الحكم السياسي في الاسلام (1) اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي

الحكم السياسي في الاسلام (1)
اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي

لقد كان ولا يزال الاسلام منطقي مع معتنقيه في جميع النواحي العبادية والعائلية والجماعية والسياسية. فطالما بعث الله تعالى محمد للناس اجمعين وطالما قرر شروطا للحكم السياسي في الاسلام كالعدالة دون اي تمييز ما بين مسلم وغير مسلم او بين ذكر وانثى او بين حاكم ومحكوم او بين غني وفقير او بين عربي واعجمي.
لهذا فان اهم عنصر لقيادة الامة الاسلامية هو المرشح لاستلام هذه المهمة الخطيرة التي تعتبر اهم مرتكزات الاسلام على هذه الارض. فالشرط الذي نريد الحديث فيه هو الحديث النبوي الذي رواه البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ. وقد روى مسلم عن ابي ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً مُجدَّع الأطراف. وفي رواية: إن أُمّر عليكم عبد مُجدَّع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا.
هذه الاحاديث الصحيحة توضح لنا امر طالما اثير فيه اللغط الكثير بين المسلمين ووقعت فيه مذاهب كثيرة حولت الاسلام حكم وراثي كما هو لدى مذهب الشيعة الامامية الذي جعلوا الامانة العظمى الى ال بيت محمد عن طريق نسل علي ابن ابي طالب وفاطمة فقط. او كما حصل في الدولة الاموية والعباسية.
اما الاحتجاج بان الخلافة في قريش كما احتج بها ابو بكر وعمر يوم السقيفة فما هي الا امر مرحلي كان في بداية الاسلام انذاك. في وقت لم يكن هناك الكثير من السياسيين المتضلعين في الحكم وفق القران سوى قريش من المهاجرين. بدليل ان الحديث النبوي يشير الى المستقبل. ليوضح بان تنفيذ شروط انعقاد البيعة وعقدها شامل لكل مسلم بغض النظر عن عرقه وجنسيته ومستواه المعاشي ولونه ابيض او اسود او اسمر او اصفر او احمر. ان المعيار الاساسي يمكن اقتباسه من هذه الاية الكريمة “ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
فتقوى الحاكم المسلم تتعلق في صدقه وشجاعته وامانته ومعرفته بالقران وسنة رسول الله وتسامحه مع شعبه ودفاعه عن عقيدته التي رفعته لذلك المقام. اضافة الى كونه بالغاً عاقلاً حراً قادراً على القيام بأعباء الحكم. ومعرفته باللعب السياسية العالمية والتوازنات الدولية.
رسول الله يامر في هذا الحديث الشريف بطاعة ولي الامر المسلم كائنا من كان من اي عرق او لون ولم يحصره بجنس او قبيلة او لون. أن السمع والطاعة تجب لكل أمير بداية بأمير المؤمنين الحاكم الاعلى فمن دونه من ولاة وعمال وغيرهم ممن يتولون أمر العامة،
اي أن ولي الأمر قد يكون من أي فئة من الأمة الإسلامية، فكل من تجتمع فيه شروط الانعقاد له حق الترشح للحكم، وتنعقد له البيعة إن أخذها بحقها، أما اشتراط أن يكون الحاكم او الخليفة من قريش فهي ليست من شروط انعقاد البيعة.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here