كيف خاضت امريكا تجربتها في افغانستان ؟

كيف خاضت امريكا تجربتها في افغانستان ؟
يعكوب ابونا
قد يكون من المفيد ان ننظر نظرة سريعة الى تاريخ افغانستان السياسي منذ القرن الماضي والى اليوم ـ في عام 1953 تولى سردار محمد داود رئاسة الوزاراء الى عام 1963 ؟؟؟ وفي عام 1973 قام بانقلاب ضد الملك محمد ظاهرشاه ( 1933 -1973 ) وكان للضباط المؤيدين للاتحاد لالسوفيتي دور كبيرفي هذا الانقلاب ، تم تعزيز العلاقات الثنائية بين الاتحادة السوفيتي وافغانستان بشكل جيد خلال هذه الفترة ،
لكن سردار داود عمل على اقصاء الضباط الذين ساعدوه ،ولكن الضباط انقلبوا على داود واغتالوه مع جميع أفراد أسرته عام 1978 ..
وبسب الصراعات بين هؤلاء فما كان من الاتحاد السوفيتي الا ان نصب “بابراك كرمال” رئيسا لجمهورية أفغانستان في 27 / كانون الأول / 1979، ومن هنا بدأ السوفيت احتلالهم الفعلي لافغانستان ..
يذهب البعض الى القول ان السبب وراء احتلال السوفيت لأفغانستان هو الوصول إلى المياه الدافئة، لفك طوق الولايات المتحدة في جنوب آسيا ، الا ان الروس أدركوا خلال السنوات الأولى من هذا الاحتلال ، أنهم وقعوا في مستنقع يصعب الخروج منه، ففي عام 1982 دخلوا في محادثات غير مباشرة مع المجاهدين الاسلاميين عن طريق الأمم المتحدة، وعقب مفاوضات مطولة ومليئة بالتجاذبات حول الانسحاب ، وقّعت كل من أفغانستان وباكستان، والولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفيتي، يوم 14 أبريل 1988 في جنيف.اتفاقية ، باشر بموجبها الإتحاد السوفيتي بسحب قواته من أفغانستان وبنهاية شهر فبراير 1989، غادر آخر جندي سوفيتي الأراضي الأفغانية. ….
كانت الحرب الأفغانية قد مهدت البنية التحتية اللازمة لتأسيس تنظيم القاعدة في مناطق كثيرة من العالم، وقد شاركت الجماعات المعروفة باسم “الأفغان العرب” في الجهاد الأفغاني.
استمرت الحرب الأفغانية السوفيتية لمدة 9 أعوام وشهر ونصف الشهر،… وكان للدعم الأمريكي المادي والعسكري المقدم للمجاهدين خلال حربهم ضد السوفيت دور مهم واساسي لا يمكن إنكاره بانتصار المجاهدين .. كان لزامير كابولوف، الممثل الخاص للاتحاد الروسي لدى أفغانستان قول فيه حكمه عندما قال “وقعنا في الخطأ مرتين، الخطأ الأول كان يجب ألا نحتل أفغانستان، والخطأ الثاني كان علينا الانسحاب منها فور اقتحامنا لها .” ..
المجاهدون كسبوا المعركة، لكن الدمار الذي لحق بهم كان كبيرا للغاية، فقد قدموا أكثر من مليون قتيل، وتركوا وراءهم مئات الآلاف من الأيتام والأرامل، وهجّر ثلث الشعب الأفغاني، ودمّرت البنية التحتية للبلاد بشكل كامل ، ولكن خسارتهم الكبيرة كانت فقدانهم الامن والاستقرار ، بسبب الحرب الداخلية الدائرة بين فصائل المقاومة الاسلامية ذاتها ، لان كل منها كانت تريد الاستحواذ على السلطة والنفوذ لتحقيق المنافع على حساب مصالح الشعب العليا ..
. في هذه الفترة ظهرت حركة طالبان الإسلامية من مجموعة طلبة المدارس الدينية، المعروفة باسم طالبان عام 1994
على يد الملا محمد عمر (1959-2013)،اذ اراد محاربة الحكم الفاسد كما سموه انذاك في افغانستان ، فبايعوه أميرا لهم عام 1994
الملفت ان أفراد حركة طالبان ينتمون إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد، ويمثلون نحو 38% من تعداد الأفغان، البالغ نحو 40 مليون نسمة تعتنق الطالبان المذهب السني الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي – واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه …
حركة طالبان لا تتمتع بتنظيم سياسي كبقة التنظيمات السياسية الحزبية ، ولكن لهم امير يطلق عليه امير المؤمنيين وهواليوم الملا ( هيبة الله أخوند زاده)، ويتمتع بصلاحيات واسعة، وحقوق شرعية عالية ونافذه تعطيه حق السيطرة فلا يجوز مخالفة أمره، كما لا يجوز عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز صحيا عن القيام بمسؤولياته، والا يبقى في منصبه حتى الموت …
الى جانبه هناك مايسمى مجلس الشورى المركزي للحركة يضم 70 عضوا ،
ولهم دار الإفتاء المركزية : وتضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقرها قندهار، الموطن الأصلي لحركة طالبان ومقر إقامة الملا أمير المؤمنين ..
ولهم كذلك مجالس الشورى في الولايات
منح الملا صلاحيات واسعة للولاة، وشكل كل والي مجلس شورى له تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان ….
ملاحظة : هذه المجالس تتكون من رجال الدين فقط .. وليس للعلمانيين او الشعب عموما اي دور اوصوت فيها ..
طريقة اتخاذ القرار
رغم مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة فإنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة؛ فالقرارات المهمة يتخذها الملا بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه ..
حركة طالبان ترفض وتكره حتى لفظ كلمة الديمقراطية، لأنها ” باعتقادهم تمنح حق التشريع للشعب وليس ل الله”. كما لا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة، لان القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامي
وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهرالفرد الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة، وتحرم الموسيقى والغناء والصور، وتمنع عمل المرأة خارج بيتها،وتفرض عليها الحجاب ، وانيط الاشراف على تنفيذ ذلك لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالحركة لا تسمح ولاتعترف بتشكيل أحزاب سياسية ولا تقبل وجود الأحزاب اصلا بالبلد ..
بعد ان سيطرت طالبان على البلاد عام 1996 القت القبض على الرئيس محمد نجيب الله فاعدم يوم 27 سبتمبر 1996 بالعاصمة ..

من وراء طالبان….. ؟
البعض ينسب إنشاء حركة طالبان إلى المخابرات الباكستانية، والأخرين تنسبها إلى المخابرات الأميركية إبان الحرب الأفغانية السوفياتية ،
والذين ينسبون قيام الحركة إلى باكستان يستندون إلى أن المولوي فضل الرحمن أمير جمعية علماء الإسلام في باكستان، الذي كان يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بنظير بوتو هو الذي طرح فكرة إنشاء حركة طالبان واستشار في ذلك برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف، ووافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك
والذين يعتقدون بان الحركة من صناعة الولايات المتحدة يستندون الى معطيات
اساسية برغبت الولايات المتحدة في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها لتخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع امريكا تطويعها في فلك سياستها وخدمة مصالحها ..ومن جهة اخرى رغبت واشنطن في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق، خاصة جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي؛ لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان وامتدادها في البلاد .. إبان ظهور حركة طالبان في افغانستان كان جماعة رباني ومسعود تسيطر على 7 ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، في حين يسيطر رشيد دوستم على 6 ولايات في الشمال، وكانت “شورى ننجرهار” تحكم 3 ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت من دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أمل الشعب للمحافظة على وحدة البلاد ومنع انشطارها الداخلي و إعادة توزيع الثروة ….
كانت علاقة أسامة بن لادن بأفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو السوفيتي فكان له حضور كبير في معركة جلال اباد كانون الأول 1979، حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفيتي ، وبعد خروج السوفيت من افغانستان رجع الى السعودية ومنها الى السودان ،أسس بن لادن ” القاعدة ” عام 1988، للحرب ضد اليهود والصليبيين ، واهم اعمالهم الاجرامية بعد هجمات 11 سبتمبر 20001 تفجيرات مدريد 2004 وتفجيرات لندن عام 2005 ،وغيرها من الاعمال الارهابية في العالم ، اعلن مع ايمن الظواهري على تاسيس الجبهة العالمية ضد اليهود والصليبيين ، فنتج عنها بالمقابل اعلان الغرب وامريكا الحرب ضد الارهاب ، وقعت أحداث الصومال واليمن وانفجار الرياض، ضد المصالح الأميركية في هذه الأماكن، لكنه لم يكن ينسبها مباشرة لنفسه وإنما يعتبرها من دائرته العامة ،..
و تحت الضغط الغربي خرج بن لادن من السودان هو ورفقاؤه إلى أفغانستان ثانية . ومنذ أن وصل هناك بدأت الأحداث تتوالى  بشكل درامي من انفجار الخبر إلى استيلاء طالبان على جلال آباد ، و بيان الجهاد ضد الأميركان الذي أصدره في نوفمبر/ تشرين الثاني 1996.
كانت أغلب التفجير التي حدثت ضد المصالح الأميركية في العالم ، كان لابن لادن يد فيها .. منها محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا بأثيوبيا عام 1995، وقتل عشرات السياح في مصر في السنوات التالية ، فاصدرت الولايات المتحدة اعلان الحرب عام 1996 ..
في سبتمبر/ أيلول / 2001 اتهمت الولايات المتحدة بن لادن بتدبير الهجمات التي وقعت على مركز التجارة العالمية ومبنى البنتاغون، وراح ضحيتها اكثر من ثلاثة آلاف وأدت إلى خسائر اقتصادية تقدر بأكثر من 150 مليارات من الدولارات
وضعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة على رأس المطلوب الانتقام منهم،
فصرح الرئيس الامريكي بوش في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001 أن “حربنا على الإرهاب تبدأ بتنظيم القاعدة، لكنها لا تنتهي عند هذا الحد. ولن تنتهي حتى يتم العثور على كل مجموعة إرهابية ومنعها من الانتشار العالمي ووقفها وهزيمتها .. ..
وقد أعلن توني بلير مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أنه سيقف “كتفا إلى كتف” مع الولايات المتحدة، وكان حريصا وفرحا على مشاركة بلاده في أول العملية عسكرية بأفغانستان ، في الوقت الذي هناك ما يسمى
بعقيدة الأسئلة الخمسة لبلير .
وهي عبارة عن وثيقة قدمها سنة 1999 في مؤتمر في شيكاغو، تضمنت المعايير الخمسة التي يجب أن تؤطر أي تدخل عسكري غربي في أي منطقة بالعالم، واعتبر فيها أن العالم يجب أن يتحرك فقط لأغراض إنسانية، تضع 5 أسئلة قبل التدخل في أي بلد، وهي
1-هل نحن متأكدون من أن ما يحدث في هذه البلاد جرائم ضد الإنسانية .؟
2-هل تم استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية؟
3-هل العمليات العسكرية ستتم بحذر ودقة؟
4-هل نحن مستعدون للمدى الطويل؟
5-هل لدينا مصالح وطنية تقتضي التدخل؟
وعندما يرى المراقبون بان تطبيق هذه العقيدة على النموذج الأفغاني، سيظهر أنها لا تتلائم مع نظرية بلير ، ولكن الخطر التطرف الاسلامي الذي حركه بن لادن كان له حضور في هذه العقيدة .
اليوم وسائل الإعلام البريطانية تسائل بلير هل تدخلكم كان مستحق كل هذا ؟ لان ما حدث بعد عشرين عام هو”إهانة تاريخية لبريطانيا”، حسب وصف صحيفة “تايمز” البريطانية “..
بداة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بعد أسبوعين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، تستخدمت الأموال لشراء تعاون أعداء طالبان والمليشيات المتنافسة وأمراء الحرب
ولم يمانع بوش في التعاون مع أمراء الحرب من أجل القضاء على تنظيم القاعدة طالبان. وسمح القصف الجوي الأميركي للمقاتلين الأفغان بدفع طالبان إلى خارج العاصمة كابل. وكان -الهدف الرئيسي لبوش هو اسامة بن لادن وقد اعترف بن لادن في عام 2004 بمسؤوليته عن تلك الجرائم ،.. نتيجة لتلك الهجمات،
في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001 غزت امريكا افغانستان بسبب إيواء أسامة بن لادن وشخصيات أخرى في القاعدة مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول ..
بعد ان رفضت طالبان تسليمهم او بطردهم من افغانستان ، ظلت الولايات المتحدة تطارد بن لادن وتنظيم القاعدة في أي مكان تعتقد بوجوده إلى أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في 2 /ايار / 2011 نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في هجوم نفذته وحدة خاصة أميركية على أراضي باكستان …. وقال كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بحسب بيان “ان نبا مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم. لقد كان اسامة بن لادن مسؤولا عن ابشع الفظاعات الارهابية في العالم : اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الاخرى التي حصدت ارواح آلاف الاشخاص بينهم الكثير من البريطانيين ..؟
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان مقتل اسامة بن لادن في باكستان يشكل “انتصارا للديموقراطيات كافة التي تحارب آفة الارهاب البشعة ..”
قتل بن لادن ولكن امريكا والحلفاء استمروا في حربهم بافغانستان رغم توصية وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد، الذي طلب أن يكون التدخل عبارة عن “عقاب ثم انسحاب”، من دون التورط في معركة طويلة الأمد “..
وقال كاميرون رئيس وزراء بريطانيا بحسب بيان “ان نبا مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم. لقد كان اسامة بن لادن مسؤولا عن ابشع الفظاعات الارهابية في العالم : اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الاخرى التي حصدت ارواح آلاف الاشخاص بينهم الكثير من البريطانيين ..؟
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان مقتل اسامة بن لادن في باكستان يشكل “انتصارا للديموقراطيات كافة التي تحارب آفة الارهاب البشعة ..”
قتل بن لادن ولكن امريكا والحلفاء استمروا في حربهم بافغانستان رغم توصية وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد، الذي طلب أن يكون التدخل عبارة عن “عقاب ثم انسحاب”، من دون التورط في معركة طويلة الأمد “..
ولكن دون ان يجد اذان صاغيه ، انهى الناتو مهمته القتالية رسميًا في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، لكنه أبقى على قوة قوامها 13000 جندي، للمساعدة في تدريب القوات الأفغانية ودعم عمليات مكافحة الإرهاب ، بلغت المبلغ الذي صرفته امريكا في افغانستان بحدود ” تريليون دولار “.. بالاصافة الى قتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان، من بينهم 2300 جندي أمريكي منذ أن بدأت الحرب ضد طالبان في 2001.
وبلغت خسائر بريطانيا هناك ما يزيد على 450 جندي، وأصيب أكثر من 206 آلاف جندي أمريكي في اشتباكات ، في عام 2019، صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني بأن أكثر من 45 ألف جندي من قوات الأمن الأفغاني قتلوا في الحرب، منذ أن وصل لسدة الحكم في 2014.
وبحسب بحث لجامعة براون في 2019، فإن عدد من قتلوا في صفوف الجيش والشرطة الأفغانية تجاوز 64 ألفا و100 شخص، منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين أول عام 2001…
كل هذا الذي قدمته امريكا وضحت به لمصلحة من ومن استفاده منه ؟؟ يجيب بايدن، ويقول فإن مهمة أميركا في أفغانستان لم تكن بناء دولة ديمقراطية موحدة، وإنما منع الاعتداءات على الأراضي الأميركية ومحاربة من قاموا بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001..
رغم ذلك يظهران طبيعة الشعب الافغاني لا تتلائم وطبيعة النزعة الامتلاكية التي اراد امريكا تسويقها هناك ، وكان لابد ان يرجع الجهاد الارهابي في افغانستان رغم كل تعهداتهم في الدوحة وغيرها اذ استطاعوا ان يخدعوا امريكا عندما كانوا يفاوضونهم على المشاركه بالحكم وتطئنت امريكا لمجريات الامور القتالية في افغانستتان الا ان طالبان كانت تستثمر هذه الفرصة لتشديد قوتها وتقوية ساعدها للضرب القاضية ، لانها بأسابيع قليلة من التحركات العسكرية، نجحت حركة طالبان -الأحد 15 أغسطس/آب 2021- في السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل ودخول القصر الرئاسي، بعد هروب الرئيس أشرف غني إلى خارج البلاد ، حركة طالبان التي ظهرت على الساحة السياسية قبل 27 عاما؟ واخرجت من السلطة قبل عشرين عام ، ها انها تاتي ثانية رغم كل المعوقات التي وضعت امامها .. وتفاجئ العالم بسرعة تقدمها واستلائها على العاصمة كابل ، .. .
لذلك نجد الرئيس بايدن يقول في خطاب متلفز إن الوضع في أفغانستان انهار بأسرع مما كنا نتوقعه، لكننا لا يمكن أن نقاتل في حرب مع قوات أفغانية ليست مستعدة للمشاركة فيها”.. متناسيا بان طالبان طبقت القاعدة الحربية الذهبية ” بان الحرب خدعــــــــــــه ” وهكذا خدعت امريكا في افغانستان من قبل طالبان فكان الفشل والهزيمه لامريكا ، ..

وبهذا الصدد قال سانجر، في التحليل الذي عنونه بـ “صور الهزيمة التي أراد بايدن أن يتجنبها”، إن انهيار الحكومة الأفغانية بسرعة مذهلة، يعني أنه بات من المؤكد أن طالبان ستحكم سيطرتها الكاملة على أفغانستان بحلول إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 تماما كما كانت قبل 20 عاما ..واختتم بأنه وبغض النظر عن كون هذا الحكم منصفا أو غير منصف، فإن بايدن سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الذي أشرف على آخر عمل مُذِل في التجربة الأميركية في أفغانستان ..
المصدر : نيويورك تايمز
يعكوب ابونا ……………. 21 /8 /2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here