معاناة دائمة
والاهالي يناشدون لحل هذه الازمة
عامر عبود الشيخ علي
بحلول موسم الصيف من كل عام تتجدد أزمة شحة المياه، لتضيف هموم جديدة الى معاناة المواطن من جراء نقص الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، هذه المعاناة التي ظلت لسنوات طويلة بلا حلول، نتيجة السياسات غير المدروسة للمؤسسات المعنية بذلك، وهذه مفارقة تدعو للاستغراب ان تكون هناك شحة في مياه الشرب والعراق فيه نهري دجلة والفرات. وللتعرف على هذه المعاناة التي احالت حياة الناس الى هم وقلق يومي، التقينا بعدد من المواطنين في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد لبيان معاناتهم.
مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك البشري
بين المواطن سعد الساعدي من سكنة منطقة سبع البور قائلا “ان المياه التي تصلنا عبر الانابيب من الاسالة هي غير صالحة للشرب وحتى لا تصلح للحيوانات، والسبب يعود الى ان مضخات التصفية في المحطة الموجودة على نهر ذراع دجلة والتي تزود المنطقة بمياه الشرب، تعتمد على هذا النهر، والتي غالبا ما تكون ملوثة بمياه المجاري، لتجاوزات البعض في رمي المياه الثقيلة فيه، مؤكدا ان احد العاملين بتلك المحطة اخبرنا بان احدى القطعات الامنية القريبة من محطة التصفية تقوم برمي مياه المجاري في النهر بالقرب من محطة التصفية”، مشيرا الى ان “المياه فيها رائحة كريهة وطعم غير مستساغ مما يدفع السكان لشراء الماء المصفى في المحطات الاهلية (RO) ليضاف عبئا اخر على كاهل المواطن وخاصة ان اغلب سكان المنطقة من الفقراء والمتعففين”، مستدركا ” واكد احد اطباء المستوصف في سبع البور ان هناك حالات حصلت لبعض المواطنين اصابتهم بامراض جلدية ومعوية نتيجة شربهم ماء الاسالة.
تكسر الانابيب نتيجة لقدمها تسسب شحة المياه
من جانبه بين المواطن جبار طارش ابو وجدان من سكنة مدينة الثورة محلة 552 زقاق 67 “منذ اعوام طويلة تعاني مدينة الثورة ومناطق العراق بصورة عامة من شحة مياه الشرب، ولاسباب عديدة منها ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الانهار والبحيرات وقطع المياه من المصدر في دول الجوار وغيرها من الاسباب، الا ان هذا لايمنع الحكومة من توفير مياه الشرب للمواطن وهو حق من حقوقه التي كفلها الدستور والاعراف الدولية، مؤكدا “رغم ان الماء النقي الصالح للشرب هو حق من حقوق الانسان، الا اننا لم نحصل على ماء صالح للشرب فماء الاسالة غبر صالح للاستهلاك وفيه رائحة كريهة ويحتوي على الشوائب مما يسبب تراكم الطحالب في الخزانات، وهو ضعيف جدا لا يصلنا الا باستخدام المضخات الكهربائية هذا ما يجعلنا نشتري الماء من الباعة المتجولين (بواسطة الستوتات) ولا نعلم مدى نقاوته. مشيرا ” قبل ايام تعرضت المنطقة الى انقطاع تام للماء بسبب كسر احد الانابيب الرئيسية الخارجة من مشروع ماء الرصافة مما ولد حالة من الارباك لاهالي المنطقة ولم يتم تصليح الخلل الا بعد يومين من المعاناة.
تحويل الاراضي الزراعية الى سكنية يسبب شحة المياه
وتحدث المواطن محمد حسن من سكنة الغزالية محلة 446 قائلا “قبل فترة لم تكن في منطقتنا شحة في الماء وكنا نملئ الخزانات دون الاستعانة بالمضخات لقوة دفع الماء، الا ان توزيع الاراضي الزراعية المجاورة لنا وبيعها قطع سكنية والتجاوز على الانابيب، ادى الى شحة كبيرة في ذلك والانقطاع المستمر وبات من الضروري ان نستخدم المضخات لغرض حصولنا على الماء، مضيفا “كما ان الماء غير صالح للشرب ويحتوي على الشوائب، هذا ما تؤكده الفرق الجوالة لبعض الشركات الخاصة التي تقوم بفحص مياه الشرب، مناشدا امانة بغداد والمحافظة لحل هذه المشكلة وتوفير الماء الصالح للشرب لما له تاثير على حياة وصحة المواطن.
شكاوي دون جدوى
وبين المواطن علي جاسم من سكنة منطقة حي اكد (الشماعية) “اننا في هذه المنطقة نعاني من شحة الماء منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت ولحد الان نستخدم المضخات لغرض ملئ الخزانات علما بان الماء لا يصلنا في النهار وغالبا ما يكون مقطوعا لذلك نسهر الى ساعات متأخرة من الليل لغرض ملئ الخزانات والاواني لنحصل على المياه، والتي تكون غير صالحة للشرب وتحتوي على شوائب ورائحة ولكننا نكون مجبرين على شربها، مضيفا “وقد حدثت عدة اصابات وتعرض عدد من المواطنين لصدمات كهربائية نتيجة لاستخدام المضخات الكهربائية، كما حصلت عدة امراض جلدية ومعوية نتيجة استخدام المياه الملوثة، مؤكدا “ان اهالي المنطقة قدموا العديد من الشكاوي لمديرية ماء الرصافة وامانة بغداد والمحافظة ولكن دون جدوى وكل ما حصلنا عليه مجرد وعود ولم تتخذ تلك الجهات اي اجراءات تشفي غليل المواطنين المحرومين من الخدمات، مستدركا “وعند اقتراب موعد الانتخابات ياتي المرشحين ويعدوننا بحل مشاكلنا وتقديم افضل الخدمات لمنطقتنا، الا انهم وبعد وصولهم الى البرلمان ينسون بل يتناسون وعودهم الينا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here