بسم الله الرحمن الرحيم
لاعداء امريكا (امريكا فشلت بافغانستان ام نجحت بترويض طالبان) (وامريكا بعد فتينام اسقطت السوفيت)
(اذا امكنك ترويض الحصان الجامح.. فلماذا تذبحه)؟
فالعداء الاعمى ضد امريكا.. يجعل اعداء امريكا تحليلاتهم مريضة غير علمية.. واوهام.. ومجرد عداء رخيص واعلام مبتذل.. مثال الادعاء (امريكا فشلت وانهزمت بافغانستان والعراق).. وبنفس الوقت يقولون .. (امريكا متعمدة وصول طالبان للحكم وتبخر الجيش الافغاني والحكومة الافغانية التي شكلتهم امريكا)..حتى تبني (سور عظيم) ينهي احلام الصين وطريق حريرها .. ويربك الحديقة الخلفية للروس بدول اسيا الوسطى.. ويشغل ايران بعيدا عن العراق والمنطقة الشرق اوسطية..
ونسال (اذا امكنك ترويض الحصان فلماذا تذبحه)؟؟ وهذه استراتيجية امريكية مع طالبان ..
(فاليس خير لامريكا استراتيجيا طالبان مروضه بـ 80 الف مقاتل .. منها لجيش افغاني 300 الف مقاتل صرف عليها 100 مليار دولار وحكومة افغانية بنتهم امريكا كاسس لدولة متحضرة ولكن تبخروا لان الشعب الافغاني عموما يحتضن المتطرفين وليس المعتدلين.. يحتضن من يطبقون الشريعة وليس من يطبقون الحرية والتحضر والديمقراطية).. ثم هل من المعقول (امريكا تقضي على اصدقاءها وحلفاءها وعملاءها حكومة كابول والجيش الافغاني الذي بنته امريكا.. ليصعد اعداءها ومن يستهدفون المواطنين الامريكان)؟؟ ام (هناك مقاييس غير منظوره يدركها الامريكان ولا ندركها).. منها ترويض الذي لا يروض؟
فهنا..لمن يقول امريكا فشلت .. بافغانستان والعراق.. نقول.. (امريكا دولة ليست اديولوجية)
اي لا تحمل عقائد تميع الحدود.. تجعل معتنقيها يقاتلون باستقتال من اجل هذه العقائد.. اي امريكا ليس مثل (الاتحاد السوفيتي السابق الشيوعي).. او (ايران الولائية).. او (دعاة الخلافة الاسلامية).. او (طالبان السنية الاسلامية).. او (البعث القومي).. فالدول الشيوعية الموالية للسوفيت تاسست بها جيوش صمدت لـ 70 سنة.. ولنتذكر (الجيش الافغاني وحكومة كابل الموالية للسوفيت بقيادة نجيب الله قاتلت المجاهدين الافغان بعد انسحاب السوفيت.. ولم تصمد وتهدم كابول واعدم نجيب الله).. لان لديهم كانت عقيدة شيوعية للقتال.. ولكن لم تصمد امام العقيدة القادمة (المجاهدين الافغان)..
وايران اسست مليشيات بالعراق واليمن وسوريا ولبنان.. تطلق على نفسها عقائدية.. والقوميين بزمن جمال عبد الناصر المصري ايضا اسس مليشيات ومنها مليشة الحرس القومي بالعراق.. لكن بالمقابل امريكا (ليست دولة عقائدية).. ومن يتعاون معها اهدافه تحسين وضعه العلمي والمادي والاجتماعي.. والانفتاح على دولة متقدمة بالرفاهية امريكا.. لذلك الجيوش التي اسست بالعراق وافغانستان اشبه بموظفين ياخذون رواتب كل اخر شهر منها ان يكونون عسكريين عقائديين.. وهذا ليس ذنب امريكا..
ولندرس مقارنة بين (خسائر السوفيت بافغانستان) و(خسائر الامريكان فيها).. لندرك حقائق:
القوات السوفيتية .. فقط بعشر سنوات منذ 1979 باحتلالها افغانستان الى 1989 خروجها منها.. خسرت اكثر من 14 الف قتيل.. واكثر من 53 الف جريح.. ومئات المفقودين.. وسقوط 451 طائرة منها (333 طائرات هليكوبتر).. و147 دبابة و1314 مركبة مشاة قتالية، وناقلة جنود مدرعة و433 مدفع.. وقتل 18 الف من القوات الافغانية الموالية للسوفيت..اما بالمدنيين الافغان يتراوج بين (850 الف الى 1,500,000) قتيل.. و2 مليون مشرد.. و3 ملايين جريح افغاني اغلبهم مدنيين..
بالمقابل امريكا بعشرين سنة.. منذ 2001 لعام 2021 .. خسرت فقط (2500) قتيل من الجيش الامريكي.. مقابل 51 الف افغاني ومن ضمنهم المقاتلين الافغان .. ولا يقل لي احد بان امريكا خسرت اكثر من ترليون دولار بافغانستان.. لان اصلا (الدولار يطبع في امريكا).. .. فامريكا لا تخسر بطباعة الدولار ولو فاض عن الحاجة.. لانه يمثل قوة للاقتصاد العالمي.. ثانيا.. السلاح الامريكي الذي صرف عليه هذه الاموال بالحقيقة تكاليف اسلحة مدمرة لمحاربة دول كبرى .. وليس مسلحي طالبان باسلحتهم الخفيفة والمتوسطة.. فكل حاملة طائرات او بارجة او ارتال دبابات او اسراب طائرات امريكية تنقل من امريكا لخارجها مدفوعة الثمن وبها ارباح لشركات السلاح والنفط وغيرها.. لذلك امريكا ليس مثل الامبراطوريات الاخرى بالتاريخ..
ولنتبه.. ساهمت امريكا لمدة 20 سنة بانخفاض نسبة الوفياة بين المواليد الجدد الى نحن 50 في العام الواحد بعد ان كانت وصلت الى 100 حالفة وفاد عام 2003.. وانخفضت ووصلت عدد الافغانيات القادرات على القراءة الى 37 %..
ولاعداء امريكا (بتفكيرهم السمج).. تقولون هزيمت امريكا بافغانستان نهاية الامبراطورية الامريكية؟
نقول.. الم تقولون ذلك عندما انسحبت امريكا من فيتنام ومن الصومال ومن لبنان .. وما حصل انهار خصوم امريكا كالاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية وغيرها.. ولم تنهار امريكا.. فمالكم كيف تحكمون؟ سقطت انظمة كنظام القذافي وصدام وطالبان المتشدد 2001 وهزمة الصرب بالبوسنة و الهرسك.. وقتلت الزرقاوي واسامة بن لادن وسليماني والمهندس والبغدادي وابو ايوب المصري.. الخ من الارهابيين والطاغة اعداء امريكا..
المحصلة:
السوفيت انهزموا وسقطت الحكومة التي شكلوها بكابول على يد (المجاهدين الافغان).. واعدم نجيب الله الشيوعي الرئيس الافغاني من قبل المجاهدين الافغان.. وخرجت السفارة السوفيتية.. بالمقابل الامريكان لم ينهزمون .. فطالبان تعهدت بعدم استهداف الهيئات الدوبلوماسية ومنها الامريكية.. وتعهدوا باقامة العلاقات مع المجتمع الدولي.. والسماح للخصوم السياسيين ان يشاركون بالحكومة.. وعدم تميع حدود افغانستان.. وعدم جعل افغانستان قاعدة للانطلاق ضد دول الجوار.. وعدم احتضان اي جماعات متشددة تستهدف امريكا بافغانستان.. بل وصلت (مقاتلي طالبان) يلبسون ملابس عسكرية للجيش الامريكي التي استولوا عليها من الجيش الافغاني.. في وقت (المجاهدين الافغان حرقوا ملابس الجيش السوفيتي)..
ولمن يسال (20 سنة امريكا في افغانستان ماذا قدمت للافغان كدولة)؟؟
ج
اولا بناء الدول والامم ليس من مسؤولية امريكا.. بل الشعوب.. ثانيا: بريطانيا اسست دولة باسم العراق بعد تحريره من الاحتلال العثماني المتخلف.. (والجامعات والشوارع وسكك الحديد والمطارات والتقنيات الحديثة) ادخلتها بريطانيا للعراق منذ بداية القرن الماضي.. (السؤال ماذا كان رد فعل العراقيين)؟؟ معادات بريطانيا و المطالبة بخروج قواتها.. وليس هذا فحسب بل التامر مع السوفيت والمعسكر الشيوعي ضد بريطانيا ..
(فالسؤال امريكا لو بنت دول متحضرة بالعراق وافغانستان..هل كنتم سترضون عنها؟)؟
الجواب العراق مع البريطانيين خير دليل بنكران جميلهم.. فالعراق وافغانستان شعوب قطاعات كبيرة فيهما متخلفة.. ينعقون مع المتشددين الذين يطبقون الشريعة او مع القوميين العنصريين.. فماذا تفعل لهم امريكا؟
…………….
واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط