التصورات الوطنية والواقع اللاوطني!!

التصورات الوطنية والواقع اللاوطني!!
معظم الكتاب يكتبون على إفتراض أنهم يتفاعلون مع واقع وطني , ويسعون بإخلاص وتفاني لإنارة دروب التفاعلات الوطنية , اللازمة لتأمين المصالح المشتركة للمواطنين وتعزيز السيادة والكرامة.
ويغفلون أن الأحزاب الدينية عقائدية لا تعترف بوطن , فأياً كانت مسمياتها وشعاراتها , فأن عقائدها لا تعترف بوطن شأنها كالأحزاب القومية , بل وأشد منها تفريطا بالوطن.
ولا يوجد حزب يدّعي أنه ديني وقام بإنجاز وطني في أي بلد تولى السلطة فيه , فالأحزاب الدينية هواها عالمي الطباع , وتتحدث بمنطق الأمة والخلافة , وتحسب أي وطن تتسلط فيه غنيمة ومحطة للإنطلاق إلى حيث تقر عقائدها , ويقودها رموزها الغارقين في أوهامهم العقائدية , التي داستها سنابك القرون وقضت عليها آفات العصور.
ولهذا فأن المكتوب لا يُقرا ولا يؤثر , ويُحسب عدوانا على الكراسي المؤدينة , التي تعززت رغباتها بالمحفزات المشجعة على مزيد من الإستحواذ ومصادرة حقوق الآخرين , وفقا لفتاوى الطامعين بالبلاد والعباد.
فليس من المعقول مخاطبة اللاوطني بمفردات وطنية , فهذه الكتابات وكأنها تكتب على وجه الماء , لأنها تفترض ما لا وجود له ولا أساس.
فهل وجدتم حزبا يدّعي الأدينة ويمتلك قليلا من الوطنية؟
إنها أحزاب تابعة تنفذ إرادات ومشاريع مَن تقلدهم وتدين بالولاء لهم , فلا قيمة لوطن , ولا معنى لمواطن , إنما القيمة العليا للعقيدة والتبعية , وتنفيذ أوامر الذين مكنوهم من التسلط على الناس , ولا يوجد حزب مؤدين تمكن من سلطة في أي بلد دون معاونة ومساندة الطامعين بذلك البلد.
فالأحزاب المؤدينة , أدوات لتحقيق أهداف الآخرين , وإن وجدتم غير ذلك , فأتوا بدليل مبين!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here