حوار بين طبيب سني وفقيه مسلم (لا طائفي) حول المتعة

حوار بين طبيب سني وفقيه مسلم (لا طائفي) حول المتعة:

الدكتور حسين علي الجبوري: صورتك عندي ناصعة جميلة إلا نقطة سوداء هي المتعة!

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الأستاذ احمد الكاتب المحترم السلام عليكم

لقد سبق لي أن قلت لك سابقا أن صورتك عندي ناصعة جميله إلا نقطة سوداء هي المتعه . إن إلحاحي على هذا الموضوع لأنني أتمنى أن تبدل عقيدتك في هذا الموضوع والنقطة الرئيسية برأيي المتواضع في نقاشي معك هو موضوع ((الإحصان في الزواج )) والذي أكدت عليه الآيه 24 من سورة النساء .

وكما تعلم فإنني صريح وواضح معك وأحبك لله بالله وسأكون سعيدا جدا إذا راجعت الأمر في ضوء موضوع الإحصان المفقود في زواج المتعة وتوصلت الى قناعة جديدة في الموضوع . بصراحه ووضوح أقول لك أخي الكريم إني أخاف عليك أن تلقى الله سبحانه وتعالى وأنت على إعتقاد شرعية زواج المتعه .

أرجوك راجع هذه الآيات الكريمة التي تؤكد على الإحصان في الزواج .

{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }النساء24 {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25

وكذلك جاء عن جعفر الصادق وهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سأل عن المتعة فقال: (( هي الزنى بعينه )). أخرجه البيهقي في الجزء السابع ص 207.

والعجيب أن تحريم المتعة موجود في كتب الشيعة أنفسهم وإن كانوا مجمعون على العمل بها وتجويزها، ذكرَ المجلسي ، بالسند ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله (ع) ، أنّه قال مُتكلّماً عن المُتعَة : ((مَا تَفعَلُهَا عِندَنَا إلاّ الفَواجِر)) [بحار الأنوار:100/318]. والفَواجِر: الزواني.

وفي الاستبصار – للشيخ الطوسي ج 3 ص 142 : عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة .

عن عبد الله بن سنان قال:سألت أبا عبد الله(ع)عن المتعة فقال:لا تدنس نفسك بها…وهذا في مستدرك الوسائل الجزء14صفحة455 وسائل الشيعة(آل البيت)-الحرالعاملي،

وقال الطوسي وهو من كبار علماء الإمامية يبين أن في المتعة عار وذل فقال:” إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فانه لا يجوز التمتع بها لما يلحق أهلها من العار ويلحقها هي من الذل!!”[تهذيب الأحكام 7/253]

متعة صدر الإسلام ليست هي متعة الشيعة اليوم:

والمتعة التي كانت في صدر الإسلام متحققة فيها شروط النكاح الشرعي المعروفة، وهي تعيين الزوجين ورضاهما وتوفر الولي والإشهاد، إلا أن نكاح المتعة يزيد عليه بتحديد مدة للنكاح وأن النكاح ينفسخ بانقضائها، وقد يلتبس نكاح المتعة المنسوخ في أول الإسلام مع ما عليه المذهب الشيعي، لكن المذهب الشيعي لا يشترط الولي ولا الإشهاد على النكاح، وهذا لم يكن موجوداً قط في الإسلام، وقد قال الإمام القرطبي: “من قال المتعة أن يقول لها: أتزوجك يوماً ـ أو ما شابه ذلك ـ على أنه لا عدة عليك ولا ميراث بيننا ولا طلاق ولا شاهد يشهد على ذلك؟! وهذا هو الزنا بعينه، ولم يبح قط في الإسلام”الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(5/87)

وكتبت اليه هذا الرد:

اخي الكريم ابا علي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا اقدر مشاعرك الدينية، واذا كنا نختلف في موضوع المتعة، فأرجو ان يبقى اختلافنا اختلاف الفقهاء، فلا داعي لأن اقول ان ايمانك بتحريم المتعة نقطة سوداء في تفكيرك، كما لا داعي لكي تقول ذلك عني بأن إيماني بالمتعة نقطة سوداء في تفكيري، علما بأن هنا ك فارقا بيني وبينك وهو أنني مجتهد بصورة محايدة في هذا الموضوع وليس بناء على ما يقول الشيعة، وانت مقلد لا تستعمل أو لا تعرف ابجديات الاجتهاد والبحث في هذا الموضوع، مع اني اكن احتراما كبيرا لتخصصك كطبيب، فلماذا تعتقد انك افهم مني أو اعمق اجتهادا لمجرد انك قرأت بعض الكتب مثل كتاب الوشيعة او كتب اخرى غير علمية، وترفض الاستماع الى وجهات النظر الأخرى بصورة علمية؟

ان المسألة ليست طائفية ولا عاطفية ولا تعصب، بل تحتاج الى تأسيس الاسس العلمية للاجتهاد ومعرفة الأحكام الاسلامية، ودراسة علم الاصول والحديث، ومن دون ذلك يبقى الحوار معك حوار طرشان، واعذرني على صراحتي معك، شكرا لك

اخوك أحمد الكاتب

فرد الدكتور حسين علي الجبوري بما يلي:

السلام عليكم أخي الكريم أبو أمل المحترم

أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وأعتبر نفسي أفهم من حضرتك أو أعلم

وولله ليس قصدي هذا . كما تعلم حضرتك أن كل موضوع له أوجه متعدده والناس

يتفاوتون في نظرتهم اليه كل من زاويته ومدى علمه .

الآن انتهى نقاشي معك حول زواج المتعه فقط بقيت لدي نقطة واحده فقط أريد

أفهمها منك وهي : هل هناك إحصان في زواج المتعه ؟ وهل الإحصان ضروري في هذا الزواج ؟ ودمت أخا ً وصديقا ومعلماَ لي ولغيري في أمر ديننا الحنيف

. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

حسين علي الجبوري 4 آب 2018

وقلت له:

طبعا هناك احصان وشروط وعدة ومهر وعقد في الزواج المؤقت (المتعة) ولا يختلف عن الزواج الدائم الا بتحديد المدة. واما مسألة الولي، فهو شرط عموما في زواج الصغيرة غير الراشدة عند الشيعة سواء في الزواج الدائم أو المؤقت، ويختلف الفقهاء الشيعة في اشتراط الولي في المرأة الراشدة، ويتفقون في عدم اشتراطه في المرأة الثيب (غير الباكرة) سواء في الزواج الدائم أو المؤقت.

وأما مسألة العدة فهي أيضا واجبة، ولكنها في الزواج المؤقت حيضتان مثل عدة الأمة، وليس ثلاثة أشهر.

تبقى مسألة الاشهاد وإعلان الزواج، وهو مستحب عند الشيعة في الدائم والمؤقت، وهو خيار للرجل والمرأة، حيث لا يشترط فيه السرية والكتمان، ويمكن تسجيل الزواج في الدوائر الرسمية حفاظا على حقوق المرأة والرجل، ولا سيما اذا حصل بينهما حمل وولادة.

وفي الحقيقة لقد بحثت موضوع الزواج المؤقت قبل حوالي ربع قرن في ورقة أعددتها لمؤتمر الجمعية الاجتماعية الإسلامية الأوربية، عقد في لندن في ذلك الوقت، وبحثت الموضوع على ضوء التراث الإسلامي المشترك، وليس على فقه الشيعة فقط، أي على ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، ونشرت الموضوع في كتابي (السنة والشيعة وحدة الدين، خلاف السياسة والتاريخ) وتحققت أولا حسب المصادر الإسلامية المختلفة من آية (فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ) وأنها نازلة في موضوع (المتعة) كما درست الأحاديث الواردة بتحريم المتعة، فرأيتها (اخبار آحاد) أي ليست متواترة، وانها حتى اذا كانت متواترة لا تستطيع نسخ القرآن. وهذه مسألة أصولية مهمة حيث لا يجوز لنا نسخ أي حكم شرعي اذا ثبت في القرآن، بناء على حديث آحاد أو “متواتر” والحديث لا يمكن ان يكون متواترا اذا خالف القرآن، لأنه يسقط عن العلم واليقين ويدخل في خانة الشك، والمتواتر هو الذي لا شك فيه.

واما الحديث الذي نقلته عن ابي بكر البيهقي الذي توفي سنة ٤٥٨هـ عن جعفر الصادق بأن المتعة هي الزنا بعينه، فهو مصدر غير محايد ومتأخر بثلاثمائة سنة عن الصادق، ولا نعرف سند حديثه ويخالف الأحاديث المروية والمشهورة عن الصادق التي يحلل فيها المتعة.

واما حديث المجلسي في (بحار الأنوار) عن أبي عبد الله الصادق بأن (المتعة لا تفعلها عندنا الا الفواجر) فهو حديث عن قضية خارجية، وليس عن حكم شرعي.

وكذلك حديث عبد الله بن سنان عن الصادق أنه قال: (لا تدنس نفسك بها).

واما كلام الطوسي: ” إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فانه لا يجوز التمتع بها لما يلحق أهلها من العار ويلحقها هي من الذل!!” فهو صحيح ولكنه حديث عن وضع اجتماعي خارجي وحالات معينة، والمجتمع يرفض حتى الزواج الدائم بدون اذن الولي، فهل يحرم هذا الزواج الدائم لأنه مرفوض من بعض الناس؟

وقد استغربت من قولك أيها الطبيب المحترم: بأن “متعة صدر الإسلام ليست هي متعة الشيعة اليوم، والمتعة التي كانت في صدر الإسلام متحققة فيها شروط النكاح الشرعي المعروفة، وهي تعيين الزوجين ورضاهما وتوفر الولي والإشهاد، إلا أن نكاح المتعة يزيد عليه بتحديد مدة للنكاح وأن النكاح ينفسخ بانقضائها” وكأنك تذهب الى حلية زواج المتعة بهذه الشروط، ولكنك تعود فتقول:”قد يلتبس نكاح المتعة المنسوخ في أول الإسلام مع ما عليه المذهب الشيعي، لكن المذهب الشيعي لا يشترط الولي ولا الإشهاد على النكاح، وهذا لم يكن موجوداً قط في الإسلام”.

ولم اعرف رأيك النهائي: هل تعترف بوجود المتعة في صدر الإسلام بالشروط الشرعية؟ أم لا تعترف بها؟ دعك عن الممارسة الخاطئة التي قد تحصل بين الناس وافتقاد بعض الشروط، فان الأخطاء تحدث حتى في الزواج الدائم، وأما الشروط فهي محل بحث وجدل ونقاش، ولا يوجد اتفاق عليها حتى بين الفقهاء السنة.

ولست أدري كيف استشهدت بقول القرطبي : “من قال لامرأة: أتزوجك … على أنه لا عدة عليك “. فانه لا يستطيع أحد أن يقول لأية امرأة (أتزوجك على أنه لا عدة عليك) سواء في الزواج المؤقت أو الدائم، ولكن كما يبدو انك تحاول حشد الآراء والفتاوى والاحاديث الضعيفة وغير المعقولة لكي تؤيد موقفك المسبق الموروث بحرمة الزواج المؤقت.

ارجو ان لا تنظر الى الأمور من خلال الممارسات الخاطئة وانما بناء على التأصيل القرآني والسنة النبوية، ثم تتبنى رأيا معينا بصورة علمية وليست عاطفية أو جدلية مع الشيعة.

أحمد الكاتب

احمد الكاتب: زواج المتعة حلال عند الضرورة كلحم الميتة

https://www.youtube.com/watch?v=JAt88…

عمر لم يحرم المتعة وانما نهى عنها، وهناك فرق بين الاثنين

https://www.youtube.com/watch?v=RsyHk…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here