الإرهاب يفجر مدن العراق ويسالم في سوريا،

 نعيم الهاشمي الخفاجي

المتابع للأحداث، يجد أن التنظيمات الارهابية الموجودة بالعراق هي نفسها الموجودة في سوريا واليمن وأفغانستان وأفريقيا، نفس العقيدة الوهابية التكفيرية، بالوضع العراقي والسوري، هناك تقارب ما بين الطبيعة المذهبية والقومية والدينية، لكن رأينا في سوريا، المجاميع الارهابية حاصرت مدن وقرى شيعية وعلوية ودرزية ومسيحية، لكنها لم تجرأ على اقتحام تلك المدن والقصبات، بين فترة واخرى نسمع أن هناك عمليات تبادل أسرى ومختطفين ما بين العصابات الارهابية والحكومة السورية، لم نشاهد مظاهر تفجير ارهابيين انفسهم وسط الأسواق الشعبية في دمشق رغم سيطرة المجاميع الارهابية على كل أرياف دمشق وعلى منابع المياه والطاقة الكهربائية، ومحاصرة دمشق لعدة سنوات، على عكس العراق، المجاميع الارهابية تقتل كل شخص يقع في اياديهم وان كانت اعدادهم آلاف مثل سبايكر وبادوش والصقلاوية وتفجيرات بغداد التي خلفت عشرات آلاف الشهداء طيلة سنوات الإرهاب.

لم نسمع ان المجاميع الارهابية بالعراق أطلقت سراح مخطوفين لديهم مثل مايحدث في سوريا.

في عالم الحيوان، لم نجد ان الذئب هاجم بشر وقام في افتراسه، بالعكس تم عرض فيلم عن حياة الذئاب تجده يتحاشى مهاجمة الإنسان وإن وجده وحيدا، هل ان هذا الحيوان المتوحش مسالم مع الإنسان وشرير مع الحيوانات الأخرى، بعد البحث توصل الباحثين الى حقيقة،

بسبب اضطهاد البشر الذئاب على مدى قرون، أصبح الذئب يخشى البشر ويتجنب المواجهات معه، لأنه يخشى من الانتقام.

رحم الله صديق الطفولة العزيز أرسطو، الفيلسوف اليوناني (توفي 322 قبل الميلاد).  تأثر بمقولة الإنسان الذئب، وبنى عليها نظريته أن الناس لا يطيعون القانون حباً في الفضيلة، بل خوفاً من العقاب.

كان صديق الطفولة يحدثني يقول لي حياة البشر مثل الذئاب تحتاج استعمال القوة لكي يلتزم بالقانون.

الارهابيين في سوريا يتجنبون قتل الأسرى وتفجير الاسواق لان حكومة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد يكون ردهم فوري وسريع، إعدام الإرهابيين الذين يتم القبض عليهم القابعين في السجون السورية، وقصف الحواضن التي يتواجد بها الإرهابيين، هنا يضطر الإرهابيين القاعدين الداعشيون الى وقف عملياتهم في استهداف الأسواق وقتل الأسرى والمخطوفين المتواجدين بحوزتهم.

النموذج اليمني، قبل إعلان الحرب على شعب اليمن من قبل دولة منبع الإرهاب الوهابي، ارسلوا عدة بهائم فجروا عدة مساجد في صنعاء، كان رد أنصار الله والرئيس المقتول علي عبدالله صالح دعوا الى اجتماع لكل شيوخ ووجهاء عشائر صنعاء واليمن وقرر الحضور إهدار دم كل إرهابي تكفيري وعلى القبيلة تحمل دفع الديات للضحايا، عندها توقفت التفجيرات باليمن.

بالعراق  الجميع يعرفون الإرهاب مصدره بعثي سني، محصور الإرهاب ضمن ثلاث محافظات بها اكثريات وحواضن سنية، الحكومة بالعراق ساعدت المجاميع الارهابية بالبقاء، من خلال إعطائهم رواتب تقاعدية لان كل رؤوس وأعضاء المجاميع الارهابية هم ضباط ومنتسبين مهنيين من أجهزة صدام القمعية، الارهابيين المعتقلين يتم اطلاق سراح الذباحين بوساطة من هنا وهناك، اعادة التحقيق، تهريبهم من المعتقلات، بل تم وضع ٧٠٠٠ ذباح في فندق الحوت بينهم مئات الذباحين العرب السعودين والافارقة، والحكومة تهتم بهم اكثر من اهتمامها في أبناء الشعب من حيث المأكل والملبس ووسائل الترفيه، يحضرون لهم زوجاتهم ويعطوهم  ساعة خلوة السجين بحبيبته، بالاخير يطلقون سراحهم، تراخي المسؤولين العراقيين يعطي العصابات الارهابية محفزا لتكثيف هجماتهم  في استهداف مدن الشيعة وقتل الجنود والموظفين والعمال وبسهولة، الحكومة خصصت مليارات، من ميزانية الدولة لعام 2021  إلى فض النزاعات العشائرية السنية، القضية دفع ديات من الحكومة الى عشائر سنة دواعش يدفعونها ديات الى ابناء عشائر سنة قتلوهم، حتى يسمحوا لهم بالعودة للسكن في مناطقهم، كيف يمكن إيقاف الإرهاب بالعراق ياسادة ياكرام.

بعد كل عملية إرهابية اجراءات رئيس الحكومة العراقية باتت مكررة ومعروفة،

يتخذ قرار في تغيير القادة الأمنيين، للعلم قرار تغير القادة الامنيين لاينهي تسلل ودخول الانتحاريين، هناك حقيقة مؤلمة،

إن تغير القادة الأمنيين في بغداد بعد التفجيرات لاتنهي التفجيرات، بل هي محاولة  لتغطية الحقيقة والفشل، المعروف لكل متابع حر وليس عبد ذليل يعرف أن القوات الأمنية بها جزء كبير يسهل دخول الإرهابيين لأسباب مذهبية واضحة، استبدال ضباط بضباط آخرون ربما يزيد تسلل الإرهابيين، أصل الصراع بالعراق صراع مذهبي وقومي بدأ منذ يوم ولادة العراق عام ١٩٢١ القوات الأمنية من الجيش والحشد هزموا الإرهاب في ساحات الحرب، لكن ما الذي تريد تفعله القوات الأمنية اذا وزراء ونواب حماياتهم تضم عناصر ارهابية ينقلون الانتحاريين بسهولة، بيانات الحكومة والرئاسات الثلاث بالتنديد، مضاف لها بيانات القوى السياسية بالتنديد، تم استعمال سيل كثير من مصطلحات التنديد، لكن لم نسمع مطالبة في إعدام الذباحين، ما فائدة القوات الأمنية تعتقل وتفكك شبكات ارهابية ويتم  اعتقالهم وتتخاذل الحكومة والساسة في عدم القدرة على تنفيذ أحكام الإعدامات بحق الارهابيين، طرد ضباط شيعة هؤلاء قاتلوا لأجل حماية الدولة بساحات الحرب دليل على سذاجة صاحب القرار السياسي، يستبدلهم من أنفسنا، النتيجة تكون كارثية، ياسادة ياكرام أحبتي أصل الصراع قومي مذهبي، من الأفضل إيجاد حلول لهذا الصراع، يا أخوان لم  تقوم عشائر المكون الحاضن للإرهاب في البراءة من أبنائهم الارهابيين، لننظر إلى اليمن شيوخ عشائر اليمن اجتمعوا واصدروا قرارات براءة من كل إرهابي وانتهى الأمر ورغم مضي سبع سنوات على الحرب لم تحدث عمليات ارهابية تستهدف التجمعات المدنية، أجزم يتحمل قادة المكون الشيعي جميعا وقوع العمليات الإرهابية لأنهم لايعينهم دماء أبناء قومهم يستطيعون وضع حد لهذه العمليات الإرهابية، يستطيعون تنظيم مظاهرات حاشدة مليونية تطالب برهم صالح والكاظمي بتنفيذ قرارات القضاء العراقي الخاصة في إعدام الذباحين، للأسف شيعة العراق اصبحنا مكون يقودة ساسة متخاصمين، جماهير مليونية تائهة بدون قائد لديه مشروع، أصبحنا مكون أشبه بقطيع يقوده حمير، ‏أتعجب ممن يُتعب نفسه بالبحث عن جنسية الإنتحاري لإثبات تورط السعودية في التفجير، طالما العملية هي حزام ناسف فلا يمارس هذا النوع من الإرهاب غير من يعتمد على فتاوى علماء التكفير السعوديين الذين صدّروا هذا الفكر السلفي الوهابي وبرعاية وتمويل وحماية حكّامهم المرتزقة،

‏الأكثر انحطاطا هو من يغطي وجه الإرهابي بتبرير أو يشير لجهة أخرى ليخدعنا فهو بذلك يمسح الدماء ليحضّر لمشهد دامي جديد، وما أكثرهم في الإعلام هذا اليوم، ‏الإعلاميين من فلول البعث وهابي يتبعون أساليب الكذب بالقول إن تفجيرات مدن الشيعة  تقف وراء ذلك احزاب الشيعة، وغاية هؤلاء  محاولة للتغطية على جرائم أبناء قومهم بحق المواطنين العراقيين الشيعة بظل بيئة شيعية فاشلة وإلا داعش والقاعدة ومشتقاتها يعلنون أنهم هم من ينفذ التفجيرات في التجمعات الشيعية، تفجيرات أمس أعلن داعش مسؤوليته عن تنفيذ الجريمة، ومن خلال انتحاري، وهذا ما اكدته القوات الأمنية العراقية هذا اليوم، ‏التنظيمات الوهابية الإرهابية سيطرة على أغلب أراضي سوريا سابقا لكنهم لم يجرؤوا على تفجير المفخخات بالأسواق مثل ما يحدث بالعراق؟ السبب الحكومة السورية تقوم في إعدام مئات الإرهابيين بعد وقوع التفجير على عكس العراق حيث يتم الاهتمام براحة ورفاهية الارهابيين ويتم تهريبهم والعفو عنهم، ‏حتى لا أتهم بالطائفية ويرضى عني حثالات لاتميز بين الناصح والناكح أو ممن لديه عقدة نفسية بسبب إعاقة جسدية أو يمر بحالات نفسية بسبب فشل بحياته العائلية أو من أصحاب الفكر الشمولي المتستر بستار الوطنية واليسارية رغم انا شخصيا عضو في حزب يساري دنماركي  يرفض كل مظاهر سفك دماء البشر والحيوان، هناك فرق بين اليساريين الأوروبيين وبين الشموليين الأراذل ممن يدعون انهم يساريون من بعض الممسوخين من مجتمعات الشرق الاوسط، معظم ممن يدعون اليسارية والعلمانية بالشرق الأوسط متطرفين شيوعيين استئصاليين، حالهم حال القاعدة وداعش، لكن بلباس مدني علماني، حتى لا أتهم بالطائفية علينا أن نتهجم على علماء ومراجع الشيعة وابرأ فلول البعث وهابي من الجريمة الإرهابية وأقول أن إيران والشيعة هم من يفجرون على انفسهم، أو

يجب أن أقول إن الفتاوى التي صدرت من عمقنا العربي هي رسائل سلام وأن ال 5000 انتحاري سعودي الذين فجروا انفسهم وسط مدننا ومساجدنا هم رسل سلام وأنهم لم يسمعوا عن ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب، وكانوا يستمعون للسيمفونية السابعة لبتهوفن، رحم الله شهدائنا الأبرار لاسيما طفلة عمرها ١٤ سنة استشهدت لها صلة قرابة معنا من أهالي الحبيبية.

في الختام سوف تستمر التفجيرات بظل التدخل الأمريكي والرشاوي السعودية لصاحب القرار الأمريكي والغربي، ومعهم اللوبي الصهيوني ضد شيعة العراق، لكن إرادتنا لم ولن تنكسر، ارادة صلبة، وسوف نقتص من الخونة والعملاء، ويخسر الذي يعادينا، نحن لم نقتل طفل ولامرأة، ولم يقوم الشيعة في إقصاء شركاء الوطن، لكن للظاهر هؤلاء يبقون في غيهم، ولابد من عمل تحركات شعبية لخلق تيار شعبي ثوري يطالب في تنفيذ قرارات إعدام الذباحين، ويحاصر الوزارات والمؤسسات لطرد فلول البعث من الوزارات وخاصة من الجيش والداخلية واستبدالهم في عناصر سنية تؤمن في العيش المشترك، ومن ضحايا البعث والعصابات التكفيرية، واعداد هؤلاء السنة الشرفاء ليسوا قلائل، وهناك حقيقة لايعقل كل النفايات الارهابية المحرضة للقتل تقيم في أربيل، الإقليم يفترض ان يكون داعم للحكومة وليس معادي، قضية تسليم الموصل لازالت بالذاكرة، ورأينا الفرقتين من الجيش التي يقودها الأكراد انسحبوا تجاه الإقليم وشاركوا في هيكلة وتبخر الجيش، لغة التآمر يفترض تنتهي، ما الذي جناه الأكراد من تآمرهم ضد عبدالكريم قاسم؟ النتيجة تسببوا في اضعافه ووصل البعثيين الشوفينيين واستباحوا مدن وقرى الإقليم الكوردي، المنطق والعقل يوجب عدم تكرار الاخطاء، وايضا كلامي هذا يشمل بعض الفئات الشيعية التي تترك فلول البعث وتخلق أزمات مع مسعود البارزاني.

‏عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام :

وَقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا.

صمت الساسة و الزعامات الشيعية عن تفعيل السلطة والمطالبة في تنفيذ احكام الاعدامات بحق الذباحين فورا، وتأديب كل أبواق التحريض عندها تنتهي غزوات هؤلاء الاراذل الارهابية التي تستهدف الأطفال والنساء، من ضمن شهداء الأمس أطفال أحدهم عمره أربعة أشهر فقط، بل من ضمن الشهداء طفلة قريبة لي اسمها أسماء وليد دخلت قبل شهر في سن١٤سنة، بلاخارست لم تزور عوائل الشهداء مثل مازارت المختطف الكذاب المكدام، بل حتى المسؤولين وزعماء الكتل لم يزورون عوائل الاطفال الشهداء ضحايا العمل الإجرامي الارهابي البعثي الوهابي الانتحاري، أب اصيب واستشهدت زوجته وطفلته خمس سنوات وابنه علي ثلاث سنوات، نحن بعالم منافق قذر يرقص على أشلاء الضحايا لكسب مكتسبات سياسية، تبا وتعسا للإنسانية المزيفة، تبا وتعسا لمن احتل أفغانستان وسلمها الى طالبان، وأعترف أنه لم يذهب لبناء دولة،تبا وتعسا للعالم المنافق الجشع، تبا وتعسا للرأسمالية الجشعة مشعلة الحروب لكي تسرق ثروات الآخرين، تبا وتعسا لكل قرد ذليل يهرول وراء المستعمرين ويعتقد أن رفاهيته يصنعها له ترمب وممن على شاكلته.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

21.7.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here