سبب واحد فقط لمأساة حريق مستشفى الحسين في ذي قار وحل واحد لاغير

سبب واحد فقط لمأساة حريق مستشفى الحسين في ذي قار وحل واحد لاغير

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لا يوجد الا سبب واحد للمآسي التي حدثت و تحدث وستحدث في العراق الا وهو الاحتلال الامريكي الصهيوني للعراق الذي بدأ في عام 1991 على يد المجرم المقبور جورج بوش واستكملت فصوله في عام 2003 على يد المجرم جورج بوش الابن والمجرم توني بلير الكذابيين مرورا بحصار مجلس اللأمن البربري وذلك لكي يتم تمزيق العراق منذ ذلك الحين. ثم بعد ذلك قامت امريكا بتسليم العراق الممزق بأيدي غير مؤهلة للحكم. حيث فعلت ما فعلت مافيات الفساد والطائفية والمنتفعين والخونة وارباب الحروب وممتهني الدين لاغراض شخصية. ليس ذلك فحسب بل تم تسليم العراق عمدا من قبل امريكا الى أيران بينما ابقت على جنودها في العراق لتحويله الى ساحة صراع مع ايران. وقد اثببت الاحداث بأن امريكا اجبن من ان تواجه ايران في اراضيها ناهيك عن مدى جبنها خلال الاشهر الماضية حتى من مواجهة ايران خارج اراضيها. وامريكا تعلم ان احد اسباب انهيار الامبراطوريات هو اتساع تدخلاتها في بؤر الصراعات الخارجية في آن واحد ولنا في افغانستان وقبلها في فيتنام خير دليل. اذن الذي حصل في مستشفى الحسين في ذي قار وقبله في مستشفى ابن الخطيب في بغداد وغيرها من حرائق متعددة الوجوه والاماكن هو جميعه بسبب الفساد الاداري وسوء الادارة والمحاصصة الحزبية الطائفية البغيضة التي جاء بها سيء الصيت (بول بريمر) وتبنتها الاحزاب الفاسدة الموجودة في السلطة منذ عام 2003 ولحد الان. والادهى من ذلك فأن نفس هذه الأحزاب الفاسدة والمتسببة بذلك هي اول من يخرج ليدين هذه الجرائم التي هي سببها بشكل مباشر او غير مباشر. اذا ان الذين يساومون على سيادة البلد كله ويبيعونها لبلدان أخرى من السهل عليهم ان يفتعلوا جرائم من هذا النوع بشكل مباشر. الذي يهون عليه البلد وسيادته ومقومات وجوده اهون عليه القيام بمثل هذه الاحداث والجرائم.

عندما يتحول البلد الى فريسة بيد مافيات سلطة وحروب لن يفيد معه الا الثورة على الواقع الفاسد. الثورة لاتعني التخريب او القتل وسفك الدماء بل بالعكس هي تعني اجتثاث ذلك كله مع اصحابه وارساء حكم القانون والعدل والمساواة و عدم التبعية ايما كانت. لايمكن لبلد ان يزدهر حينما يكون معيار التفاضل او التنافس فيه مبنيا على الوراثة او الطائفية او ارتداء عمامة الدين. وما بالك لو كان المعيار فيه ترسمه دول اخرى بل وتتدخل فيه بشكل سافر ومستهتر ومذل. ان مسؤولية الذين ازهقت ارواحهم حرقا والذين احترقت اجسادهم في مستشفى الحسين وقبله في مستشفى ابن الخطيب هم كالشهداء الذين تم قتلهم من قبل سلطة الاحتلال في ثورة تشرين تقع مسؤليتها على عاتق كافة الاحزاب بما فيها حكومة الكاظمي الفاشلة والكتل التي جاءت به. هذه الأحزاب سرقت الوطن والاجيال وباعتهم للأجنبي وهذا لا ينفع معه الترقيع بل الاجتثاث الجذري. ان الأحزاب الحالية بكلمة واحدة انتهت وعليها الرحيل وفسح المجال لغيرها من الجيل الجديد والشباب والمهنيين لقيادة البلد بشكل مؤقت لحين ترسيخ أسس ديمقراطية بعيدة كل البعد عن المحاصصة الطائفية والعمالة للجهات الأجنبية.

الحل هو اقتلاع الظلم من جذوره دون الحاجة الى فتوى او دليل لان الظلم واضح وظاهر والادلة عليه غير خافية بل وتجري بشكل يومي في كافة انحاء الحياة. ولا يحتاج ذلك الى مهلة او (عطوة) انما يحتاج الى تنظيم الصفوف ورصها ومقاطعة كافة الاحزاب الموجودة في السلطة باي شكل كان.

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here