المواطن بين الارهاب والانتخاب

المواطن بين الارهاب والانتخاب
ها نحن ذا قد وصلنا لمرحلة معقدة جدا، سأبين في هذه المقالة ضرر الانتخابات في المرحلة الحالية واتمنى ان اكون موفقا في لفت الانتباه حول مجمل المشاكل التي تصنعها الانتخابات في ظروف البلد الحالية.

نحن نخلق نظام محاصصاتي ونبقي الحال على ماهو عليه في المشاركة الانتخابية، واذا بدءنا بطرح التساؤل التالي عن هل الانتخابات ستفرز لنا نظام ديمقراطي حقيقي؟ او هل العملية الانتخابية بشكلها الحالي هي ممارسة انتخابية ديمقراطية حقيقية؟

ان النظام الثابت بشكله الحالي بعيد كل البعد عن الوصف الديمقراطي بل هو اقرب جدا الى المحاصصة وترسيخ القومية والطائفية التي ساهمت في تدهور الاوضاع على مدى ال 17 عام الماضية.
يُلزمنا النظام الحالي بتنصيب رئيس الجمهورية من الكُرد ورئيس الوزراء من الشيعة ورئيس البرلمان من السنة، أليست تلك بداية للتقسيمات القومية والطائفية ؟ ومنها ستنبثق عملية تأسيس الدولة وأي تأسيس بغيض الذي سيكون على هذه الشاكلة؟

ان العملية الانتخابية وفق الآلية الحالية ( الدوائر المتعددة) ستفرز وستعزز المناطقية، واذا عرفنا ان المناطق قسمت حسب ساكنيها من الطوائف الدينية فذلك بكل تأكيد سيعزز الطائفية، فأي ديمقراطية تلك التي نتحدث عنها؟

اود الاشارة ان في قصد كلامي هذا ليس التشجيع لحكم الاغلبية، فالاغلبية لاتقل سوءاً عن الطائفية.

ان النظام الحالي بشكله الذي عهدناه ويبدو انه باقٍ على هذا النحو ساهم في تأسيس مجاميع مسلحة من الطائفتين السنة والشيعة ولا اريد ان اجامل، فكلا المجموعتين تصنف على انها ارهاب شئنا ام ابينا. وقد يلومني احد الاصدقاء في وصفي للمجاميع المسلحة الشيعية على انها ارهاب وهو يراها مدافعه فأقول:
لو سألنا احدا من افراد التنظيم الارهابي هل انتم ارهاب؟ سيجيب بكل تأكيد ب لا، وذلك لأن القناعة المتكونة وسط الجماعة والمترسخة في عقولهم تجعل منهم متأكدين بأنهم على صواب، ومستعدين للدفاع عن قناعاتهم بإستخدام السلاح. وان كل استخدام للسلاح ضد المواطنين يعتبر ارهاب، وهنا اطرح سؤالي لصديقي الذي يلومني على هذا الوصف، ماذا تسمي ضرب مركز الحوار في النجف الاشرف بقذيفة اطلقها وبكل تأكيد مسلح شيعي؟ اليس هذا ارهاب، وماذا نسمي الاستيلاء على اراضي الدولة والساحات العامة وبحماية المجاميع المسلحة، وماذا نسمي المجاميع التي تستعرض الشوارع لتهديد الدولة، أليس ذلك ارهاب؟.

والان هل ادركت كيف ان الانتخابات والنظام الحالي بشكليهما ساهما بتأسيس هذه المجاميع؟ وهل ندرك الان خطورة الأمر وكيف اصبحنا بين الارهاب والانتخاب.
لا اريد الاطالة وسيكون لي مقال اخر في خطورة الانتخابات من زاوية اخرى.
امير العلي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here