اشكالية الاسلام السياسي المعاصر

اشكالية الاسلام السياسي المعاصر

لقد جاء الاسلام لانقاذ البشرية من الظلم والشرك ليحرر الناس من عبودية القساوسة والرهبان والاوثان. جاء الاسلام ليؤسس دولة العدل ويعالج شؤون الناس العامة والخاصة وينظم علاقة الامة مع غيرها من الامم. وفق معايير خاضعة لموازين انسانية. تعتمد بالأساس على منح حرية المعتقد والعقيدة لكل مواطن دون اجبار او اكراه.
جاء الاسلام بالعبادات ليس فقط طاعة لله الذي خلق الناس اجمعين وصورهم فاحسن صورهم. انما ايضا لحث الناس لعمل الخير لذلك لا تكاد تجد اية تتحدث عن ألدين امنوا الا ومعها وعملوا الصالحات. مما يوكد بان لا فائدة بالايمان دون ان عمل الصالحات للغير.
لذا فان الاسلام يقدس العمل والبحث عن العلم. لانهما افضل الوسائل للنجاح في الدنيا والدخول الى الجنة. من جهة اخرى لقد جعلت ذروة سنام الاسلام الجهاد ضد المعتدين والغزاة لبلدان المسلمين. حتى اعتبر رسول الله عمل الفار من الزحف وقت القتال من اكبر الكبائر عند الله. اي ان من يخون وطنه ويعين المستعمر ضد المسلمين مثواه النار خالدا فيها.
اذن ان من التراهات والمفاسد الكبرى القبول بمحاولة عزل الاسلام عن الحياة الاجتماعية. لان هذا الدين جاء لتنظيم حياة الناس الفردية والجماعية مع بعضهم ومع غيرهم. ان الله تعالى ليس بحاجة الى ان يعبده الناس وعبادتهم اياه لا تزيد ولا تنقص من ملك الله فهو غني عنهم. ان العبادة تنفع صاحبها فقط.
ان عمليات تحجيم الاسلام وجعله فولوكلور او تراث او عادات. تكمن في المقولة الفاسدة التي اشاعها المستعمرون وهي ان الدين لله والوطن للجميع.
ما نراه منذ قرون ان هناك هجمة وحملة صليبية استعمارية. بدات منذ القرن الخامس عشر تحت قيادة بريطانيا وفرنسا على بلدان المسلمين لتشويه الاسلام بحجة المدنية والتحديث.
نشرت تلك البلدان الاستعمارية دعايات مغرضة لنشر الالحاد والعلمانية المتزمتة عن طريق تاسيس نواد واحزاب وتنظيمات تحرك خيوطها في باريس ولندن. فخلقت جيوش من الجهلة المسلمين الذين باتوا يرددون كالببغاء كلمة العلمانية حتى اضحت دينا لهم. كان بعضهم متعطشا الى التقدم والنهضة عن طريق تقليد الغرب.
لكن الضربة القاضية التي هتكت حصن الاسلام من الداخل بروز الاسلام السياسي المعاصر بتشيع امريكي غربي لامتصاص امال المسلمين بان الاسلام هو الحل وبنفس الوقت تشويهه من قبل اتباعه انفسهم. فمنذ مطلع القرن الماضي برز تنظيم الاخوان المسلمين الذي اختطف الاسلام وفرض نفسه كبديل له. لقد اسست قواعد تنظيمات الاخوان وفق النظام الحزبي الغربي. سواء في اجتماع الخلايا الحزبية او اتخاذ القرارات او الممارسات. التي تهدف لاستلام السلطة والاستفادة منها. لقد نصبوا انفسهم كنخب على شعبهم مع قدر كبير من التكبر والاستعلاء. انها صفات ذميمة يمقتها الاسلام.
اما الاسلام السياسي لمذاهب الاقليات المسلمة الاخرى فقد سبق ان خانت الاسلام منذ نشاتها. فقد تعاون الوهابيون مع بريطانيا وامريكا. تعاون كذلك السياسيين الشيعة الطائفيين مع الغزو البربري الامريكي لتدمير واحتلال القلب الاسلامي. اما سياسي الاعراب العاربة والمستعربة فقد تعاونوا مع إسرائيل ضد اخوانهم الفلسطينيين في العقيدة.
كان الهدف معلوما واضحا وهو تيأيس المسلمين من امكانية اعادة هذا الدين لقيادة المجتمع. ان مبادئ الاسلام هي التي طردت الغزاة في الماضي والحاضر. ففي الوقت الذي خان بعض العلمانيين والمبهورين بالحضارة الغربية الاسلام والمسلمين. ضحى العلماء المسلمين في مصر والعراق والجزائر وليبيا والمغرب بمهجهم لتحرير الاراضي الاسلامية. والعمل على نيل الاستقلال الحقيقي وسلوك طريق الاصلاح والنهضة. التي تعتمد على سواعد شعوب المنطقة.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here