ما هو العامل الرئيسي الذي يشترك فيه العراق مع أفغانستان؟

ما هو العامل الرئيسي الذي يشترك فيه العراق مع أفغانستان؟

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

هناك عوامل عديدة ادت الى هزيمة امريكا النكراء في افغانستان الا ان واحدة من العوامل الرئيسية لاكتساح طالبان افغانستان موجود بشكل أكبر في العراق. علما بأن طبيعة افغانستان الجبلية المعقدة هي اصعب من طبيعة العراق التي تتصف بالسهول والصحاري والمدن المفتوحة. هناك العديد من المشتركات بين العراق وافغانستان فكلاهما قد تم احتلاله في نفس الوقت تقريبا وخلال فترة حكم مجرم الحرب جورج بوش الصغير والمجرم الاخر الذي هو ذيل جورج بوش توني بلير. الشيء الاخر هو ان امريكا هي التي صنعت طالبان وهي التي صنعت داعش واللذان يمتلكان نفس الاستراتيجيات والايدلوجيا. كما وان كل من العراق وافغانستان قد تعرض لحرب من قبل المرتزقة الامريكان بتدمير البنية التحتية ثم تكوين جيش بديل وقوات امن ونظام حكم منتخب بشكل قرقوزي على هوى المندوب الامريكي بواسطة لملوم من شوارع المدن الغربية وغيرها حسب قول سيء الصيت بول بريمر. ومن جملة المتشابهات بين العراق وافغانستان هو قتل اسامة بن لادن و ابو بكر البغدادي من قبل القوات الامريكية الذي اعقبه اعلان نهاية حقبة القاعدة وهي تمثل طالبان ونهاية داعش حسب الزعم الأمريكي الغير موثوق به. كل هذه واسباب اخرى يشترك بها العراق مع افغانستان ولكن السبب الكبير الذي مهد للتقدم السريع لطالبان هو الفساد المالي والادراي في صفوف الجيش والقوات الافغانية المدربة امريكيا كما هو تغلغل الفساد الادراي في احزاب السلطة والدولة الافغانية. وفي العراق هناك فساد اكبر من أفغانستان وسرقات على نطاق اوسع تمده اطراف اكثر من الداخل والخارج وهذا السبب كان ولايزال عاملا رئيسيا لتهريب السجناء والمتهمين وبيع وشراء المناصب والذمم وتراجع الخدمات وغياب الامن واختراق اجهزة الدولة وضعف مؤسساتها بسبب تعدد الرؤوس وضعف الدولة امام الاحزاب الحاكمة. اضف الى ذلك التهميش الذي ينتج عن المحاصصة الطائفية التي تغذيها بلدان خارجية والتي كانت السبب وراء اكتساح داعش لاكثر من ثلث مساحة العراق. ومما لاشك فيه فان استسلام قوات الامن والجيش الافغاني لطالبان بشكل سريع كان ورائه الفساد المالي والادراي علاوة على الفشل الامريكي. نفس الاسباب موجودة في العراق بل واكثر لاسيما سبب الفساد. وعليه وبما ان الوقاية خير من العلاج وكذلك التعلم من اخطاء الاخرين يجب محاربة الفساد بدءا من الرؤوس الكبيرة واعادة هيبة الدولة اذ ان السفينة اذا كثر ملاحيها لابد ان تغرق. الان وبعد ٢٠ سنة فهمت طالبان ان السلاح المنفلت سبب عدم الامن وضياع هيبة الدولة فبدأت بجمعه الا بما هي تراه قوات امن وهذه يجب ان تفهم من قبل الحكومة في بغداد أي حصر السلاح بيد الدولة وانهاء دور الميليشيات وعدم الاعتماد على التدريب الأمريكي فهو لامحالة فاشل والدليل أفغانستان. يجب ان يكون التدريب عراقي خالص لجيش عراقي وقوات امن عراقية بعيدا عن المرتزقة الامريكان وتدريباتهم الفاشلة (فالجلد لا يحكه الا اضفره) والوطن لا يحرص عليه الا ابنه البار!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here