المفردات اللغوية والحياة!!

المفردات اللغوية والحياة!!
الفرق بين التقدم والتأخر يتناسب طرديا مع الذخيرة المفرداتية للمجتمعات , فالتي يختزن أبناؤها مفردات لغوية أكثر تكون متقدمة على المجتمعات التي يفتقر أبناؤها للمفردات اللغوية.
ولهذا تجد الدول المتقدمة تضخ في عقول أبنائها ما تستطيعه من المفردات ومنذ بدايات التعلم , وحتى تجد المتخرج من الإعدادية قد إمتلك كذا ألف مفردة , بل أن إمتحان الدخول للجامعات يهتم بالمفردات , ويؤدي الطلبة إمتحانات صعبة في الكلمة ومعناها ومشتقاتها.
وفي مجتمعاتنا يوجد إهمال كبير لهذا السلوك الحضاري الأساسي المهم , فعدد المفردات اللغوية المتداولة قليلة , لا تتوافق مع إرادة العصر ومتطلباته.
ومن الظواهر التي لا بد من الإشارة إليها , أن علماء الأمة البارزين قد حفظوا القرآن في وقت مبكر , فنبغوا في ميادين العلوم والمعارف , والقاسم المشترك بينهم , أن القرآن قد زودهم بذخيرة لغوية منذ صغرهم , يتراواح عددها بأكثر من (130) ألف مفردة , جعلت عقولهم توظفها لولوج مقامات علوية في التفكير والإدراك.
إن الإنتباه لأهمية المخزون اللغوي بمفرداته , من ضرورات صناعة الأجيال القادرة على الإمساك بناصية الحاضر والمستقبل للوصول إلى موانئ العطاء الأصيل.
ولهذا فأن التعليم عليه أن يركز على تدريس الكلمة ومعناها منذ أولى مراحله , لكي يتسلح المواطن بما يعينه على التفكير السليم , ويمتلك القدرة على الإبداع والتفاعل المتميز مع التحديات , ويستطيع أن يجد حلا للمعضلات.
إن الرؤوس الخاوية تندفع نحو إنفعال إنعكاسي فتاك يصيبها وما حولها بأضرار جسيمة ووخيمة.
ووفقا لذلك فأن المجتمعات الفقيرة لغويا لن تتجاوز حدود الذل والهوان , إلا بعقول ثرية لغويا , متمكنة من التفكير والتحليل والنظر العميق , والإستنتاج الدقيق!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here