قبل 69 عاما وفي يوم 23 يوليو, وقع اهم حدث في تاريخ الامة العربية

قبل 69 عاما وفي يوم 23 يوليو,وقع اهم حدث في تاريخ الامة العربية
مازن الشيخ

[email protected]

يوم امس,والمصادف ل23 من شهريوليو(تموز)مرت الذكرى التاسعة والستون لما عرف,بثورة الضباط الاحرارفي مصر,والتي قادها اللواء محمد نجيب,واعلنت انهاء الحكم الملكي الدستوري,وقيام الحكم الجمهوري,ذلك الحدث الهام أعتبره مفصلا تاريخيا.واساسيا,رسم طريقا جديدا للعمل السياسي العربي,وتسبب في كل ماحدث بعده,من تغيرات دراماتيكية.
راقبت باهمام ردود افعال الصحافة والاعلام العربي وماسوف تكتب عنه,الا اني للاسف لم اجد اي اهتمام,أو تحليلات اودراسات حديثة,تطرقت الى مثل هذه المناسبة المهمة لكل مواطن عربي.
لأنني,وحسب رأيي المتواضع,اعتقدراسخا,أن ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 هي الأكذوبة التي وَلدت كل الأكاذيب التي أتت بعدها، والتي صنعت سلالة من أكاذيب «حكم العسكر» في مصر وسوريا والعراق والسودان وليبيا، وهي الأكذوبة التي أخذت في التضخم,وعن طريق استخدام الدعاية.
ومنذ 17 أبريل (نيسان) 1954 بعد تعيين جمال عبد الناصر
رئيسًا للوزراء والتخلص من اللواء محمد نجيب,باعتقاله في نوفمبر(تشرين الثاني) من العام ذاته،ثم اصبح عبد الناصررئيسا للجمهورية
لقدبدأ عهده بالتأكيد على أن ما حدث في مصرومنذ يوليو (تموز) 1952 ليس «ثورة الجيش,أوانقلابا عسكريا»، بل هي ثورة المصريين التي انتظروها منذ فشل ثورتهم بقيادة أحمد عرابي قائد الجيش المصري في عهد الخديوي محمد توفيق.
وقد لعب الاعلام الحكومي الموجه,وباستخدام اساليب الدعاية المضللة,دورا مهما,حيث غرس في رووس المواطنين أن قائد الثورة الجديد,جمال عبد الناصر,هوزعيم أسطوري, ومحررالعرب ورائد القومية العربية.وقد استغل موهبته بالقاء الخطب الحماسية,
وتمكن من كسب ود ومحبة وتأييد جماهيرعربية واسعة,وحتى اقناعهم بأن اساليب حكومته,والتي ارتكبت خلالها انتهاكات واسعة لحقوق الانسان,كانت مبررا لمحاربة اعداء الثورة من العملاء المأجورين,وأن القضاء عليهم ضروري لحماية الثورة وتحقيق النصرللامة العربية,حتى وصل الامرالى تحديه العلني لاسرائيل,وعن عقده العزم على تحريرفلسطين,وهدد اليهود بأنهم ان لم يخرجوا من فلسطين طوعا,فسوف يرميهم في البحر,فنال تأييدا غيرمسبوق,وبدأ البعض بالاحتفال فعلا بالنصرالاستراتيجي القادم,لثقتهم المطلقة بعبد الناصر
حتى صحى الشعب العربي,على اكبرنكسة قومية في التاريخ,عندما تمكنت اسرائيل من الحاق هزيمة تاريخية منكرة بالعرب,وذلك عندما ردت على تهديده بقيامها بشن هجموما كاسحا يوم 5يونيو(حزيران)1967,وتمكنت خلال 6 أيام من تدميرالقوة الجوية المصرية,واحتلال سيناء وهضبة الجولان,والضفة الغربية من فلسطين والتي كانت تحت ادارة المملكة الاردنية
لقد سببت تلك الهزيمة المنكرة احباطا نفسيا,وشعورامزمنا بالمرارة في قلوب كل من عنده شرف وكرامة وعزة نفس من شعوب الامة العربية ,وبينت بكل وضوح خطل الابطال الثوريون,الذين يعدون شعوبهم بما لايمكنهم تحقيقه,ولايحسنون حساب معادلات الامورالسياسية الاستراتيجية,والتي هي من المباديء الاساسية التي يجب توفرها لدى كل من يعمل في هذا الحقل,وخصوصا قادة الشعوب.
كما يؤكد خطورة تغييرالانظمة الحاكمة عن طريق القوة,وتنفيذ الانقلابات العسكرية.
وفي يوم 28 سبتمبر(ايلول)عام 1970 توفي عبد الناصرعن 52 عاما,وقيل انه قتل عن طريق دس السم,لكنه ذلك ليس مهما بقدرأهمية التركة التي خلفها,والتي لازالت الامة تعاني منها.ومرت ذكراها يوم امس مرورالكرام,وذلك دليلا واضحا ومؤكدا على ضعف ذاكرة العرب,وعدم استفادتهم من دروس التاريخ!

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here