العراق يتجاهل فضيحة “التجسس الإسرائيلية” بالرغم من التنصت على هواتف قادتهِ!

العراق يتجاهل فضيحة “التجسس الإسرائيلية” بالرغم من التنصت على هواتف قادتهِ!

محمد وذاح

لا يزال العالم يعيش صدمة “التجسس”، التي أحدثت زلزالاً سياسياً بين قادة عدة دول وشخصيات عامة وبارزة لها ثقلها الديني والمعنوي، بعد أن كشف تحقيق دولي شاركت فيه 17 مؤسسة إعلامية مرموقة، عن تورط شركة اسرائيلية وبالتعاون مع دول خليجية بالتنصت على هواتف 50 ألف شخصية عامة حول العالم بينهم قادة وملوك وزعماء سياسيين!

فقد نشرت مجموعة من المصادر الإخبارية من جميع أنحاء العالم في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك صحيفتي “واشنطن بوست” و”الغارديان” العديد من القصص التي توضح بالتفصيل الانتهاكات المزعومة الجديدة لبرامج (بيغاسوس) التجسسي الذي تملكه شركة NSO)) الإسرائيلية الذي يسمح بالوصول الى معلومات ورسائل واتصالات اي مستخدم عبر الهواتف الذكية.

وضمت القائمة 189 صحفياً وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي، وما لا يقل عن 65 من رجال الأعمال و85 ناشطاً في مجال حقوق الإنسان والعديد من رؤساء وشخصيات سياسية بارزة في عدة دول بينها العراق!

تبرأ خليجي!

فضيحة التجسس الاسرائيلية، كانت بالتعاون مع دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، وفق ما كشفه التحقيق الصحفي، إلّا أن الأمارات والسعودية نفت علاقتهما بقضية التجسس على شخصيات عامة وزعامات سياسية عربية ودولية، فيما شكلت حكومة تل ابيب، فريق تحقيق لبحث حقيقة استخدام برنامج تجسس إسرائيلي في تعقب زعماء دول ومعارضين حول العالم عبر هواتفهم الذكية.

بالمقابل، أكدت منظمة العفو الدولية، دعمها نتائج التحقيق الخاصة ببرنامج “بيغاسوس”، الذي طورته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، والذي أشيع أنه استخدم للتجسس على الناشطين والصحفيين والمعارضين.

تفاعل دولي وتجاهل عراقي!

فضيحة التجسس الأسرئيلية، حركة دول العالم التي وردت أسماء قادتها وزعمائها السياسيين في قائمة أهداف المراقبة المحتملة، فقد أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسلسلة من التحقيقات، في احتمال مراقبة محتملة لأرقام هواتفه.

كما ندّدت منظّمات أممية وحقوقية ووسائل إعلام والاتحاد الأوروبي وحكومات، بما كشفته التقارير الصحفية بشأن عمليات تجسس إسرائيلية على مستوى العالم استهدفت نشطاء وصحفيين وشخصيات عامة.

وعلى الرغم من تأكيد التحقيق الصحفي على أنّ قضية التجسس شملت شخصيات بارزة في العراق، أبرزهم المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني، ورئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ونائب رئيس هيئة الحشد السابق، أبو مهدي المهندس، الذي اغتالته واشنطن، والقيادي في تحالف الفتح أحمد الأسدي، وزعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، إلا أنه إلى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي في العراق!

ورود هذه الشخصيات العراقية في قائمة التجسس على هواتفهم، دون غيرهم، يدل على أن الإستهداف ليس عشوائياً سواء من قبل إسرائيل ومن ورائها الأمارات والسعودية، بل يستند إلى أولوية وأهمية كبرى، لما تمثله تلك الشخصيات من لاعب أساسي في الساحة السياسية العراقية، فشخصيات من أمثال المرجع السيستاني، الذي طالما تصدى لكل المؤامرات التي أريد للعراق ان يسقط فيها، اخرها “داعش” والتي تمكنت فتواه من قسم ظهر هذا التنظيم إضافة الى قادة الحشد التي تعتبرهم (تل أبيب) من ألد خصومها بسبب رفضهم العلني لمشارعها في العراق والمنطقة.

ويبقى السؤال؛ لماذا لم يتفاعل العراق حاله حال الدول والمنظمات والحكومات، التي تورطت إسرائيل بمساعدة دول عربية في التجسس على هواتف قادتها وزعاماتها السياسية والدينية لما يمثله هذه القضية من إنتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية ويمثل تهديد للأمن القومي العراقي!؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here