بعد قتل المتظاهرين يقتلون مسؤولي الدولة النزيهين أيضا

بعد قتل المتظاهرين يقتلون مسؤولي الدولة النزيهين أيضا

بقلم مهدي قاسم

أن ممن يتجرأون على قتل مواطنين بعشرات الذي كان كل ذنبهم هو قيامهم بمظاهرات للمطالبة بالخبز والعمل والخدمات ومكافحة مظاهر الفساد المستشرية وتحقيق مستلزمات الإصلاح و فرض هيبة الدولة ، نقول فلا يصعب على مثل هؤلاء القتلة الملثمين الإقدام على قتل مسؤولي الدولة أيضا ، إذا ما وجدوا هذا المسؤول الشريف والنزيه أو ذاك الحريص على المال العام ـ ولو على ندرتهم وقلتهم في أجهزة الدولة ــ نقول لن يصعب على هؤلاء القتلة ” الشبحيين ” الإقدام على قتل مثل هكذا مسؤول أو موظف نزيه ، ليس فقط بهدف إزاحتهم عن طريق فسادهم وبلطجيتهم ،إنما لتكون عملية القتل هذه ضد مسؤولي الدولة درسا وعبرة لغيره ، ممن هم أيضا قد يبدون حريصون على المال العام والمدافعين عن المصلحة الوطنية ..

فما هي عملية الإقدام على قتل مدير بلدية كربلاء عبير الخفاجي المعروف بنزاهته وإخلاصه وحرصه ومنجزاته الجيدة والمميزة ورفضه للتجاوزات و عمليات الاستيلاء على ممتلكات الدولة إلا خطوة واضحة ومعلنة من قبل أحزاب الفساد و مليشياتها الإيرانية على أنها سوف لن تسمح لأي كان حتى لوكان مسؤولا مهما في الدولة أن يحد من مظاهر فسادهم ونزعتهم الكلبية غير المحدودة في الاستيلاء على ممتلكات الدولة ومصادرتها بكل استهتار و وقاحة وصلافة.، و لكونهم متأكدين وواثقين من أنه حتى في حالة انكشاف أمر فسادهم و جريمة قتلهم واعتقالهم ، فأنه سيُخلى سبيلهم عاجلا أم آجلا ، بسبب الضغوط على السلطات التحقيقية والقضائية ، ومن ثم ليفلتوا من العقاب العادل ، مثلما فلت غيرهم أو من أمثالهم القتلة من قبل مرارا و تكرارا ..

نقول هذا لأن معظم الأخبار تفيد بأن القاتل المستهتر و المدعو حجي حسين جواد السعدي عضو قيادي في حزب الدعوة الفاسد ..

فمن هنا يمكن التخيل الظهير القوي الذي يستند عليه هذا القاتل وغيره في ممارسة نهج لصوصيتهم و جرائمهم القذرة والشنيعة تخريبا وخرابا و إجراما في العراق ..

بطبيعة الحال سوف لن نستغرب إذا أطلق المدافعون عن أحزاب سلطة الفساد الطائفية في العراق صفة ” الجوكرية ” على القتيل المغدور عبير الخفاجي لتبرير عملية قتله بهذه الوحشية والبربرية ، في نطاق التغطية و الدفاع المستميت عن هذه الأحزاب الوضيعة والقذرة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط