دوائر خدمة أم غرف تعذيب نفسي وجسدي للمواطن؟

بقلم سليم الرميثي
دوائر خدمة أم غرف تعذيب نفسي وجسدي للمواطن؟
من الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تحتاج الى كنس وتطهير وتعقيم وتعفير بأقوى أنواع المعقمات والمطهرات والمبيدات هي البنوك ودوائر التقاعد في كل المحافظات العراقية..
بما إن هذين المؤسستين أو الدائرتين يحتاجهما المواطن بشكل يومي فإن الاستغلال والابتزاز اليومي أصبحا وبشكل يصل إلى العلنية أحيانا كثيرة بلاخوف وبلا رادع..
بل أن المواطن عندما يراجع في تلك الدوائر كأنه يدخل غرفة من غرف جهنم والموظف فيها مثل ملك الموت الذي ينتزع الروح من الجسد لشدة مايعانيه المواطن من إبتزاز وإهمال وعدم إحترام واستغلال للروتين الممل من قبل اغلب الموظفين والعاملين فيها..
لكن نلاحظ أن هناك غياب واضح للجهات الحكومية الرقابية والنزاهة في متابعة تلك المؤسسات التي تشكل الجزء الأكبر من عمليات الفساد والرشاوى بل هما ماركة الفساد المسجلة لتلك الدوائر في العراق..
لاندري هل هذه الدوائر وجدت لخدمة المواطن أم لتعذيبه نفسيا وجسديا..؟؟!
كذلك نشهد غياب الإعلام وعدم تسليط الأضواء على هذه المؤسسات الحكومية الفاسدة بإمتياز..
الفساد الإداري والمالي في المؤسسات الحكومية بشكل عام أدى إلى كل هذه الانتكاسات التي يعانيها الاقتصاد العراقي والتي تنعكس سلبا على المواطن البسيط وتزيد من معاناته إلى حد الكفر بكل الدوائر الحكومية ومراجعتها بدون إستثناء وماتشهده البلاد في إهمال المشاريع والتي تبدأ بالبناء ثم تتوقف إلى مالانهاية من السنوات والوقت المهدور عبثا بثروات البلاد وبشكل متعمد ليس له مثيل حتى في الدول المتخلفة..
على الدولة والمؤسسات ذات العلاقة أن وجدت حقا في العراق ان تأخذ على عاتقها مسؤولية التحري وبشكل دقيق ومتابعة هذه الدوائر المستهترة بحق المواطنين بشكل يصل إلى درجات لاتصدق من الابتزاز وعدم الإحترام للقانون اولا وللأعراف المجتمعية ثانيا..وأن تضع حدا لتلك الممارسات الغير قانونية والغير إنسانية بحق الدولة والمجتمع..
على الحكومة إن كانت جادة فعلا في كشف الفساد والمفسدين أن تبدأ حملة وطنية على الأقل في تنظيف وتطهير جميع الدوائر الحكومية من آثار الفساد والمفسدين والمرتشين وهذا العمل ليس صعبا ولا يحتاج إلى جهود كبيرة إن صدقت النوايا في محاربة الفساد والمفسدين…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here