القمة الأردنية-الأمريكية ودلالاتها

في التاسع عشر من الشهر الجاري، قام العاهل الأردني الملك عبد اللـه بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، والتقى الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، وهي الزيارة الأولى لزعيم عربي للبيت الأبيض منذ تنصيب بايدن، خلفًا لترامب. 

وهي في الواقع زيارة مفصلية وقمة مفتاحية، والهدف منها تعزيز دور الأردن على الساحة الاقليمية، وتحقيق مكاسب لا تتوقف على الدعم الذي يحتاجه الأردن بشدة لإنعاش اقتصاده المتردي. 

وبالرغم أن النتائج الملموسة لهذه القمة بين عبد اللـه وبايدن لن تكون جلية على الفور، ولكن دلالاتها مهمة جدًا، وخاصة ما تقدمه وتبعثه من رسائل موجهة. ومن أكثر الكلمات الدالة من تصريحات الجانبين الأمريكي والأردني هو الحديث عن “شراكة” تعيد بناء المنطقة عبر مفهومي الاندماج والتكامل، وهما مفهومان عبر عن نفسيهما عسكريًا وامنيًا على امتداد سنوات طويلة من الصداقة والتحالف والشراكة، وقد آن الأوان تحقيق ذلك اقليميًا في قطاعات إعادة الاعمار، واهمها الحاجات الحياتية والمعيشية الحياتية، والبنى التحتية، وإعادة تشكيل وتوطيد العلاقات الأمريكية مع العالم والمنطقة، تشمل في ظل التعددية القطبية، الاعتماد على الشروط الموضوعية لتحقيق سلام وتنمية مستديمة، فضلًا عن الحاجة لنزع فتيل الازمات وإعادة إنتاجها. 

ومن اللافت أن الشأن الفلسطيني لم يغب عن جدول أعمال هذه القمة، بل كان الشأن السياسي الأول. وهو شأن سياسي متصل بالمسألة الفلسطينية، لا يعالجه الأردن من منطلق تضامني فحسب، وإنما هو سياسة واضحة للأردن تجاه شعبنا وقضيته الوطنية، واعتباره الحال والوضع الفلسطيني هو شأن داخلي وله انعكاسات وآثار كبيرة من كل النواحي. 

وكان حل الدولتين حاضرًا بقوة في القمة، وذلك للتذكير به أمام الرئيس الأمريكي بايدن، كونه رئيسًا للدولة الأكبر في العالم، خصوصًا أن هذا الحل غاب في عهد الرئيس السابق ترامب، بطرحه خطة “صفقة القرن”، الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال للمناطق والأراضي الفلسطينية، وأنه من الأهمية تطبيق حل الدولتين على أرض الواقع، وليس مجرد شعار مشموع. 

ويرى العديد من المحللين والمعلقين السياسيين أن هذه الزيارة والقمة مهدت لعودة الأردن كحليف قوي للولايات المتحدة لأمريكا في الشرق الأوسط، وكلاعب رئيس في قضايا المنطقة، وهو ما أشارت إليه الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، التي قالت:” أن الزيارة فرصة لمناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، والتأكيد على الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here