مَنْ قَتَلَ حُسين ألعصر و لِماذا؟

مَنْ قَتَلَ حُسين ألعصر و لِماذا؟
لمحات مِنْ الفلسفة الكونيّة العزيزية:
عن محنة آلأسلام المتمثلة بحسين العصر (قدس) و مآسي ألأمّة الأسلاميّة – العربية بشكلٍ خاصّ – و التي ما زالتْ قائمة و ستتفاقم و تتعقّد أكثر فأكثر لأسباب ذاتيّــــــــــــة أهمّها :
فقدان القائد أو القيادة المخلصة للشعوب العربية, هذا أولاً
و ثانياً ؛ فقدان المنهج الفكري الكونيّ ألرّصين لمسـيرتها
و ثالثاً ؛ فقدان الطبقة المُثقفة ألمُسلّحة بآلفلسـفة ألكونيّة.
فنتجتْ محنة الفكر و فقدان الأسس الكونية : فدخل الحُكام في السياسة دون فكر و منهج, و دخلوا آلمعترك الاقتصادي كيفما كان بدون نظريّة إقتصاديّة, و إمتهنواالعمل التربوي بدون نظريّة تربويّة وأخلاقيّة مُجدية و هكذا آلمجالات الأخرى كالطاقة والكهرباء و جميع الأصعدة, و في النهاية تسببوا بتلك السياسات ألمحاصصة الظالمة و التوافق الباطل لنهب المال العام فتطبّع الناس بعد ما شهدوا قاداتهم يسرقون علناً و بلا حياء؛ بآلسلوك الأنطوائيّ الأنانيّ و موت الوجدان و التّحجر ألفكريّ و العزلة الثّقافيّة و العلميّة, و بآلتالي عزوفهم عن القراءة والتّديّن لله بشكلٍ رهيب لتزداد الفوارق الطبقيّة و سوء الحالة المعاشية و الأقتصاديّة و إنتشار الأمراض و الفساد والذي آدّى تكالبها إلى تحجيم دور الأسلام ألحقيقيّ عن واقع المجتمع العراقي – العربي – الأسلامي عقيدةً و سلوكاً و نظاماً فتعدّدت القيادات و ألمرجعيّات و الأحزاب الكلاسيكيّة ألمُتخالفة و المُتخلفة ألّذين حصروا آلأسلام ضمن المنافع الشخصية و المسائل الحزبية ألضّيقة و آلأحكام العباديّة فتفرّقت الشعوب و الأمة من داخلها, و نَتَجَ أيضاً بآلمقابل كإفرازات طبيعية؛ فسح المجال أمام المستكبرين و الطامعين .. لتعميق الفقر و الفساد والفوضى والأرهاب عبر تعيين حكومات وضعيّة توافقية – تحاصصية يتمّ إعدادها و دعمها و إسنادها لتمرير مخططاتهم بعناوين برّاقة مختلفة كآلدّيمقراطية و الأنتخابات و نبذ الأسلام الحسينيّ المجهول أساساً(1) خصوصا ذلك الذي طرحه الفقيه الفيلسوف المظلوم “حسين العصر” الصدر الأوّل و الذي نحن بصدد بيان منهجه .. كبديل عن المناهج المغرضة الاخرى و الأنظمة الوضعيّة التي تغلغلتْ بين جميع الأمم و الشّعوب من خلال برنامج (المنظمة الأقتصادية العالمية) ألتي رفعتْ شعار (العلمانيّة) و (الدّيمقراطية) و (التقدميّة) و (الانسانيّة) و …إلخ, مُوحيةً بخلاص الشعوب من (الأسلام ألسّياسيّ) ألمُغرض الذي عكسوا عنه صورة إرهابيّة للغاية خصوصاً بعد ما عرضوا فساد الأحزاب المتحاصصة التي حكمت مع الأدلة و البراهين القاطعة, لأنهُ بحسب التعريف الغربيّ؛ ألإسلام كما أي دِين قديم و رجعيّ و عنيف لا يقوى على مواكبه آلتّطور و حقوق الأنسان و الصمود أمام نظريّات العصر الحديثة, هذا رغم إن التجربة الأسلامية المعاصرة قد أثبتت عمليّاً خطأ دعواهم و بطلان أدلتهم!

ألأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر و لأنه كان بحسب رأي أستاذنا الفيلسوف الكونيّ مخلصاً لدينه و عاشقاً لربّه و للأنسان و ناكراً لذاته و مصالحه العائلية و آلشّخصية و حتى الحوزوية الضيقة كما هو حال معظم ألرؤوساء و المدّعين و المراجع الذين يأكلون الدّنيا بآلدّين .. و لأنّ الأخلاص لله كان ديدنه, و [و الاخلاص سرّ الله يقذفه في قلب مَنْ يُحب]؛ لذلك كان الصدر صدراً مخلصاً كآلأمام الحسين(ع) في زمن الزيف والأقنعة المركّبة ألمتراكمة بعضها فوق بعض لأجل (الدولار), بحيث بات من الصعب معرفة شخص أو حتى صديق قريب أو حتى مرجع دين تقليدي على حقيقته, فبعضهم سرعان ما يرمي قناعه الجّميل و كما شهدنا أرتالاً منهم .. ليُظهر حقيقته و نفاقه بلا حياء بعد ما حصل على مبغاه من المال و القصور في الدّنيا و بلا سابق إنذار أو توقع!؟

يمكنك أيّها القارئ العزيز معرفة إخلاص حُسين ألعصر – الذي مثّله الصدر ألأوّل من خلال موقف واحد عرضناه لكم .. نقلاً عن كتاب (ألمحنة), ألذي طبعناه في إيران بقم عام 1980م , حيث ضمّ محاضرتين في دروس البحث الخارج للأمام الأستاذ الفيلسوف ألمظلوم و قد حضرتها بآلمناسبة عندما كان يلقيها في جامع الطوسي/ بآلنجف أثناء زياراتي المنتظمة له أنذاك مع صديقي الأستاذ ألشهيد (خليل إبراهيم أحمد) و آخرين, و الذي كثيراً ما كان يرافقي في تلك الزيارات خلال سبعينات القرن الماضي, و لحُسن الحظ كانت مسجلة في (كاسيت) لدى السيد كاظم الحائري, فطُبع و الحمد لله في كتاب باسم (المحنة), و خلاصة (القصة) التي كشفتْ نيّة و هدف و فلسفة و إخلاص حسين العصر .. ذلك الأمام الصادق الأمين ألمظلوم, هي ::

أوصى طلّابه بعد مقدّمات و تمهيدات في بناء النفس و التضحية لله تعالى لا للنفس و ذلك بمصانعة وجه الله لا وجه هذا و ذاك لأجل المصالح الضيقة, و ذلك بوجوب إقامة علاقات مع الناس خارج الحوزة لكسر الجمود و التقوقع الذي أصابها لإنعزال و إنطواء الطلبة و المعمّمين على أنفسهم و دروسهم في الفقه و الأصول فقط, و التي ما نفعت كثيرا ًعلى مدى القرون بل تسببت إلى تسلط الظالمين على البلاد و العباد و كثرة الظلم و الفساد, مضيفاً :

[لو أنّ كلّ طالب عِلم منكم يُقيم علاقات صداقة مع 5 مواطنين كالبقال و السائق و صاحب المهن و الجيران و غيرهم, كان بإمكاننا من خلال تلك العلاقات نشر ما تعلّمناه للآخرين و لإستطعنا بآلتالي إيصال الأسلام الصحيح و بشكل مباشر و حيويّ و واضح لجميع طبقات الناس لتحقيق التواصل و المحبة و المودة بينهم, و بآلتالي يُمكننا تغيير المجتمع من الجذور لإقامة العدل و آلمساواة, مضيفاً و إعلموا بأن إستمرار الحوزة و إستمرارنا بهذا الوضع الذي أنتم عليه و كما كان في السّابق؛ لا يجدي نفعاً, و إن قرونا أخرى ستمر ليس فقطّ بلا نتيجة؛ بل مع إزدياد الظلم, لأنّ الناس سيستمرّون بآلعيش مع الموتى بظلّ حكومات معروفة تفعل بهم ما تشاء, و من هنا جاءت تسمية (الحوزة الناطقة) أو (الفاعلة) أو (الناهضة) مقابل (الحوزة الساكنة) أو (التقليدية), بحسب النهج الإلاهي و معيار العدالة في توزيع الثروة بين أبناء المجتمع بعكس ما هو موجود الآن, لهذا إستحقّ أستاذنا آلعظيم وصْفهُ بحسين العصر, و لانه كان بحقّ حسين عصره لذلك قتل حزب الجهل البعثي جسده و قتل حزب آلشيعة و حولهم السُّنة و المتأسلمون نهجه(2) .. لذلك سعينا لبيان سرّه آلمكنون و مظلوميته في ذلك آلكتاب الكونيّ ألذي نُشر قبل سنوات بعد ما تمّ تأليفه قبل عقود والموسوم بـ: ( ألشهيد محمد باقر الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة).
فتابعوا تفاصيل ذلك عبر 12 حلقة بعد عرض ألسيرة و المسيرة الشخصيّة لحسين العصر (قدس) و الذي شارك جميع العراقيين بقتله بقيادة الساسة المجرمين المنتخبين من قبل النّخبة و لا أستثني أحداً بأمر من الإستكبار؛ لأنهم علموا أنّ بقائه سيمنع النهب و الفساد و الظلم و الطبقيّة وكما كان و للآن و بوجوده تتكبّل أياديهم الإجرامية الملوثة بدم و قوت و حقوق الفقراء و الأطفال و المساكين بقيود العدالة الأنسانية التي نادى بها حسين العصر كجده الأمام الحسين(ع) و من إستشهد معه, فأنا لله و إنا إليه راجعون.
تحميل كتاب ألشّهيد ألمظلوم مُحمّد باقر ألصّدر فقيه ألفقهاء و فيلسوف ألفلاسفة pdf – مكتبة نور (noor-book.com)
كما يمكنكم الأطلاع على باقي مؤلفات استاذنا الفيلسوف عبر الرابط التالي:
الكتب المنشورة ل الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي – مكتبة نور (noor-book.com)
ع/ العارف الحكيم : حسين الحُسيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لمعرفة حقيقة الجهل بقضية الحسين (ع) لدى الطوائف و المذاهب الأسلامية بمن فيهم الشيعة, راجع الكتاب الموسوم بـ:
[مأساة الحُسين بين جفاء الشيعة و جَهل السُّنة]. https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A-%D9%86-%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B4-%D9%8A%D8%B9%D9%87-%D9%88-%D8%AC%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86-%D9%87-pdf
(2) حين نقول أحزاب الشيعة نعني بذلك كل مَنْ إنتمى لهم لأجل المصالح الخاصّة المادية و المناصب و الرواتب الدّنيوية, و كما شهدنا ذلك و ثبت على أرض الواقع تفصيلاً بعد 2003م حيث غطس الجميع في وحل النفاق و الفساد و تسبّبوا بضياع دولة و إنحراف شعب و سرقة مئات المليارات بلا حياء و دين, و هكذا احزاب السُّنة الذين يتقنون لغة (آلذّبح) و القنص, و بذلك يتحمل الجميع تبعات ذلك الفساد كلّ بحسب موقعه و مسؤوليته و مقدار الأموال التي سرقها و يسرقها بغطاء قانونيّ, أو بأيّ مسمى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here