هل ستكون الطارمية فلوجة ثانية؟

هل ستكون الطارمية فلوجة ثانية؟

بقلم
سليم الرميثي

هل ستكون الطارمية فلوجة ثانية؟
نفس المؤشرات ونفس الأحداث تذكرنا بما حدث في الفلوجة قبل عدة أعوام تحدث الآن في الطارمية شمال بغداد..مضايف للإرهابيين وأوكار داعشية بغيضة ..قتل .كمائن.. ..وتفجيرات على الطريقة الطائفية البعثية بلباس داعشي بل هو خطف مدينة كاملة بأهلها أمام أنظار الحكومة ومعالجاتها التي لاتخلو من المداهنات والمجاملات السياسية على حساب دماء أبنائنا في الحشد الشعبي والقوات الأمنية بكل صنوفها ومسمياتها..
أصبحت الطارمية اليوم الخاصرة التي تؤلم وتؤرق بغداد وسكانها وتستنزف أرواح العشرات من أبناء الأجهزة الأمنية والعسكرية ولأبناء الحشد الشعبي الحصة الأكبر من الضحايا والشهداء في هذه المدينة المختطفة..
منذ سنوات وهذه الأحداث بل المعارك وهي في حالة مستمرة وتتقدم وتزداد ضراوة وقوة وذلك بسبب عدم جدية المعالجات الأمنية والاستخبارية والعسكرية للقضاء على تلك الأوكار الإرهابية المدعومة علنا من جهات محلية وأخرى إقليمية مخابراتية لوجستية وإعلامية تحاول أن تعيد السيناريو الداعشي لإحياء زوبعة الطائفية تمهيدا لمشروع إضعاف وتقسيم العراق..
حتى الآن كما نتابع ونشاهد الدور الحكومي ضعيف إلى حد الإهمال المتعمد وترك المدينة لتفريخ الدواعش وجعلها منطقة آمنة لتجييش حتى أبناء المنطقة مرة بالترغيب وغسل العقول وأخرى بالترهيب ليكونوا من ضمن المخطط الإرهابي الجديد لتخريب ما أصلحته السنوات بعد تحرير الأراضي العراقية مقابل تضحيات أبناء العراق الغيارى وخسارة المليارات من أموال العراقيين في حرب استمرت مايقارب الأربع سنوات أو يزيد على ذلك..
وبصراحة نقولها أن قوة الدواعش في مدينة الطارمية ازدادت وتوسعت وبشكل سريع في زمن حكومة الكاظمي وذلك بسبب التراخي الواضح من قبل الحكومة إتجاه أحداث الطارمية وكل ذلك طبعا يحدث بسبب المجاملات السياسية المبالغ فيها على حساب أمن الوطن والمواطن..
كل الأحداث في الطارمية تدل دلالة واضحة على الاختراق الأمني والعسكري للأجهزة الأمنية والعسكرية خصوصا للسيطرات العسكرية حول المدينة وإستغلالها من قبل الدواعش للدخول للمدينة وبكل أريحية..
يتم الاستغلال بعدة طرق منها على سبيل المثال..
الأولى المتمثلة بالحواضن وتوفير كافة الدعم المكاني والمالي والملاذات الآمنة من قبل بعض أهالي المدينة ذووا النفوس الضعيفة وبعض الخونة ممكن باعوا أنفسهم ووطنهم للغريب مقابل ثمن بخس..
الثانية تجنيد عناصر من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية وإختراق السيطرات ..
الثالثة هي الفساد ومقابل الأموال يتم تسهيل دخول الأسلحة والدواعش للمنطقة..
إذا بقي الوضع كما هو عليه الآن سينموا ويتوسع حجم ومساحة الورم ويتحول إلى ورم سرطاني كبير في خاصرة العاصمة وسيحتاج إلى عملية إستئصالية كبيرة وستزداد الضحايا ويتضاعف حجم الخسائر..
من هنا نقول على حكومة الكاظمي أن تعمل بجد وتعالج الأمور قبل إستفحالها وبعدها تصعب الحلول وتصبح عقيمة وطويلة الأمد..
من أهم الحلول الآن هو غلق جميع منافذ التسريب والتهريب لعناصر الدواعش واسلحتهم التي تدخل إلى مدينة الطارمية من باقي المدن والمناطق الصحراوية المجاورة….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here