رسائل “داعش”.. تفجير مدينة الصدر استهداف لكل العراق!

رسائل “داعش”.. تفجير مدينة الصدر استهداف لكل العراق!

محمد وذاح

في محاولة لإعادة ضبط الأمن وتغيير تكتيك إجراءات القوات الأمنية، تسلم الجيش العراقي، اليوم السبت، إدارة الملف الأمني بمدينة الصدر شرقي بغداد، عقب تفجير “ليلة العيد” الذي أودى بحياة أكثر من 30 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، كانوا يمنون النفس باقتناء بضائع وحاجيات لاستقبال عيد الأضحى، إلّا أن الإرهاب أحال بينهم وبين فرحة العيد المنتظرة!

فقد تسلم اللواء (42) في الجيش العراقي مهام حماية ميدنة الصدر بدلاً عن قوات الشرطة الاتحادية، التي كانت مسؤولة عن حماية المدينة، التي يقطنها قُرابة خمسة ملايين مواطن، قبل أن يحصل التفجير الانتحاري الذي طال سوق الوحيلات الشعبي، (يوم الإثنين الماضي 19 تموز الجاري) والذي غالباً ما يكتظ ويزدحم بالباعة والمُتبضِّعين.

اِستبدال الجيش العراقي بدلا عن قوات الشرطة الاتحادية، لحماية المدينة، فسره قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، بأن القوات العراقية تتابع المعلومات الاستخبارية بشأن وجود مركبات مفخخة او انتحاريين وتقوم بتدقيقها بشكل متواصل، ما يعني عدم قدرة القوات السابقة من تنفيذ ذلك!

ولكن الحقيقة أن استبدال قوة بقوى عسكرية أخرى، لحماية مدينة الصدر، هو إجراء ترقيعي لا يحمل رؤية استراتيجية أمنية لحماية أرواح المواطنين!

رسائل تفجير مدينة الصدر!

مكان وتوقيت تفجير مدينة الصدر، يحمل الكثير من الرسائل، فعلى الرغم من إعلان القوات العراقية عام 2017 تحقيق النصر الحاسم على “داعش” باستعادة كامل أراضيه بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال، يأتي التنظيم لاستهداف المدنيين عشية العيد بكل سهولة، ما يدل على أن الجماعات الإرهابية لا زالت تتحرك بطلاقة، رغم الأعداد الهائلة لجيوش الأمن وأفراد المؤسسات الأمنية في العراق، والتي تفشل في كل مرة في ردع العمليات الإجرامية التي يتبناها “داعش”.

كما أن استهداف تنظيم “داعش” للأسواق الشعبية، وتمكنه من قتل أكبر عدد من المدنيين، غير مبالي بالإجراءات الأمنية التي تتخذها القوات الأمنية في مناطق مثل مدينة الصدر التي طالما كانت عرضة للإرهاب، يدل على أن الجماعات الإرهابية قادرة على الوصول واستهداف أي نقطة في العراق، وفق ما يراه عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب أحمد الأسدي.

فقد أعتبر الأسدي في تغريدة على موقع (تويتر)، أن “استهداف مدينة الشهداء والمضحين والمحرومين (مدينة الصدر) إنما هو استهداف للوطن بكل جراحاته وآلامه وآماله وصموده الذي تمثله هذه المدينة العظيمة”، مطالباً “القوى الأمنية والأجهزة الاستخبارية منع وقوع هذه الخروقات الكارثية في جدار الأمن والقيام بواجبهم وفق أعلى درجات الاستعداد لحماية المواطنين”.

شماعة الفشل السياسي!

تفجير مدينة الصدر- بالرغم أنه مسألة أمنية بحتة- إلا أنه كسابقاته طالما وجدت شماعة لتعليق الفشل عليه والتبرؤ من المسؤولية دون القدرة على امتلاك الشجاعة بالاعتراف بالفشل والتقصير في حماية أرواح الناس!

فقد حمل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الوضع السياسي مسؤولية الفوضى التي يعيشها العراق، جاء ذلك في بيان وزعه مكتب الكاظمي، اليوم السبت، بعد لقاء الأخير بعوائل شهداء وجرحى تفجير مدينة الصدر الإرهابي.

وأكد الكاظمي، بحسب البيان، على أن “الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة هي من أوصلت البلد إلى ما هو عليه الآن”.

شماعة الفشل السياسي، لا تعفي الكاظمي، من مسؤوليته بأن رئيس الوزراء يملك إدارة الدولة، وأهم وأقدس واجباته هي الحفاظ على أرواح العراقيين من كل المخاطر وتوفير حياة كريمة تليق بهم، وفق ما أعلنه ويعلنه في جلّ بياناته وتغريداته منذ أن تسنم مهام الحكومة بدلاً عن سابق (عبد المهدي) الذي قدم استقالته على اثر اتهامه بقتل العراقيين خلال الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في تشرين الأول عام 2019، وجزء من ملامحها لا زالت قائمة الى يومنا هذا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here