بيعة الغدير تمت بأمر من الله سبحانه وتعالى،

 نعيم الهاشمي الخفاجي
تهانينا لكل مسلم نبذ التعصب والتطرف وعرف الحقيقة التي حاول كل اتباع التعصب انكارها وأقر أن رسول الله ص وبأمر من الله عز وجل نصب ابن عمه علي بن ابي طالب ع خليفة لامة الاسلام ولم يترك الامة في تيهة، لم تكن بيعة الغدير أمرا اعتيادي كما يحاول بعض المخالفين لخلافة الإمام علي ع وتصوير الأمور أن الرسول ص من كل مافعله وخطب بالمسلمين في الحر القاتل غايته يقول أن علي بن ابي طالب رجل صائم ومصلي ومتدين لا اكثر، وفي الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد بعث جبرئيل في آية قرآنية طلب من النبي بتبليغ بيان مهم للامة وتكفل الله سبحانه وتعالى أن يعصم النبي ص من الناس، نزل قوله تعالى يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك فأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعينك من الناس، خطاب الرسول محمد ص كان بيان مهم للأمة ، كلامنا توجد أية نزل بها جبرائيل وهي مثبته بالقرأن مضاف إلى آية التبليغ توجد واقعة أن رسول الله ص نصب منبر ومسك بيد الامام علي ع وقال يوشك ربي أن يدعوني فأستجيب وإني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وهذا الحديث رواه ١٣٠صحابي وذكر في  الصحاح السنية المعتبرة منها صحيح مسلم والبخاري، أصبح لدينا أية قرآنية وحديث نبوي يؤكد أن علي ع هو خليفة رسول الله ص، مضاف إلى ذلك وجود أية المباهلة وآية التطهير وآية التصدق بالخاتم وآيات أخرى كثيرة ومتعددة أشادت في الامام علي ع الرسول ص بعث ابي بكر ليقرأ العشر آيات من سورة براءة ونزل جبرائيل وطلب من النبي محمد ص اما هو يذهب ليقرأ العشر آيات بنفسه إلى مكة أو رجل من ال بيته وهو بلا شك بطل الإسلام الخالد علي بن ابي طالب ع وفعلا الرسول محمد ص بعث علي بن ابي طالب ع وبأمر من الله لتغير ابي بكر ويحل محله، الذي يرفض هذه الواقعة فهو جاهل بجهل مركب وهذا النوع من الجهل يصيب الكثير من الناس بحيث يتوصل إلى قناعة أن رأيه هو الصحيح ووصل إلى مرحلة الكمال ويرفض أن يبحث عن الحقيقة ويحاول اظلال الآخرين وهو بالحقيقة جاهل ويسير في طريق مخطىء، نسمع من الأخوة السنة بوجود حديث كتاب الله وسنتي في البخاري ومسلم وعندما تبحث تجد حديث كتاب الله وعترتي،  خطبة رسول الله ص كانت خطبة متكاملة وضعت النقاط على الحروف وتمت البيعة للامام علي ع بيعة عامة شارك بها الرجال والنساء ونضع اليكم مختصر لبحث حول خطبة الوداع لرسول الله محمد  صلى الله عليه واله وسلم مع خالص التحية والتقدير.
مفصل خطبة النبى (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير(1)
ربما استغرقت خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في الغدير نحو ساعة، لأنها كانت شاملة ومفصلة. وقد قسَّمناها إلى إحدى عشرة فقرة:
1. العبودية والتسليم لله
في الفقرة الأولى من الخطبة بدأ النبي (صلى الله عليه وآله) بحمد الله والثناء عليه، ذاكراً صفاته وقدرته ورحمته، شاهداً على نفسه بالعبودية المطلقة أمام الذات المقدسـة، فقـال: “وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله. أسمع لأمره وأطيع وأبادر الى كلِّ ما يرضاه، وأستسلم لما قضاه…”.
____________
1- روضة الواعظين: ج 1 ص 89. الاحتجاج: ج 1 ص 66. اليقين: ص 343 باب 127. نزهة الكرام: ج 1 ص 186. العدد القوية: ص 169. التحصين: ص 578 باب 29 من القسم الثانى. الصراط المستقيم: ج 1 ص 169، نقلا عن كتاب الولاية تأليف المؤرخ الطبرى. نهج الإيمان: ص 92 نقلا عن كتاب الولاية تأليف المؤرخ الطبرى. بحار الأنوار: ج 37 ص 201 ـ 207، إثبات الهداة: ج 2 ص 114، ج 3 ص 558.
الصفحة 26
2. يا أيها الرسول بلِّغ!
ثم ألفت النبي (صلى الله عليه وآله) المسلمين إلى الهدف الأصلي من الخطبة، وأخبرهم أن الوحي نزل عليه بهذه الآية: (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1)، وأني يجب عليَّ أن أبلغكم الأمر الإلهي في علي بن أبي طالب، وإن لم أفعل فلايؤمن عليَّ من عذاب الله وعقابه!
ثم قال (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل هبط إلي مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي على أمتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله و رسوله وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليَّ بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)(2)، وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ يريد الله عز وجل في كل حال.
ثم قال: لايرضى الله منى الا أن أبلِّغ ما أنزل الله الىَّ فى حق علىٍّ.
3. البشارة النبوية باثنىعشر إماماً إلى آخر الدنيا
وفي الفقرة الثالثة أعلن النبي (صلى الله عليه وآله) إمامة اثني عشر إماماً من عترتة إلى آخر الدنيا، لكي يقطع بذلك طمع الطامعين بالسلطة بعده نهائياً.
ومن أجل أن يدرك الناس أهمية هذه المسألة قال (صلى الله عليه وآله): إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر الله ربكم. فإن الله
____________
1- سورة المائدة: الآية 67.
2- سورة المائدة: الآية 55.
الصفحة 27
عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم; ثم من دونه رسوله محمدٌ وليكم القائم المخاطب لكم; ثم من بعدى علىٌّ وليُّكم وامامكم بأمر الله ربكم; ثم الامامة فى ذريتى من ولده الى يوم القيامة، يوم تلقون الله ورسوله.
ومن النقاط المهمة في هذه الخطبة الشريفة بيان النبي (صلى الله عليه وآله) عصمة الأئمة من بعده ونيابتهم عن الله تعالى ورسوله في أمور الدين والدنيا، حيث قال (صلى الله عليه وآله): “لا حلال الا ما أحله الله ورسوله وهُم، ولا حرام الا ما حرَّمه الله عليكم ورسوله وهُم، والله عز وجل عرَّفنى الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علَّمنى ربى من كتابه وحلاله وحرامه اليه”.
معاشر الناس، انه امامٌ من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته.
معاشر الناس، بي والله بشَّر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين. فمن شك فى ذلك فقد كَفَر كُفْر الجـاهلية الاولى، ومن شك فى واحد من الأئمة فقد شك فى الكل منهم، والشاك فينا فى النار.
ألا إن جبرئيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول: “من عادى علياً ولم يتولِّه فعليه لعنتى”. فوالله لن يبيَّن لكم زواجره ولن يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذٌ بيده ومصعده إليَّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيديَّ، ومُعلِمكم أنَّ من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها عليَّ.
ثم أوضح النبي (صلى الله عليه وآله) ببيانه الرائع ارتباط ركني الإسلام: القرآن والعترة، فقال: “معاشر الناس، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأكبر. فكل واحد منهما منبئٌ عن صاحبه وموافق له; لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.
الصفحة 28
ثم قال بلهجة حاسمة تبيِّن مقام صاحب الغدير: “ألا انه لا أميرالمؤمنين غير أخى هذا! ألا لاتحل امرة المؤمنين بعدى لأحد غيره”.
4. من كنت مولاه فهذا على مولاه
عند ما كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) واقفاً على المنبر إلى جانب النبي (صلى الله عليه وآله)أدنى منه بمرقاة، قال (صلى الله عليه وآله) له: “ادن مني”. فاقترب منه أميرالمؤمنين (عليه السلام)فأمسك النبي (صلى الله عليه وآله) بعضديه ورفع علياً (عليه السلام) من مكانه حتى حاذت قدماه ركبة النبي (صلى الله عليه وآله)وشاهد الناس بياض إبطيهما، وقال: “من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”.
وبعد هذا المقطع من الخطبة الشريفة أعلن النبي (صلى الله عليه وآله) للناس نزول ملك الوحي عليه يخبره عن إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام): “اللهم إنك أنزلت الآية في عليٍّ وليِّك عند تبيين ذلك ونصبك إياه لهذا اليوم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام ديناً)(1); وقلت: (ومن يبتغِ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخـرة من الخاسـرين).(2) اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيداً أني قد بلَّغت.
5. إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية على (عليه السلام)
في الفقرة الخامسة قال النبي (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس، انما أكمل الله عز وجل دينكم بامامته; فمن لم يأتمَّ به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى
____________
1- سورة المائدة: الآية 3.
2- سورة آل عمران: الآية 85.
الصفحة 29
يوم القيامة، والعرض على الله عز وجل فاولئك الذين هبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. نبيكم خير نبيٍّ ووصيُّكم خير وصيٍّ، وبنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس! ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب عليٍّ.
ألا إنه لايبغض علياً إلا شقي، ولايوالي علياً إلا تقي، ولايؤمن به إلا مؤمنٌ مخلصٌ.
ونظـراً إلـى قوله تعالى في الآية “رضيت لكم الاسلام ديناً” قال النبي (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس، قد استشهدت الله وبلَّغتكم رسالتي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
معاشر الناس، اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون.
6. تحذير المسلمين من مؤامرة السقيفة
بعد أن تلا النبي (صلى الله عليه وآله) عدة آيات التحذير من العذاب واللعنة، قال: بالله مـا عنـى بهـذه الآية إلا قوماً من أصحابي أعرفهم بأسمائهم وأنسابهم وقد أمـرت بالصفـح عنهـم، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجةً على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين والغاصبين من جميع العالمين.
وفي هذا المقطع أشار (صلى الله عليه وآله) إلى خلق نوره ونور أهل بيته وقال: معاشر الناس، النور من الله عز وجل مسلوكٌ فيَّ، ثم في علي بن أبي طالب، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي، الذي يأخذ بحق الله…”.
ثم أشار (صلى الله عليه وآله) إلى أعدائهم الأئمة الذين يدعون إلى النار وقال: معاشر الناس، إنه سيكون من بعدي أئمةٌ يدعون إلى النار، ويوم القيامة لاينصرون.
الصفحة 30
معاشر الناس، إن الله تعالى وأنا بريئان منهم.
معاشر الناس، إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم، في الدرك الأسفل من النار.
ثم أشار النبي (صلى الله عليه وآله) إلى وثيقة صحيفة المؤامرة التي كتبها بعض صحابته في حجة الوداع في مكة ووقَّعوا عليها، فقال: ألا إنهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته! وقد بلَّغت ما أمرت بتبليغه، حجةً على كل حاضر وغائب، وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد، وُلِد أو لم يولد. فليبلغ الحاضرُ الغائبَ، والوالدُ الولدَ إلى يوم القيامة.
ثم قال: “وسيجعلون الامامة بعدى ملكاً واغتصاباً. ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين”.
ثم ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) قانون الامتحان الإلهي وعاقبة الغاصبين للخلافة فقال: معاشر الناس، إنَّ الله عز وجل لم يكن ليذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.
معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها قبل يوم القيامة ومُمَلِّكها الإمام المهدي، والله مصدقٌ وعده.
7. فريضة مودة أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم
ثم بيَّن النبى (صلى الله عليه وآله) بركات ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ومحبتهم، وتلا على الناس سورة الحمد التي هي أم الكتاب وقال: فيَّ نزلَت وفيهم والله نزلت، ولهم عمَّت وإياهم خصَّت. اولئك أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون…”.
ثم تلا (صلى الله عليه وآله) آيات من القرآن الكريم تتحدث عن أصحاب الجنة وأوضح أن المقصود بهم الشيعة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام). ثم تلا (صلى الله عليه وآله) آيات
الصفحة 31
عن أصحاب النار وصرح بأن المراد بهم أعداء أهل البيت (عليهم السلام).
ومما قاله (صلى الله عليه وآله): ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة بسلام آمنين، تتلقاهم الملائكة بالتسليم يقولون: “سلامٌ عليكم، طِبتم فادخلوها خالدين”.
ثم نص على الأئمة من بعده وعيَّنهم قائلا: “معاشر الناس، ألا وإني رسول وعلي الإمام والوصي من بعدي، والأئمة من بعده ولده. ألا وإني والدهم وهم يخرجون من صلبه”.
8. بشارة النبى (صلى الله عليه وآله) بالإمام المهدى عجل الله فرجه
وفي مقطع آخر من خطبة الغدير تطرَّق النبي (صلى الله عليه وآله) إلى ذكر الإمام المهدي أرواحنا فداه، فذكر أوصافه وبشَّر العالَم بالعدل والقسط على يده، فقال:
ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون وهادمها. ألا إنه غالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها.
ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله. ألا إنه الناصر لدين الله.
ألا إنه الغَرّاف من بحر عميق. ألا إنه يَسِمُ كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله. ألا إنه خيرة الله ومختاره. ألا إنه وارث كل علم والمحيط بكل فهم.
ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمشيِّد لأمر آياته. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المُفوَّض إليه.
ألا إنه قد بشَّر به من سلف من القرون بين يديه. ألا إنه الباقي حجةً ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ولا نور الا عنده.
الصفحة 32
ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه. ألا وإنه وليُّ الله في أرضه، وحَكَمه في خلقه، وأمينه في سِرِّه وعلانيته.
9. أمر النبى (صلى الله عليه وآله) المسلمين ببيعة على (عليه السلام)
ثم تطرَّق إلى مسألة البيعة وبيَّن أهميتها وقيمتها وقال (صلى الله عليه وآله): فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أميرالمؤمنين والأوصياء من بعده الذين هم مني ومنه إمامةً فيهم قائمة، خاتمها المهدي إلى يوم يلقى الله الذي يقدِّر ويقضي.
ألا وإني قد بايعت الله، وعلي قد بايعني، وأنا أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل. ثم قرأ: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم. فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).(1)
10. مستقبل الأمة والمصاعب الثقيلة
وفي خطبة الغدير تنبَّأ النبي (صلى الله عليه وآله) بمستقبل المسلمين وما سيواجهونه من مصاعب، وعيَّن لهم أميرالمؤمنين (عليه السلام) المرجع في ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): فإن طال عليكم الأمد فقصَّرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ومبينٌ لكم، الذي نصبه الله عز وجل لكم بعدي أمين خلقه. إنه مني وأنا منه وهو ومن تخلُف من ذريتي يخبرونكم بما تسألون عنه ويبيِّنون لكم ما لاتعلمون.
ثم قال: “معاشر الناس، وكل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه، فانى لم أرجع عن ذلك ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه…”.
____________
1- سورة الفتح: الآية 10.
الصفحة 33
كما أوجب النبي (صلى الله عليه وآله) على المسلمين إبلاغ خطاب الغدير إلى غيرهم تطبيقاً لأنه أعظم مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: “ألا وان رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا الى قولى، وتبلِّغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله عنى وتنتهوه عن مخالفته، فانه أمرٌ من الله عز وجل ومنى. ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر الا مع امام معصوم”.
11. الإيمان والرضا بالأئمة الاثنى عشر من العترة
في آخر فقرة من الخطاب النبوي أخذ (صلى الله عليه وآله) في أمر البيعة قائلا: معاشر الناس، إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحد في وقت واحد، وقدأمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقَّدت لعليٍّ أميرالمؤمنين ولمن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه. فقولوا بأجمعكم:
انا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلَّغت عن ربنا وربك فى أمر امامنا على أميرالمؤمنين ومن ولدت من صلبه. نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا. على ذلك نحيى وعليه نموت وعليه نبعث. ولا نغيِّر ولانبدِّل، ولانشكُّ، ولانجحد ولانرتاب، ولانرجع عن العهد، ولاننقض الميثاق. وعظتنا بوعظ الله فى على أميرالمؤمنين والأئمة الذين ذكرت من ذريتك من ولده بعده: الحسن والحسين ومن نصبه الله بعدهما. فالعهد والميثاق لهم مأخوذٌ منا من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وضمائرنا وأيدينا. من أدركها بيده والا فقد أقرَّ بلسانه. ولانبتغى بذلك بدلا ولايرى الله من أنفسنا حولا. نحن نؤدى ذلك عنك الدانى والقاصى من أولادنا وأهالينا، ونُشهد الله بذلك وكفى بالله شهيداً وأنت علينا به شهيدٌ.
الصفحة 34
فاستجاب المسلون وفعلوا ما أمرهم به النبي (صلى الله عليه وآله) وردَّدوا ما قاله، وتمَّت البيعة العامة بهذه الصورة، والنبي (صلى الله عليه وآله) واقف على المنبر.
وطلب (صلى الله عليه وآله) منهم أن يشكروا الله على هذه النعمة حيث أن الله تعالى لم يوكلهم إلى أنفسهم في اختيار خليفة، بل اختار لهم الأصلح بعلمه وألزمهم بالقبول.
وفي ختام الخطبة الشريفة دعا النبي (صلى الله عليه وآله) للمبايعين كما دعا على المعاندين، وختم خطبته الشريفة بالحمد لله رب العالمين.
*  *  *
الصفحة 35
مراسيم الغدير فى أيامه الثلاث
التهنئة بالولاية(1)
وبعد انتهاء النبي (صلى الله عليه وآله) من خطبته ضج الناس قائلين: “نعم، سمعنا وأطعنا لأمر الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا”.
ثم إنهم ازدحموا على النبي وأميرالمؤمنين (عليهما السلام) وتسابقوا لإعطاء البيعة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهنا قال النبي (صلى الله عليه وآله): “الحمد لله الذى فضلنا على جميع العالمين”.
ومن الواضح أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يفرح في كل انتصاراته وفتوحاته كما فرح في يوم الغدير، حيث أمر المسلمين بتهنئة علي (عليه السلام) لمقام الإمامة وقال: “ان الله خصَّنى بالنبوة وأهل بيتى بالامامة”.
وقد قال عمر بن الخطاب لأميرالمؤمنين (عليه السلام) في ذلك اليوم بعد بيعته له: “بخ بخ لك يا على! هنيئاً لك يا أبا الحسن! فقد أصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة”!
____________
1- بحار الأنوار: ج 21 ص 387. أمالى الشيخ المفيد: ص 57.
الصفحة 36
وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) مناديه أن يمشي بين الناس ويكرر عليهم جوهر بيعة الغدير بهذه العبارة: “من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله”.
بيعة الرجال(1)
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وعدهم ضمن خطبته بأنه سوف يأخذ منهم البيعة حين الانتهاء من الخطبة الشريفة وقال: “ألا وانى عند انقضاء خطبتى أدعوكم الى مصافقتى على بيعته، والاقرار به، ثم مصافقته بعدى. ألا وانى قد بايعت الله وعلى قد بايعنى، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل”.
إن بيعة الغديرتعني الالتزام والعهد والوفاء لولاية الأئمة المعصومين الاثني عشر (عليهم السلام) وقد أقرَّ بها جميع المسلمين بحضور النبي (صلى الله عليه وآله).
ومن أجل تأكيد البيعة شرعياً ورسمياً أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد الانتهاء من البيعة أن تنصب خيمتان: أحدهما خاصة به، والأُخرى لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمره بالجلوس فيها، وأمر الناس بأن يهنؤوه ويبايعوه.
وأقبل الناس مجاميع، كل مجموعة تدخل أولا إلى خيمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ويبايعونه ويباركون له هذا اليوم، ثم يذهبون إلى خيمة أميرالمؤمنين (عليه السلام) ويهنؤونه ويبايعونه بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمامة من بعده، ويسلِّمون عليه بإمرة المؤمنين.
____________
1- بحار الأنوار: ج 21 ص 387، ج 28 ص 90، ج 37 ص 166، 127. الغدير: ج 1 ص 58، 271، 274. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 42، 60، 65، 134، 136، 194، 195، 203، 205.
الصفحة 37
واستمرت المراسم ثلاثة أيام حتى شارك جميع المسلمين في البيعة.
ومن جملة الأشخاص الذين بايعوا أميرالمؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير، اولئك الذين سارعوا إلى نقض بيعته بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وانقلبوا على أعقابهم كما أخبر الله تعالى.
كما أن أبابكر وعمر قالا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): هل إن هذا الأمر من الله أو من رسوله؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم، حقاً من الله ورسوله!!
بيعة النساء(1)
وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) النساء كذلك بالبيعة لعلي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين وتهنئته، وقد أكَّد ذلك بصورة خاصة على زوجاته وأمرهن أن يذهبن إلى خيمته ويبايعنه!
فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإحضار إناء كبير فيه ماء، وأن يضرب عليه بستار بحيث إن النساء كنَّ يضعن أيديهن في الإناء خلف الستار، وأميرالمؤمنين (عليه السلام) يضع يده في الإناء من الجانب الآخر، وبهذه الصورة تمت بيعة النساء.
فبايعته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكذا نساء النبي (صلى الله عليه وآله)جميعهن، وأم هاني أخت أميرالمؤمنين (عليه السلام) وفاطمة بنت حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، وأسماء بنت عميس، كما بايعه سائر النساء الحاضرات.
____________
1- بحار الأنوار: ج 21 ص 288. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 309.
الصفحة 38
تاج الإمامة لعلى (عليه السلام) عمامة النبى (صلى الله عليه وآله)(1)
كان من عـادات العـرب أنهـم إذا أرادوا الإعلان عن رئاسة شخص على قبيلة أو طائفة منهم، وضعوا عمامةً على رأسه. وفي الحالات المهمة يقوم كبير القوم بوضع عمامته على رأس ذلك الشخص، لإظهار شدة اعتماده عليه ووثاقته به.
ولهذا رأينا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير أهدى عمامته التي تسمى “السحاب” ووضعها على رأس أميرالمؤمنين (عليه السلام) وألقى بحنكها على كتفه وقال: “العمامة تاج الملائكة”!
وقدتحدَّث أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن ذلك فقال: ألبسني رسول الله (صلى الله عليه وآله)عمامته واضعاً طرفها على كتفي وقال لي: “ان الله تعالى أمدَّنى فى بدر وحنين بملائكة على رؤوسهم مثل هذه العمامة”.
تسليم النبى (صلى الله عليه وآله) مواريث الأنبياء إلى صاحب الولاية(2)
بعد الانتهاء من مناسك الحج نزل الأمر الإلهي على النبي (صلى الله عليه وآله) بهذا الخطاب: “قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند على بن أبىطالب، فانى لا أترك الأرض الا ولى فيها عالم تعرف به طاعتى وتعرف ولايتى”.
وتتكون آثار علم الأنبياء من صحف آدم وإبراهيم والتوراة والإنجيل، وكل ما نزل من عند الله تعالى على أنبيائه من صحف، وعصا موسى، وخاتم سليمان، وغيرها من المواريث التي لم تكن إلا لدى
____________
1- الغدير: ج 1 ص 291. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 199. إثبات الهداة: ج 2 ص 219 ح 102.
2- بحار الأنوار: ج 48 ص 96، ج 37 ص 202، ج 40 ص 216.
الصفحة 39
حجج الله تعالى في الأرض، حتى وصلت إلى خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) لتكون بعده عند أوصيائه (عليهم السلام).
فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأودعه تلك الودائع الإلهية، ومنه انتقلت إلى الأئمة من ذريته حتى وصلت إلى الإمام الثاني عشر بقية الله الأعظم (عليه السلام) وهي الآن في حرزه.
قصيدة حسان فى الغدير(1)
وفي ذلك اليوم تقدَّم حسان بن ثابت الشاعر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) واستأذنه قائلا: يا رسول الله، أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له: قل يا حسان على بركة الله.
وألقى حسان قصيدته في ذلك المكان لتبقى سنداً حياً وتاريخياً لواقعة الغدير، فكان مما قال:
ألم تعلموا أن النبى محمداً    لدى دوح خمٍّ حين قام مناديا
وقد جاءه جبريل من عند ربه    بأنك معصومٌ فلا تك وانيا
وبلِّغهم ما أنزل الله ربهم    وإن أنت لم تفعل وحاذرت باغيا
عليك فما بلَّغتهم عن إلههم    رسالته إن كنت تخشى الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفِّه    بيمنى يديه معلن الصوت عالياً
فقال لهم: من كنت مولاه منكم    وكان لقولى حافظاً ليس ناسيا
فمولاه من بعدى على وإننى    به لكم دون البرية راضيا
فيا رب من والى علياً فواله    وكن للذى عادى علياً معاديا
ويا رب فانصر ناصريه لنصرهم    إمام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا
ويا رب فاخذل خاذليه وكن لهم    إذا وقفوا يوم الحساب مكافيا
الغدير بشكل مختصر للأستاذ الأردني مروان خليفات
هذا مقال نشرته سابقا وأعيده مع زيادات مفيدة.
جاء النص القرآني موضحا موقعية النبي صلى الله عليه وآله وسلم  في الأمة، فقال تعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)
سورة الأحزاب، 6
وضح النبي هذه الآية فقال : ( ما من مؤمن الا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن هلك وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فانى مولاه )
مسند أحمد ، ج 2 – ص 334 –  35
ومعنى الأولوية في الآية وضحها أكثر من مفسر، قال الطبري : (النبي محمد أولى بالمؤمنين يقول: أحق بالمؤمنين به من أنفسهم ، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم… قال ابن زيد: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) كما أنت أولى بعبدك ما قضى فيهم من أمر جاز، كما كلما قضيت على عبدك جاز)
تفسير الطبري، ج21 ص 146
وفي نص الغدير الصحيح المتواتر ابتدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلامه بعد أن أخذ بيد علي فقال : ( ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه )
فهو يذكرهم بموقعيته وحاكميته عليهم
( قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه )
أي من كنت أولى به من نفسه
( فعلى مولاه )
فعلي أولى به من نفسه
(اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة )
 مسند أحمد ج 4 – ص 281
فجعل النبي عليا أولى بالناس من أنفسهم كما كان هو أولى بهم من أنفسهم، وهذه معنى الإمامة التي يتوهم البعض أنها الخلافة فقط.
إن دلالة النص من الوضوح بمكان، لولا التعصب والمكابرة والعناد.
مولى وخليفة
كانت لي جلسة مع أحد الأخوة وهو من دولة فلسطين، بحضور بعض الأصدقاء، وقد قرأ وبحث كثيرا ووصل إلى قناعة بصحة النظرية الشيعية، ولكنه لم يصل إلى جواب لشبهة علقت في ذهنه، قال : آمنا أن حديث الغدير نص على علي ع، ولكن لماذا لم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبارة واضحة الدلالة في كونه خليفة من بعده، حتى لا يقع هذا الاختلاف الذي نشهده بين أبناء الأمة ؟.
ومما قلت في جوابه ـ حيث كان مقنعا له ـ  : لسنا نحن من يقرر على رسول الله ما يقول وما لا يقول، فهو أفصح العرب وأفضل من نطق اللغة وهو معصوم مؤيد من الله يتبع ما يوحى إليه، فلا شك أن عبارته هي الأمثل والأجمل تؤدي غرضها بكل سهولة ووضوح، لكن بسبب بعدنا عن اللغة وفقدان الذوق الأدبي لدى أبناء الأمة صرنا نتعثر في فهم النصوص الدينية، ثم إن المذهبية لها دورها، فكثير من العلماء بذلوا جهدهم لصرف نص الغدير عن مراده بالقاء الشبهات وتمييع كلمات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فأدى هذا إلى بعض الحيرة التي سرعان ما تزول حين يدقق المرء النظر بانصاف وتجرد.
إن كلمة خليفة التي اقترحت قولها للدلالة على الامامة العظمى، هي مفردة تدل على منصب سياسي، حيث يتولى شخص منصب رئيس الدولة وينظم أمورها الداخلية والخارجية، وهذه المفردة لا تؤدي الغرض من التعيين الإلهي، فالله ورسوله لا يريدان خليفة يشغل منصب رئيس الدولة ويقوم بمهامه فقط، وإنما يريدان تعيين مرجعية سياسية ودينية، فالنبي كان تلك المرجعية في زمنه، وقد جعل صلى الله عليه وآله عليا أولى بالناس من أنفسهم، فقال ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) اي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، حيث جعل عليا في المنزلة التي هو بها، إلا أنه ليس نبيا يأتيه الوحي، فعلي تجب طاعته وهو أولى بالناس من أنفسهم كما هو حال رسول الله، وفي هذا ضمان لحفظ الدين من الدس والتحريف، ثم إن الأمر من بعده في ولده المنصوص عليهم  كما هو مذكور ومفصل في كتب الإمامية .
ولو افترضنا ورود نص فيه كلمة خليفة الصريحة في مدلولها فهل كان القوم يسمعون له، وهل يأخذ بها المتأخرون من الباحثين عن النور والحق ؟
قال ابن حجر العسقلاني :” وأخرج الترمذي (( بإسناد قوي )) عن عمران بن حصين في قصة قال فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تريدون من علي إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي ” ..
 الإصابة ترجمة الإمام علي ع.
وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته ، ج 2 – ص 980
وصحح الحديث السابق : الحاكم والطبري والذهبي  والبوصيري والصالح الشامي وشعيب الأرناؤوط وغيرهم …
فقوله : ( ولي كل مؤمن بعدي ) واضح في معناه لأن كل من ألفاظ العموم، فتعني أن عليا ع ولي كل المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وله وسلم .
وروى ابن أبي عاصم في كتابه السنه بسند حسنه الألباني في تخريجه  عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : ” أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلا أَنَّكَ لَسْتَ نَبِيًّا ، إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي)
رقم الحديث: 986
فهذا نص معتبر وفيه لفظ خليفتي في كل مؤمن بعده، فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here