على هامش  مباحثات أمريكية ــ عراقية: انسحاب أمريكي  مقابل  انتصار إيراني شامل !

بقلم مهدي قاسم

مع أنني سوف لن أشعر بحزن وأسى لانسحاب اليانكيين الأوغاد من العراق ــ بوحدات و فصائل قواتهم البالغة 2500  عسكريا ــ   ولكن في نفس الوقت لا مهرب من الاعتراف بأن هذا الانسحاب الأمريكي يعني في مقابل ذلك انتصارا إيرانيا جديدا ومطلقا في العراق الجريح والمحتضر عند حافتي انهيار وإفلاس ونزيف متواصل على كل صعيد وناحية ..

وكل هذا سيعني  دخول العراق ــ كمرحلة جديدة  من عصر الانحطاط ــ في نفق مسدود ، سيكون أكثر طويلا وظلاما و مأساة ومعاناة و عذابا بالنسبة للمواطن  العراقي المغلوب على أمره ، لكونه محروم من أبسط المقومات و المستلزمات الضرورية للحياة العادية التي يحصل عليها حتى الأفريقي في بلده الفقير و المتخلف ..

فضلا عن سلامة حياته المهدَدة على طول الخط ،  ليلا ونهارا ، بسبب الإرهاب  الداعشي المستنفر  والانفلات الأمني الميليشياوي المستهتر..

مع التأكيد على أن مسألة  بقاء وعدم بقاء 2500 عسكريا أمريكيا في العراق ما كانت ستُخل بميزان القوى المسيطرِة والمهيمنِة لصالح النظام الإيراني في العراق عبر ميليشياته و أحزابه الولائية البالغة بمئات آلاف من عناصر مدربة ومدججة ، بدليل عجز هذه القوات في مواجهة صواريخ “جماعات الله ”  الإيرانية المختلفة في العراق والتي قصفت لعشرات مرات مقر السفارة الأمريكية وقواعدها العسكرية  في العراق ، بتحد استفزازي  واضح ،  بلغ حد إذلال ومهانة للكرامة العسكرية الأمريكية ..

وهو الأمر الذي يُشير في نهاية المطاف ‘إلى  أن جوهر المسألة هنا  تتجسد في كون  أن النظام الإيراني ــ كبلد محتلِ بشكل غير مباشر للعراق ــ  لا يطيق أن يشاركه بلد آخر في هذا الاحتلال الذي حصل عليه بالمجان ، حتى دون إراقة قطرة دم واحدة ..

وإلا ما أهمية و خطورة 2500 عسكريا سواء مكثوا  أو رحلوا إزاء مئات آلاف من المليشيات المدججة ؟..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here