هل يستطيع الكاظمي التحدث بشجاعة مع الامريكان؟

من الأمور المتعارف عليها في أي محادثات دبلوماسية أو استراتيجية بين الدول هي كما لو تكون بين الند والند، يعني مصالح دولة مقابل مصالح الدولة المقابلة، كما أن قوّة شخصية المفاوض وسعة معارفه تلعب دوراً كبيراً في تحقيق الحدّ الأدنى على الأقل من المصالح المشتركة بين طرَفَي التفاوض، فإذا كانت تلك الشخصية محترمة في بلدها ووصلت للحكم عن طريق الانتخابات فربّما يكون حظّها أوفر في تحقيق المكاسب عبر المفاوضات، فكيف بنا وأمريكا تعرف الكاظمي منذ أن عينته موظفاَ صغيراً في الأرشيف العراقي في واشنطن وتعرف أنّه لم يكمل الدراسة الإعدادية وأنه لم يحمل أي شهادة جامعيه ، وتعرف شخصيته الوصولية والانتهازية.
إذن كيف ستتعامل معه؟ هل ستتعامل معه كرئيس وزراء دولة أم كتابع لها يتلقى الأوامر ويطبقها دون نقاش؟ وهل يستطيع السيد مصطفى الكاظمي أن يتحدث مع قادة أمريكا بشجاعة ويحمّلها جزءاً من المسؤولية التي كانت نتائجها كارثية على العراق والعراقيين من خلال السياسات الأمريكية الخاطئة بعد الإحتلال؟ وهل يستطيع الكاظمي أن يقول للمفاوضين الأمريكان لماذا لم تنفذوا بنود الاتفاقية الاستراتيجية مع العراق ؟ ولماذا تقوم امريكا بتزويد مسعود البرزاني بالأسلحة والأموال وتقويته على حساب المركز؟ ولماذا لاتعتبر البيشمركة ميليشيا تابعة لعائلة البرزاني الحاكمة بينما تعتبر الحشد الشعبي ميليشيا إرهابية؟ في حين أن الحشد هو الذي قاد وأسهم المساهمة الفعّالة في هزيمة الإرهابيين الدواعش؟ ولماذا لاتطبق الفدرالية في العراق كما تطبق في امريكا؟ وكيف ستتعامل أمريكا مع الوفد العراقي المفاوض المرافق للكاظمي وهي تعرفهم حق المعرفة وهم عبارة عن مجموعة نفعيّين وصوليين ولصوص فاسدين؟ وهل سيطلب الكاظمي من الأمريكان معاقبة الدول التي أٍسهمت في تدمير العراق وقتلت مالا يُحصى من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي مثل السعودية وتركيا ومصر وإيران والأردن والإمارات والكويت ، ويضغطون على تلك الدول لتعويض العراق عن الخسائر الفادحة التي لحقت به بشريا واقتصاديا وتنمويا، وهل سيطلب الكاظمي من الأمريكان أن يأمروا جامعة الدول العربية الاعتذار من العراق نتيجة لمواقفها المعادية لشعبه ومستقبله؟ وهل سيتحدث الكاظمي عن تجاوزات تركيا المستمرة على سيادة العراق وحرمان العراق من حصته المائية المقرّرة دوليا وبموجب مواثيق وتشريعات الأمم المتحدة وإيواء إرهابيي داعش والبعثيين في تركيا؟ وهل يستطيع الكاظمي أن يطالب الامريكان بتسليم المطلوبين قضائياً للحكومة العراقية من اللصوص والمجرمين من الذين سرقوا المال العام وهم مجموعة كبيرة تتخذ من واشنطن ودول أخرى مأوى لها وتشمل عدداً كبيراً من الوزراء والسفراء والنواب وبعض اللصوص الذين كانوا يعملون في العراق؟
ولماذا تصرّ أمريكاعلى تدخلاتها في القضاء العراقي وتطالب الحكومة العراقيّة بين فترة وأخرى بالعفو عن المجرمين والإرهابيين المُدانين؟ وهل سيتطرق الكاظمي في محادثاته مع الأمريكان عن موضوع الموانئ العراقية التي تعمل الكويت على تأخير أو عرقلة إنجازها من خلال الدعم الأمريكي لها؟ وهل سيحمل الكاظمي معه خريطة العراق لكي يضعها أمام الأمريكان ليطلعوا على حجم التجاوزات الكويتية خصوصاً النفطية على الأراضي العراقية؟ وهل يستطيع الكاظمي أن يقول للأمريكان بأنكم السبب الرئيسي في تسليم العراق لإيران نتيجة عدم تعاونكم مع الحكومات العراقية السابقة واللاحقة، الأمر الذي أدى إلى سيطرة ايران على المفاصل الحساسة بالعراق اقتصاديا واستراتيجيا؟
إنّ على ممثلي الشعب العراقي أن يعرفوا مهمة الكاظمي، هذا الذي جاء من أجل تجويع الشعب العراقي وتمزيقه وهو سائر في مشروعه الجهنمي بدعم من الدول العربية والإسلامية الارهابية المعادية لحاضر ومستقبل الشعب العراقي والتي لاتعرف معنى للسيادة والكرامة ولم يتبق من مشروعه سوى إشعال الحرب الأهلية في العراق لتنتهي مهمته التي جاء من أجلها!
أستبعد من الكاظمي أن يتحدث بشجاعة وذلك لعدة أسباب أعرفها عن هذا الشخص، ولكن علينا أن ننتظر ونرى
سيادة الرئيس: أتمنى عليك أن تكون شجاع وتقرأ هذا الموضوع وتتحدث به مع الامريكان !!!

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here