كيف تصرف الزعيم في يوم 13 تموز 1958 … اسرار معسكر الثورة … ما قاله الرئيس حافظ علوان مرافق الزعيم :

كيف تصرف الزعيم في يوم 13 تموز 1958
اسرار معسكر الثورة … ما قاله الرئيس حافظ علوان مرافق الزعيم :

ماهي الأعمال التي قام بها في يوم 13 تموز 1958 أي اليوم الاخير للملكية في العراق ؟
تحرير وتقديم / علي جبار الصالحي
.
في صباح يوم 13 تموز 1958 قام سيادة الزعيم بالخروج من غرفته و تفقد قطعات لوائنا كعادته اليومية و وجد كل شيء كامل و جاهز وان اللواء متهيأ للحركة مع العلم ان الزعيم كان قد درب اللواء تدريباً عنيفاً و متقناً بحيث جعله متهيء للحركة في كل وقت و خاصة في الأيام التي سبقت الثورة .
و فعلاً عاد الزعيم بعد تفقده القطعات الى غرفته و طلبني و الرئيس الأول رشاد سعيد ضابط المخازن في لوائنا واصدر لي امر باستلام أربعة سيارات محملة بمختلف أنواع الاعتدة من مخازن العتاد في معسكر المنصور على ان يكون الاستلام بعد الساعة الثامنة مساءً .
و عند خروجي من غرفة سيادته وجدت الرئيس قاسم الجنابي المرافق لسيادة الزعيم فعدت الى الغرفة و اخبرت الزعيم بوجود الجنابي فطلبه و اصدر اليه الأوامر التي تتعلق بواجبه ثم ودعه و تمنى له النجاح و الموفقية في أداء واجبه المقدس ، و بعدها عاد الرئيس الجنابي الى بعقوبة .
وفي تمام الساعة الثالثة ظهراً بدء الجهاز اللاسلكي الذي طلبه الزعيم ليسيطر على حركة القطعات التي اشتركت في الثورة العمل، و في تمام الساعة الخامسة طلب مني الزعيم ان اجلب له غدارة سترلنك و فعلاً نفذت له ما أراد و احضرت غدارة كنت قد جربتها بنفسي قبل أيام مع عشرة مخازن مملوءة بالعتاد و وضعتها في حقيبة للكتب و سلمتها له.
و في تمام الساعة الخامسة و النصف تقريباً وصل سيادة الزعيم الركن احمد صالح العبدي الى معسكر المنصور حيث كان على موعد مع سيادة الزعيم الأمين .
و بعدها خرج الزعيم بصحبة الزعيم الركن العبدي و عند خروجه ابلغني بانه ذاهب الى جلولاء و اكد علي بضرورة تسلم العتاد الذي اسلفنا القول عنه .
و في الليل عاد سيادة الزعيم و معه الزعيم الركن العبدي الى مقر اللواء فتناول كل منهما قليلاً من الفاكهة و بعدها استئذن الزعيم العبدي بالخروج و العودة الى بعقوبة ، فقبله احدهما الاخر و تمنى له سيادته الزعيم النجاح في واجبه الشريف .
و منذ ساعة خروج الزعيم الركن العبدي حتى الساعة الرابعة صباحاً تقريباً كان الزعيم عبدالكريم قاسم يسيطر على القطعات بواسطة جهاز اللاسلكي الذي كان قريباً منه .
و في ذات الوقت أي الساعة الرابعة فجراً اصدر لي الزعيم امر يقضي بتوزيع العتاد على فصيل الحماية لمقر اللواء الذي كنت انا امره فوزعت العتاد عليهم الذي كان محشواً في مخازن ملاءتها بنفسي و دون ان يعلم احد بذلك .
و بعد ذلك و في تمام الساعة الخامسة كانت قطعات اللواء على الطريق العام باتجاه بغداد ، و كنت انا في هذا الوقت اجلس الى جانب الزعيم عبدالكريم قاسم في سيارته و كان سيادته يستمع الى الراديو و بينما كنا في طريقنا الى بغداد و في حوالي الساعة السادسة صباحاً أذيع البيان الأول للثورة الخالدة و هنا شعرت فعلاً ان قلبي يكاد يطير من الفرح و عندها اخرج سيادة الزعيم الأمين عبدالكريم قاسم مسودة البيان من جيبه و قارن بين ما أذيع و ما مكتوب في الورقة و كان مطابقاَ ، و بعد ذلك نزل سيادة الزعيم من سيارته و امرني بان اركب في السيارة الاولى من الرتل و ان ننطلق بسرعة باتجاه بغداد وان أقوم بتوزيع العتاد على قطعات اللواء في منطقة بغداد الجديدة وان اعتقل قائد الفرقة اللواء الركن غازي الداغستاني ان وجدته على الطريق في حال هروبه من الرئيس قاسم الجنابي ، فانطلقت انا الى بغداد في السيارة الأولى و بسرعة باتجاه بغداد و تتبعني بعدها السيارات الأخرى و في الساعة السابعة تقريباً وصل سيادة الزعيم الى بعقوبة و التقى الرئيس قاسم الجنابي و سيطر سيادته على الموقف و اوعز ببعض الأوامر و التعليمات الى الرئيس قاسم الجنابي هناك .
و في تمام الساعة الثامنة و النصف وصل اللواء الى منطقة بغداد الجديدة ، وهنا طلب الزعيم حضور جميع امري الوحدات و حينها اخرج ورقة من جيبه و قرأ عليهم بعض التعينات و التي كان من بينها تعيين العقيد الركن عبدالكريم محمد امر للواء التاسع عشر و العقيد الركن عبدالرحمن عبدالستار امر للواء الثامن و العقيد عبدالمجيد جليل مديراً للامن العام ، ثم امرني سيادته بتوزيع العتاد الموجود في السيارات الأربعة التي استلمتها ليلة الثورة كما ذكرت سلفاً على الوحدات وهنا قال سيادته كلمة ستبقى عالقة في ذهني و سأفتخر بها طوال حياتي فقد قال للضباط الذين كانوا بقربه بان (( حافظ علوان كان ساعدي الأيمن في معسكر المنصور )) ثم وزع سيادته القطعات و عين مناطق الوحدات و منها تحركنا من بغداد الجديدة باتجاه دار الإذاعة التي وصلناها بحوالي الساعة التاسعة ، ثم تركها و توجه الى وزارة الدفاع و قد حضر في وزارة الدفاع كل من الزعيم الركن محي الدين عبدالحميد و الزعيم الركن عبد الوهاب الأمين ، و عندها وصلنا خبر مفاده ان الأوامر قد صدرت الى اللواء الأول للتحرك الى بغداد و ضرب الثورة ، و عندها اوعز الزعيم عبدالكريم قاسم بأوامر الى الزعيم محي الدين عبدالحميد الذي كان قائداً للفرقة المدرعة الرابعة بان يحرك كتيبة دبابات تتخذ موضعاً على طريق المسيب – بغداد ، و هنا قال سيادة الزعيم بان اللواء الأول سوف لا ينفذ تلك الأوامر لان الجنود جنودي و كنت امرهم و اعرف مدى وطنيتهم .
ترك الزعيم وزارة الدفاع وتوجه الى بغداد الجديدة فاصدر امراً الى احد أفواج اللواء التاسع عشر بالحركة و اتخاذ موضع على طريق المسيب – بغداد تحسباً لأي طارئ قد يحدث ، و بعد ذلك عاد الزعيم الى وزارة الدفاع و في طريق العودة الى الدفاع شاهدنا احد ضباط اللواء الأول يعطي إشارة الى سيارة الزعيم بالوقوف فسأله الزعيم عن الموقف في المسيب فأجابه الضابط بان العقيد فاضل عباس المهداوي قد سيطر على الموقف واصبح امراً و انه قد تم القاء القبض على امر اللواء السابق اللواء الركن عمر علي و ارسله معنا مخفوراً الى بغداد عندئذ امرهم الزعيم بأخذه الى السجن .
عاد بعدها الزعيم الى وزارة الدفاع و بدأ يمارس مهامه الشاقة منذ ذلك الوقت و حتى هذه اللحظة في سبيل الشعب العراقي النبيل ، هذا هو ما عمله سيادة الزعيم المنقذ قائد الثورة الجبارة الذي رفعتنا من الحضيض والذل والعبودية الى مستوى العزة و الكرامة ليلة ويوم الثورة الخالدة ، دمت لنا يامؤسس الجمهورية و العمر المديد لك ياحبيبنا يا عبدالكريم والموت لأعدائك الجبناء .
.
هذا ما قاله و شهد به الرئيس حافظ علوان مرافق الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم رحمه الله الى جريدة الثورة بعددها الصادر في 26/3/1960

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here