الانهيار الدراماتيكي .. للفراعنه .

محمد علي مزهر شعبان

 المنطقة الان تعيش مرحلة الترقب المشوب بالقلق، لعلها في عوالم ما خفي وراء الاكمة، من خلال حسابات تجري على الارض . السؤال الى أين المنطقة ونحن ذاهبون ؟ من تخيل وسرحت به المخيلة ان الامريكان هم السند المعتمد، لعله غير واهم من خلال تلك السطوة، وما أظهرت من عناوين القوة والهيمنه، جعلت من الاخرين بيادق مؤتمنه تتحرك كأدوات، لتسخين كل ماهو بارد مستقر ضمن مفهوم الفوضى الخلاقة . من لم يقرأ التاريخ الامريكي لعله توطن، على هذه الفريضة، شريطة ان تكون تابع خانع خاضع، يؤمر فيأتمر، يظن ان السكينة والاستقرار، حتى لو نهبت ثرواته وقراره وأرضه، فهي المستقر الدائم على دست السلطه، فيسوط رعيته، ويؤسس في أدمغتهم، أن لا مناص وبد ان يبقى الحال، على هذا المنوال .

هناك أمثلة على مستوى ساحتنا، بأن يلجأ الاكراد، والاغلب الاعم من المنطقه الغربية، ممن ارتبط بهذه الاجنده، سواء بامريكا مباشرة، او من خلال أذيالها في المنطقه . أملين ان يكون البقاء بثمن هذا الشراء . وهذا ما دفع الأملون المسخرون في ان تمتد داعش، طولا وعرضا، وعلى خلق الله فرضا، ظنوا أنهم البدائل . والبدائل تحتاج الى مقدمات وحواضن، فانفكت بعض أواصر داعمي الموت، وهو تكتيك لعبته السعودية وقطر، وصنعوا محاور وقدموا العسل ليهب الذباب على هذه البقعة ام تلك . بيادق تنتقل على مربعات لتصطاد الغاية، والهدف فوق الاكمة وليس وراء ما اختفي من ارادات . إلا أن الصدمة وان باغتة هؤلاء في أفغانستان، وأدركوا ان ليس كل شيء ثابت مع متحرك المصالح، وخراطيم التوجهات لامريكا، ان يباع الاتباع بثمن بخس، بل يترك الشركاء في دوامة من الذهول . أمريكا نصبت القاعدة وسلالتها طالبان، ثم حاربت المنصبين، ثم اعادتهم الى السلطة . والسؤال هل هي أدوار، أم لعبة للحراك ضد دول الجوار، أم انها لعبة القط والفأر ؟ أمريكا تدرك ما تلعب، وليس كل ما يدرك على أنه ستراتيجية ثابته، وفق حركة المتغيرات، بل  ربما يؤدي هذا الظن بالثابت، الى سقوط وانهيار.

ان سقوط ” كابول” لهو أشد وطأة من السقوط في ” سايغون ” ولعله اسقاط فرض لدعاة القوة المفرطه . عشرون عاما بعدتها وعديدها، وبالالة الجباره، والسطوة الكامله على بلد من تنصيب قيادات تامة الولاء لها، حيث أضحت أفغانستان الدولة ال 51 للسيدة امريكا، واذا على حين غره تجد تلك الجيوش تهرب كالفئران، بجنرالتها وجندها، توالي وتناصر القادم الوحشي الجديد . اذن من كان أوحش امريكا الهاربة أم طلبان القادمه ؟

على الرغم من الرعاية الغربية والأميركية للنظام الذي نشأ في أفغانستان في العام 2001، فإنَّ هذا البلد، سياسة ومجتمعاً، ظل يعاني مشاكل وأزمات بنيوية اقتصادية ومعيشية واجتماعية وثقافية وخلق طبقات متباينه بين غنى مفرط وفقر مدقع . ولهذا يمكن إدراج هذه المشكلات في الداخل الأفغاني في سياق تحديد الأسباب الحقيقية وراء حصول هذا الانهيار الدراماتيكي في أفغانستان عامة . دون شك وهو انذار لمن يضع كل ثقله، باتجاه، يبحث عن مصلحته دون مراعاة شعبه، حتى يضحى الحاكم التابع وبلده/ بالنسبة للمحتل مناديل ورقية، يتمسح بها ويقذفها . الحكومة الأفغانية كانت وثيقة الصلة، بواشنطن، وكانت تمارس التبعية إلى حد كره المجتمع الأفغاني والنخب المثقفة والأوساط الدينية في أفغانستان طبيعة هذا السياق والانسياق مع من لم يعرف لعبة الامم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here