مطلوب محاكمة تاريخية لحركة 14 تموز 1958 في العراق ,الجزء الثالث

مطلوب محاكمة تاريخية لحركة 14 تموز1958 في العراق,الجزء الثالث
مازن الشيخ

[email protected]

ولمن يحب الحقيقة ويبحث عنها,بعيداعن التحزب والتحيز,للافكاروالقناعات المعدة سلفا,أتمنى عليه أن يراجع بدقة واهتمام ماحدث من تغييرات في مستوى معيشة المواطن العراقي منذ 1921 وحتى 1958وليدرس الامر,ويحلله بحرية,وحيادية,بعيداعن الفكرالتسلطي القهري الذي نسجه البعض في عقولهم ,خصوصا ممن يسمون انفسهم يساريين ,والذين كانوا ولازالوا يتخبطون في مسيرة العمل السياسي,غيرمدركين للاخطاء الاستراتيجية التي ادمنوا على ارتكابها,رغم انها تسببت باكبراساءة الى انفسهم واوطانهم ,ويبدو انهم لن يتعضوا,ويتبين ذلك من خلال التعليقات والمزاعم التي لازالوا يطلقونها على ماحدث يوم 14 تموز
وما جعلني اتأكد من دقة تشخيصي لحقيقة الامر,اني اطلعت يوماعلى مجموعة كبيرة من الصورالفوتوغرافية,عكست واقع الحياة اليومية في مدينة الموصل,منذبداية القرن العشرين,وحتى الستينات منه,جمعها احد المصورين الموصليين في منطقة الساعة,
رأيت بكل وضوح مدى البؤس والشقاء والفقرالمدقع الذي كان يعيشه الشعب,وسط بنية تحتية بائسة ومهدمة,كان الفقروالبؤس والتخلف مرسوم بكل تفاصيله على سحنة وهندام المواطن,بعد ذلك وجدت لدى صديق قديم ارشيف صحفي كان والده قد جمعه,ومن خلاله قرأت عدة اعداد لمجلة اسمها (اهل النفط) كانت تصدرها شركة نفط العراق وتعكس حالة البلد بكل تفاصيله,وماوصل ليه شعب العراق في خمسينات القرن الماضي من رقي وتطور,ومن جملة الصورالتي اعجبتني كثيرا,واحدة التقطت اثناء افتتاح جسرالملكة عالية في بغداد عام 1957,والذي يصل كرادة مريم بالباب الشرقي,وغيراسمه الى جسرالجمهورية,الجماهيرالمحتشدة كانت في قمة الاناقة,بدلات راقية وربطات عنق,وكأننا في أحدى الدول الاوربية ,مما يدل على مدى التقدم والتطورالذي بلغه الشعب العراقي انذاك,واذا قارننا تلك الصوربما يمكن التقاطه الان ومن نفس الموقع لرأينا أن العراق عادعدة قرون الى الوراء.وكله بفضل ثورة الضباط الاحرارالذين اسقطواحكم الاستعمار,وعملائه,واعادوا الكرامة والعزة للوطن الحبيب.
كل الدلائل تؤكد ان التعاون الذي تم بين الحكام العراقيين والادارة البريطانية,كان لمصلحة البلدين,وحتى اليوم وبعد ان كشفت جميع الوثائق السرية,لم تؤكد اي منها ان المرحوم نوري السعيد,الذي هوأهم وشهرمن قادواالعراق اثناء الحكم الملكي,كان متواطئا اوخائنا اوعميلا للبريطانيين,بل كان يعمل ببعد نظر,وبراغماتية من اجل خيرالعراق ورفعته,ومع ذلك فقد عوقب بقساوة ووحشية على ايدي الغوغاء,من الذين حتما لاانتماء لهم,بحيث انه لم يدفن في قبر,بعد ان مزق جسده تحت عجلات السيارات,وبعدأن خانه اقرب معاونيه,من الذين منحهم ثقته,وهو الضابط الحرالثائر,وصفي طاهر,والذي عوقب بالاعدام من قبل زملائه,ورفاقه الضباط الاحرار

وللحديث بقية في الجزء الرابع

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here