بقلم مهدي قاسم
هل أصبح الكلام عزاؤنا الوحيد
و أساطير الحكاية ملجئنا الأخير
لنواسي أنفسنا بأكسير وهم كمدمن مريض……
لنرضي ضمائرنا المستنفرة سخطا مكتوما
حينما يحيطنا هذا المأزق الشائك والفريد ؟..
فالأغنية لن تكون أبدا بديلا عن سنبلة حنطة ،
ولا الكلمات بديلا عن قطرات ماء في ساقية حقل ظامئة ،
ولا النشيد بديلا عن شجرة مزدانة بأثمارها المؤتلقة إشعاعا .
أم آن لنصمت نحن صنّاع كلام ونسّاجي حكايات ؟ ..
لنفسح الطريق أمام حاملي معاول ومطارق وحفّاري آبار عميقة ؟
ولكن أين هم ؟..
ومتى يتقدمون بظلال مواكبهم العابرة بوابة فجر مبكر
نحو حقول غافية على وسادة جدبها المتيبسة ؟..
حتى ذلك الحين …
ستبقى صيحات نقمة واحتجاج عقيمة
محتشدة و متراصفة بين أقبية قلوبنا
تروم الخروج ، هرولة متوثبة كجياد هائجة ،
لتعدو صهيلا طويلا في قلب العالم واللامبالي بنظراته الغافية ..
حقا……..
فهل أصبح الكلام عزاؤنا الوحيد ؟..