انتخابات الكاظمي وحفرة درجال

انتخابات الكاظمي وحفرة درجال
على الرغم من اختلاف تخصصات الاثنين ، بين كاتب سياسي ورياضي سابق ، الا ان قدر التشكيل الحكومي جعل منهما في مصير وهدف واحد لقضايا مشتركة ، من اهمها هي الغاية الاساسية من تشكيل هذه الحكومة ومسببات وجودها بعد احتدام الصراع الجماهيري تجاه حكومة عبدالمهدي السابقة ، وما رافقتها من طعون لشرعيتها عبر تشكيك واضح ومعلن لعمليات التزوير التي انجبت مجلس نواب الذي انبثقت منه ، ومن مفارقات الواقع الغريب ان تلك التشكيكات خرجت عبر بيانات لقوى سياسية رابحة وخاسرة في تلك الانتخابات ، لقد اعلن السيد الكاظمي ومنذ التصويت على كابينته الوزارية ، بأن مهمة هذه الحكومة الرئيسية هي اقامة انتخابات عادلة وشفافة ، تضمن حقوق الجميع ، وتعيد للمواطن العراقي ثقته بالعملية السياسية ، والتي اعتقد بأنها بحاجة ماسة الى سلوكيات عملية ومنطقية لتوليد هذا الانطباع ، ومع استفحال ازمة الثقة بقدرات الكاظمي على صناعة جسور حقيقية للثقة بين حكومة الكاظمي من جانب والجماهير العراقية وبعض من الحركات والاحزاب والتيارات السياسية ذات الثقل الجماهيري والسياسي المؤثر ومنها التيار الصدري والحزب الشيوعي وتحالف علاوي ، والذين اجمعو على ان خطوات الحكومة للحد من ظاهرة التأثير واستخدام السلطة لمصالح انتخابية لم تتبلور بشكل عملي على ارض الواقع وان السيد الكاظمي لم يستطيع تقويض مسببات هذه الهوة بشكل واضح ، من خلال المراقبة البسيطة لتفاعل العمليات الانتخابية نستطيع تشخيص كم من الاجراءات البطيئة والمتكاسلة للحد من ظاهرة استخدام بعض الوزراء والمسؤولين لسلطاتهم الحكومية لتحديد بوصلة الناخبين عبر هذه السلطات ومن النماذج المؤشرة وليس الحصر ، هو حركة وزير الشباب والرياضة السيد عدنان درجال الذي ، تمكنه صلاحياته وامكانيات وزارته على التمدد جماهيريا وبسرعة ، والاخطر من ذلك هو المشروع القافز للديمقراطية الذي انتهجه للاستفادة من استيزاره وسلطلته على المؤسسات الرياضية والترشح لانتخابات اتحاد كرة القدم ، وبسابقة خطيرة تهشم البناء الديمقراطي والذي من ابجدياته هو تفعيل دور واستقلالية منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، ان هذه الخطوة تمثل تقديما واضحا لفلسفة بناء الاسس الديمقراطية للدولة والتي طالما اعلن اعلن عنها السيد الكاظمي ، كما انها ستفسح المجال مستقبلا امام وزراء لاحقين للهيمنة على انتخابات نقابات وجمعيات مهنية كثيرة اخرى ستسقط من خلالها هذه المنظمات في خندق التحزب والسياسة القاتم . ان اعلان الكاظمي عن استقلالية كابينته الحكومية وعدالة الانتخابات ، وتمرد السيد درجال على هذا المفهوم يجعل مصداقية الكاظمي على محك الشبهات وبشكل قاطع ، كما ان ما توارد من اخبار سريعة حول تبليغه لوزيرة بضرورة التنحي عن خطوات الترشح واستخدام امكانيات الوزارة بعملية انتخابية مهنية ، يعتبر اعترافا بمعرفة الكاظمي بخطورة هذه الخطوة ، الا انه لم يتخذ اجراءات فعلية تجاهها ، لذا فإن وقوفه بصفة المتفرج يفرض علينا مطالبته بالجلوس على مدرجات جمهور مسرح الاحداث والنزول من على خشبة الابطال
جزائر السهلاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here