حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد السوفيتي. (بمناسبة الذكرى ال30 لتفكيك الاتحاد السوفيتي، 1991 – 2021). الحلقة الثالثة

حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد السوفيتي.
(بمناسبة الذكرى ال30 لتفكيك الاتحاد السوفيتي، 1991 –2021).
الحلقة الثالثة

ثمن الخيانة العظمى وتفكك الاتحاد السوفيتي

بقلم الدكتور نجم الدليمي

إن ثمن الخيانة العظمى التي حدثت في نهاية القرن العشرين في الدولة العظمى- الأتحاد السوفيتي، قد شكل هذا الحدث ولايزال يشكل زلزالاً مدوياً وكارثياً، إنعكست اثاره السلبية ليس فقط على الشعب السوفيتي وشعوب دول اوربا الشرقية فحسب ، بل على كافة شعوب المعمورة المحبة للسلام والحرية والتقدم والعدالة الأجتماعية. ان وجود الاتحاد السوفيتي وحلفائه في دول أوربا الشرقية وغيرها من الدول قد شكل في وقتها قطباً توازنياً في الميدان السياسي والأقتصادي والعسكري على الصعيد الدولي ، وقد ضمن الأمن والاستقرار النسبي لكافة شعوب العالم.
إن ماحدث في آب عام 1991، قد شكل حدثاً غير مالوفاً في التاريخ الحديث ، بدليل تقوم ” قيادة” أكبر حزب شيوعي في العالم وتقود دولة عظمى تقوم هذه “القيادة” الخائنة بتفكيك دولتها العظمى وتحت سيناريو تم اعداده من قبل قوى الثالوث العالمي وقوى ماوراء البحار، وحظي هذا النهج الأجرامي بتأييد من قبل الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية في العالم ناهيك عن الدعم والمساندة من قبل الغرب الأمبريالي بزعامة الأمبريالية الأميركية ومؤسساتها الدولية المتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين، غريباً حقاً ان يحدث ذلك وفي آن واحد؟ّ.
ان هذا الحدث غير المألوف كان وسيبقى موضع نقاش حاد ومستمر بين القوى الشيوعية واليسارية والوطنية التقدمية وكذلك من قبل القوى الرجعية والقوى الاصلاحية – الليبرالية المتطرفة على صعيد كل دولة وعلى الصعيد الاقليمي والدولي، فالمستقبل سوف يكشف الحقائق الموضوعية عن هذا الحادث الذي يعتبر خارج المنطق العلمي والموضوعي الذي حدث في نهاية القرن العشرين.
إن لكل حدث كبير وهام له افرازاته وخاصة مثل هذا الحدث الكارثي الذي أفرز افرازات سلبية على الصعيد الداخلي والأقليمي والدولي، وهذه السلبيات الكارثية قد شملت كافة الميادين السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية والأيديولوجية والعكسرية ، وحتى افرازات سلبية على سلوك الغالبية العظمى من مواطني الجزء الهام من المعسكر الأشتراكي والمتمثل بالأتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية..، وانعكس ذلك ايضاً وبشكل سلبي ومأساوي على عمل ونشاط ودور غالبية الأحزاب الشيوعية العالمية.
ان سياسة الرئيس الروسي بوريس يلتسين للفترة (1992-2000) ماهي إلا امتداد طبيعي لسياسة ونهج غورباتشوف وماتركته من أثار سلبية ومأساوية على الوضع السياسي والأمني والأقتصادي والأجتماعي والعسكري ، وأصبحت روسيا اشبه بالتابعة للغرب الامبريالي وخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية ، و يمكن ان يطلق عليها بالفترة المظلمة على الشعب الروسي.
إن من اخطر نتائج هذا التحول الغير مألوف قد تمثلت بالآتي:-
اولا:- تم تفكيك الدولة العظمى – الأتحاد السوفيتي من قبل (( قادة – كادر)) الحزب الحاكم وبالمجان وبدون اطلاق طلقة واحدة ، و ظهرت (15) دولة مستقلة سميت رابطة الدول المستقلة[ جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا] ، وبدأ الصراع والخلاف بين هذه الدولة على اساس قومي / جغرافي، ولعب العامل الخارجي الدور الرئيس من حيث الدعم والتوجيه للعامل الداخلي فالصراعات والحروب الداخلية أصبحت سمة ملازمة لهذه الدول المستقلة منذ عام 1990 ولغاية اليوم ومنها على سبيل المثال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول أقليم كورباخ، وفي جورجيا وفي جمهوريات أسيا الوسطى وفي اوكرانيا وفي جمهوريات البلطيق وحتى في جمهورية روسيا الاتحادية ماحدث ويحدث اليوم في القوقاز إلا دليل حي وملموس على ذلك ، وما يحدث في الشيشان ، داغستان، الأنغوش إلا دليل وبرهان على ذلك ، وكما تم إنهاء دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفيتي كحزب يقود المجتمع والدولة وفق الدستور الأشتراكي السوفيتي، وهو أكبر حزب شيوعي في العالم وبلغ عدد اعضاء الحزب(20) مليون عضواً، حزب يقود دولة عظمى شكلت قطباً رئيساً في الميدان السياسي والأقتصادي والعسكري لصالح النظام الأشتراكي ولصالح الشعوب الفقيرة ، وتم تفتيت هذا الحزب ، حيث يوجد اليوم في رابطة الدول المستقلة اكثر من(40) حزباً شيوعياً ماعدى الاحزاب اليسارية والقومية والليبرالية والتي لاتعد ولاتحصى ، بدليل في روسيا وخلال فترة حكم يلتسين(1992-2000) ظهر اكثر من(1000) ((حزب سياسي)) هذه هي الفوضى السياسية التي تمت تحت غطاء مايسمى بالديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان؟.
لقد تم تقويض وتخريب منظم وواعي لقوة الاتحاد السوفيتي في الميدان السياسي والأقتصادي والأجتماعي والعسكري والثقافي والأيديولوجي خلال فترة مايسمى بالبيريسترويكا(1985-1991) وظهرت البدايات الاولى للأزمة الأقتصادية وظهور المديونية الخارجية في ظل قيادة غورباتشوف وفريقه الفاسد، وكما قام غورباتشوف وفريقة المرتد بالتعاون مع الأمبريالية الاميركية ومؤسساتها الدولية ،وحلفائها في الغرب الأمبريالي على تقويض وتخريب وتفكيك البلدان الأشتراكية في أوربا الشرقية سياسياً واقتصادياً وأيديولوجياً وعسكرياً وتم الأنتقام من قادة هذه الدول وبأساليب مختلفة وبالنتيجة فأن هذه الدول قد أنظمت الى حلف الناتو اليوم والذي يشكل أداة قمع لأرهاب الدولة المنظم ، فأميركا والناتو هما وجهان لعملة واحدة، فاميركا لاتحترم سيادة الدول ولاتحترم القانون الدولي وهي مشعلة للحروب غير العادلة في العالم وهي مخططة لسيناريوهات الفوضى والتخريب ضد الدول والأنظمة الرافضة لنهجها العدواني والمتوحش ، ودخول دول اوربا الشرقية لحلف الناتو والأتحاد الأوربي..
إن من أخطر الأفرازات السلبية التي أقدم عليها غورباتشوف شيفرنادزه وفريقهم الفاسد هو حل حلف وارسو ومجلس التعاضد الأقتصادي الأشتراكي(الكيميكون)، وان حلّ حلف وراسو تم بالأتفاق الشفوي بين الخائن غورباتشوف وفريقه والقيادة الأميركية وحلفائها ومن دون وضع وإقرار معاهدة قانونية او ضوابط عسكرية يتم اقرارها من قبل الطرفين وبشكل رسمي ، ومنها مثلاً ان حل حلف وارسو يقابله حل حلف الناتو، عدم توسع الناتو شرقاً وغيرها من الأمور العسكرية الهامة، وبنفس الوقت أقدم خونة الشعب والفكر غورباتشوف وشيفرنادزه بالتأمر على جمهورية المانيا الديمقراطية وبيعها الى المانيا الغربية وبالتعاون والتنسيق مع القيادة الالمانية في بون وبتوجيه ودعم واسناد وتخطيط من واشنطن ولندن وباريس.. لصالح الغرب الأمبريالي ، وتم بيع جمهورية المانيا الديمقراطية بثمن بخس، وحصل شيفرنادزه وزير خارجية الأتحاد السوفيتي سابقاً على مكافئة مالية أكثر من (300) ألف مارك الماني” لجهوده” في توحيد الألمانيتين؟ّ.
ثانياً: ان غياب الاتحاد السوفيتي قد تم بفعل العوامل الداخلية والخارجية والشيء الجديد في عملية اغتيال الاتحاد السوفيتي ، هو ان العامل الخارجي أصبح فاعلاً وموجهاً ومنظماً للعامل الداخلي ، ومن هنا تأتي وتنبع الخيانة العظمى لغارباتشوف وفريقه المارق، ومن خلال هذه الجريمة الكبرى تولدت قناعة لدى اميركا وحلفائها في الغرب الأمبريالي بأنهم قد تخلصوا من (( العدو رقم1)) إلا وهو الاتحاد السوفيتي وسوف يتم معالجة المشاكل السياسية والأقتصادية / الأجتماعية للبلدان الرأسمالية والتخلص من الأزمات التي تواجه نظامهم المأزوم.
لقد حققت الأمبريالية الأميركية وحلفائها (( مكسباً)) ولكن مؤقتاً بتفكيك دولة الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية، ومن جهة اخرى أنها فشلت في معالجة مشاكلها وأزماتها لأن هذه المشاكل وهذه الأزمات تحمل طابعاً بنيوياً ، وهي صفة حتمية ملازمة لهذا النظام الطفيلي والمتعفن، وان أساس هذه المشاكل ينبع من الأساس الأقتصادي للنظام الرأسمالي والمتمثل في الملكية الخاصة الأحتكارية لوسائل الأنتاج.
ان تفكك الأتحاد السوفيتي قد افسح المجال أمام الأمبريالية الأميركية وحلفائها الى تحويل غالبية دول العالم وخاصة البلدان النفطية الى ((بقرة حلوبة)) لصالح الولايات المتحدة وحلفائها من أجل تصريف أزمة نظامهم الطفيلي وتحولت العلاقة بين الغرب الأمبريالي بقيادة الأمبريالية الاميركية[المركز] وبقية دول العالم [الأطراف] الى علاقة (( المنتج- المستهلك)). لصالح الغرب الأمبريالي. وخلال فترة مايسمى بالبيريسترويكا (1985-1991) ، وما أفرزه هذا النهج اللاقانوني واللاشرعي على الشعب السوفيتي هو أثارة النزعات القومية بين شعوب الأتحاد السوفيتي ومن دون ايجاد معالجات جذرية من قبل ” قادة البيريسترويكا” وبالتالي فأن الثمن البشري لهذا النهج الكارثي قد تجاوز(200) الف قتيل ، وأكثر من(700) الف جريح،وأكثر من(3) ملايين مهجر وبين(25-30) مليون مواطن روسي أصبحوا خارج روسيا السوفياتية وفقدوا معظمهم حقوقهم القانونية والانسانية وخاصة في جمهوريات البلطيق.
ان دخول جموريات البلطيق الى حلف الناتو والاتحاد الاوربي وبنفس الوقت تسعى اليوم الأمبريالية الأميركية وحلفائها الى دخول أوكرانيا وجورجيا الى حلف الناتو وبناء قواعد عسكرية في هذه البلدان، وهذا ان تحقق [ونشك في ذلك] ، فأنه سيشكل خطراً جدياً على الأمن الوطني لجمهورية روسيا الاتحادية لأن حلف الناتو قد يصبح على مشارف ، أبواب العاصمة موسكو اليوم..؟!.
ثالثا: العمل المنظم والمدروس من قبل غورباتشوف وفريقه من الخونة وبالتنسيق مع واشنطن وحلفائها تم وبأساليب مختلفة حول تشتيت وتجزئة وتفكيك الحركة الشيوعية العالمية وأدخالها في صراعات فكرية/ ايديولوجية وخاصة حول الموقف من النظرية الماركسية- اللينينية ، الموقف من الأشتراكية والشيوعية، الموقف من المقولات الأقتصادية والفلسفية ومنها: الصراع الطبقي، ديكتاتورية البروليتاريا، التضامن الاممي، دور الطبقة العاملة وحلفائها في النضال ضد المجتمع البرجوازي، الموقف من مؤسسي النظرية ماركس ، أنجلس ، لينين ستالين وغير ذلك، وكما تم أفساد وتخريب العمل السياسي المبدئي والنظيف وزرع اليأس لدى الجماهير حول أهمية النظرية العلمية ودورها في عملية التحول، وتم ذلك تحت موضوعات واهية ومبررات غير علمية وتحولت بعض الاحزاب الشيوعية الثورية وتحت اساليب واهية الى أحزاب إشتراكية – ديمقراطية وتخلت عن الثوابت المبدئية والعلمية وكما تخلت هذه الاحزاب عن النظرية الماركسية- اللينينية كمرشد عمل في سياستها واعتمدت النهج التحريفي العلني من خلال الاعتماد على المنهج الماركسي؟! والبعض الاخر من الاحزاب الشيوعية قد غير اسم الحزب تحت مبررات كاذبة وواهية والبعض الاخر من الاحزاب الشيوعية ابقى الاسم من دون تغيير بسبب ضغط القاعدة الحزبية على القيادة المتنفذة في الحزب ، ولكن جوهر سياستها العلنية تمثل سياسة حزب اشتراكي – ديمقراطي ، ولم يدرك غالبية كادر واعضاء الحزب هذه الازدواجية الخطرة، كما تم أبعاد بعض قادة- وكوادر واعضاء الحزب المعارضين للنهج التحريفي وتحت مبررات عديدة وأصبحت هذه ((القيادة)) طاردة للرفاق المخلصين والكفوءين والمضحين ومن ذوي التاريخ النضالي المعروف ، وبنفس الوقت أصبحت هذه((القيادة)) المتحكمة في الحزب الى قوة جذب للعناصر الانتهازية والغير مبدئية والتي ليس لها موقف مبدئي واضح، عناصر تبحث عن الامتيازات المادية والترقية الحزبية بهدف تحقيق اهداف ذات طابع شخصي بالدرجة الاولى. إن هذه القيادات في الحركة الشيوعية قد شكلت الجيل الثاني في قيادة الاحزاب الشيوعية وهي مثلت والتزمت بنهج غورباتشوف ياكوفلييف- شيفرنادزه يلتسين، وعلى هذا الأساس يتطلب العمل والنضال من أجل تنحية وأبعاد هذه القيادات الأنتهازية / التحريفية وفق الأسس والأساليب الشرعية ،وفي حالة تعذر ذلك ، فكل الاساليب ستصبح شرعية من اجل الحفاظ على وحدة وهوية وتاريخ الحزب الشيوعي ، فهذه هي مهمة المخلصين والمبدئين سواء كانوا داخل الحزب أو خارجه ، فيجب ان يكون حزباً شيوعياً واحداً في البلد الواحد.
لقد فشل غورباتشوف وفريقه المارق والمدعوم من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون … بهدف العمل على تقويض جمهورية الصين الشعبية على غرار ما فعله في دولته- الأتحاد السوفيتي، وان القيادة الصينية كانت تمتلك معلومات دقيقة عن غورباتشوف على انه خائن ، وكما قام الخائن غورباتشوف بزيارة الى كوبا الأشتراكية عام 1989 ودار الحديث على ضرورة القيام بالبيريسترويكا في كوبا.. أجابة المناضل كاسترو (( لانريد بيريسترويكا..)) وكذلك فشل في تقويض جمهورية كوريا الشمالية وفيتنام ولاوس وغيرها من الدول الوطنية والتقدمية ، والسبب الرئيس في أحباط مخطط غورباتشوف وفريقه وحلفائه في الغرب الأمبريالي يعود الى وجود قيادات ثورية ووطنية ومخلصة وأمينة ومبدئية وحاسمة ولديها الحس الوطني والثوري وهي على استعداد كامل لأستخدام القوة العادلة والشرعية والحاسمة من اجل الحفاظ على شرعية نظامها الأشتراكي العادل وتجربة جمهورية الصين الشعبية عام 1989 خير دليل وبرهان شرعي على ذلك.
لقد قام غورباتشوف وفريقه بالـتآمر على الشعب الأفغاني وحكومته الوطنية وتسليم هذا النظام الشرعي والتقدمي في أفغانستان الى أحزاب الاسلام السياسي المتطرفة والمتوحشة ، التابعة والمرتبطة باميركا وباكستان..، وكان الشهيد والرئيس الشرعي لجمهورية أفغانستان الديمقراطية نجيب الله، قد ابلغ غورباتشوف يمكن خروج الجيش السوفيتي من أفغانستان ولكن نطلب منكم تقديم الدعم العسكري والأقتصادي المناسب ، فالشعب الأفغاني والحكومة تستطيع من بسط الأمن والاستقرار في افغانستان ، إلا ان الخائن غورباتشوف قد رفض ذلك، ونفذ ماطلبته واشنطن ولندن… وبشكل مباشر، وبالتالي تم سحب الجيش السوفيتي من افغانستان وبعد فترة قصيرة قدمت اميركا وحلفائها الدعم العسكري المباشر والمعلومات العسكرية الهامة الى تنظيم مايسمى بالقاعدة بزعامة أسامة بن لادن، هذا التنظيم وزعيمه الأرهابي رقم -1- والذي تم صنع واعداد ذلك في مختبرات وكالة المخابرات المركزية الاميركية والباكستانية وحظي هذا التنظيم الأرهابي بالدعم المادي والبشري والعسكري من قبل السعودية وقطر والأمارات والكويت ومصر (في وقتها) وباشراف مباشر من قبل واشنطن ولندن.
لقد مارست الأمبريالية الأميركية وحلفائها الغرب الأمبريالي والعالم الأسلامي ضغوطات مباشرة على النظام الشرعي في أفغانستان بهدف تقويضه وفعلاً تحقق ذلك ، وتم اعتقال الرئيس الشرعي لأفغانستان نجيب الله واخيه، وتم سحبه من ممثلة الأمم المتحدة ونفذ حكم الاعدام بهما من قبل شرذمة فاسقة وفاسدة وليس لها علاقة لا بالدين الاسلامي ولا بالاسلام اصلاً، بل هم من((الطابور الخامس)) بأمتياز ، وتعاونت العواصم والدول العربية وفي مقدمتها السعودية وقطر ، والامارات والكويت ومصر(في وقتها) تحت عنوان((الحفاظ على الاسلام والدين الاسلامي))، وكانت (( تناضل)) هذه الدول الأسلامية من اجل (إنقاذ) المسلمين والاسلام في افغانستان ، في حين ان هذه الدول العربية لم تحشد اموالها واعلامها لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وعدم تقديم الدعم الحقيقي لهذا الشعب من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة من قبل الكيان الاسرائيلي واميركا وهم يتابكون على أفغانستان ونسوا الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حقوقه بمفرده في واقع الحال، واليوم كثير من البلدان العربية وخاصة الخليجية تمتلك العلاقات الجيدة مع الكيان الاسرائيلي وبدأت تروج في السر واحياناً في العلن بضرورة الاعتراف بالكيان الاسرائيلي واقامة العلاقات معه وبدونه سوف لن تُحل مشاكل الشرق الأوسط .. هذا هو جوهر السياسة التي تنتهجها غالبية دول الخليج وغيرها من الدول العربية؟ّ.
إن غياب دولة الاتحاد السوفيتي كقطب سياسي واقتصادي وعسكري قد ساعد على انتشار الفوضى وعدم الأستقرار السياسي والأقتصادي – الأجتماعي والعسكري على صعيد غالبية دول العالم، ان تفكك الاتحاد السوفيتي وخلال الفترة (1991-2008) عاش العالم وشعوبه تحت هيمنة القطب الواحد ، اي القطب الاميركي ، وبدأ الأعلام البرجوازي الاميركي وحلفائه في التنظير والتبشير ( بالقرن الاميركي) و(بانتصار الليبرالية)) وغيرها من الخزعبلات التي يروج لها الأعلام البرجوازي الغربي وحلفائه في بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، فشعوب العالم عاشت فترة مظلمة خلال الفترة(1991-2008) .ان العالم لايمكن ان يستقر في ظل قطب واحد وهذا ما اثبتته واكدته الحياة ، فأستقرار العالم يمكن ان يتحقق في حالة وجود قطب اخر ، قطب يحمل ايديولوجية سياسية واقتصادية / اجتماعية وعسكرية مخالفة للقطب الاميركي وحلفائه من اجل تحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين الأنظمة المختلفة ، اما فكرة تعدد الأقطاب فعلى سبيل المثال القطب الأميركي ، القطب الأوربي/ الياباني فهما وجهان لعملة واحدة وفي ظل مثل هذه التعددية سوف لن يستقر العالم لاسياسياً ولا اقتصادياً فالتنافس بين هذه الأقطاب يكمن في الجانب الأقتصادي بالدرجة الاولى وبالتالي فأن شعوب ودول العالم ستعاني من الأزمات وعدم الاستقرار وتشديد التبعية والاستغلال لهذه الأقطاب الاستعمارية. ان الحل الوحيد لاستقرار العالم يكمن بظهور القطب الأشتراكي الذي في ظله سوف يتحقق التوازن الدولي ويتحقق الاستقرار لصالح شعوب العالم قاطبة وهذا ماتصبوا اليه وتناظل من اجله شعوب العالم المظلومة والفقيرة.
يتبع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here