مواجهة بروميتش في كأس الرابطة فرصة أرتيتا لإخراج آرسنال من النفق المظلم

مويز يشيد بأداء لاعبيه وجمهوره بعد انتصار كاسح لوستهام على ليستر… وأنطونيو يصبح الهداف التاريخي للفريق
أنطونيو يحمل مجسماً له احتفالاً بتصدره قائمة أفضل هدافي وستهام (أ.ب)
لندن: «الشرق الأوسط»

يأمل آرسنال استغلال مواجهة وست بروميتش ألبيون (من الدرجة الأولى) اليوم في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، لمصالحة جماهيره بعد البداية المخيبة في الدوري الممتاز بخسارة أول مباراتين ليحتل المركز الأخير.
واستبشر عشاق آرسنال بمستقبل الفريق تحت إشراف المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، غير أن نتائج «المدفعجية» في مستهل الموسم بدأت في طرح علامات استفهام بعد أسوأ بداية للنادي منذ تأسيسه.
وصبت جماهير النادي جام غضبها على أرتيتا، بما فيهم رئيس رواندا (تعتبر رواندا من بين رعاة النادي)، وانتقد الكثيرون الإدارة بقيادة المالك الأميركي ستان كرونكي.
وشهدت المباراة الأخيرة التي خسرها الفريق أمام الجار اللندني تشيلسي صفر – 2 صافرات استهجان من قبل أنصار النادي ليس فقط من الخسارة بل الأداء الباهت، لكن يبدو أن أرتيتا كان الشخص الوحيد الذي لم يسمعهم، مصرحاً بعد نهاية اللقاء حيث قال: «أرى العديد من الإيجابيات من قبل الجمهور والفريق اليوم».
وتبدو الأمور مهددة بالذهاب من سيئ إلى أسوأ عندما يحل آرسنال ضيفاً على وست بروميتش اليوم في الدور الثاني لمسابقة كأس الرابطة، قبل أن يواجه مانشستر سيتي حامل اللقب السبت في المرحلة الثالثة من الدوري الممتاز على «استاد الاتحاد».
ومع أن كرونكي لم يضيق الخناق على آرسنال في سوق الانتقالات عقب فشل الفريق في التأهل إلى أي مسابقة أوروبية هذا الموسم، بل أنفق النادي 130 مليون جنيه إسترليني، بيد أن سجلهم الخالي الوفاض بعد مرحلتين بالدوري ينذر بالأسوأ ويجعل الجماهير في قلق عميق حول ما ينتظرهم هذا الموسم.
ويبدو أن غضب جماهير آرسنال من أرتيتا سيكون مضاعفا على اعتبار أن الأخير هو لاعب سابق في صفوف النادي، بخلاف المدرب السابق الإسباني أوناي إيمري. ولطالما اعتبر أرتيتا أنه الشخص المناسب لقيادة دفة الفريق اللندني بعد أن لعب تحت قيادة الفرنسي أرسين فينغر بين عامي 2011 و2016 قبل أن يشغل منصب مساعد مدرب لمواطنه جوسيب غوارديولا في مانشستر سيتي. وسعى آرسنال إلى تعيينه خلفا لفينغر عام 2018، لكنه اضطر إلى الانتظار حتى ديسمبر (كانون الأول) 2019 كي يتولى المهام خلفا لإيمري الذي لم ينجح في ترك بصمته.
حقق أرتيتا بداية واعدة بعد الفوز بكأس إنجلترا 2020 على حساب تشيلسي في ويمبلي لكن النتائج اللاحقة لم تكن مشابهة أبداً. وقد يجد الإسباني بعض الأسباب لإخفاقات الفريق هذا الموسم ومنها خسارة الفرنسي ألكسندر لاكازيت والوافد الجديد بن وايت بسبب إصابتهما بـ(كوفيد – 19) لكن الجماهير تجد أن ذلك ليس مبررا للعروض الباهتة التي يقدمها الفريق خاصة خلال الخسارة بهدفين أمام الوافد الجديد برينتفورد في افتتاح الدوري. وكتب بول كاغامي رئيس رواندا: «علينا ألا نقبل بالمستوى المتواضع أو نبرره. لا بد أن يكون الفريق قادراً على تحقيق الفوز». ورواندا هي أحد رعاة آرسنال، ونتيجة لذلك تظهر عبارة «زوروا رواندا» على قمصان الفريق اللندني.
وكان المهاجم السابق للنادي اللندني إيان رايت ممتعضاً بوضوح من العرض الأخير المخيب الذي قدمه آرسنال ضد تشيلسي، حيث تلقى «المدفعجية» الخسارة العشرين في الدوري الإنجليزي من أصل 60 مباراة تحت قيادة أرتيتا.
وقال رايت لقناة «بي بي سي»: «عندما تنظر إلى الطريقة التي لعب فيها تشيلسي والطريقة التي أدى بها (المهاجم الجديد – القديم لتشيلسي البلجيكي روميلو) لوكاكو، فإما أن لاعبي آرسنال ليسوا مستعدين، أو أنهم لا يستمعون، أو أنهم لا يستطيعون تأدية ما يطلبه منهم أرتيتا».
وتابع: «لا أعرف ما هي التكتيكات. بالنسبة إلي فإن الأمور مخيفة جداً».
بدوره، قال سول كامبل الفائز بالدوري الممتاز وكأس إنجلترا مرتين تحت قيادة فينغر، إن أرتيتا في أمان حتى اللحظة، لأن النادي استثمر وقتا وجهدا كبيرين لاستقدامه. إلا أن المدافع السابق كامبل لا يخفي خشيته من نقص الصلابة في الدفاع والوسط، الأمر الذي استغله تشيلسي على أكمل وجه. وصرح مدافع منتخب إنجلترا السابق: «بُني آرسنال على أساس هذا النوع من كرة القدم، أي المهارة والصلابة، أريد أن أرى المزيد من ذلك، ما زلت أتطلع لرؤية شخصية آرسنال القوى». وأضاف كامبل: «سعى آرسنال لمدة طويلة وطويلة جدا من أجل أرتيتا. أعتقد أنهم سينتظرون ما سيحققه الرجل، لكن لا شك أن المهلة الزمنية دائما محدودة».
ويضع نجم مانشستر يونايتد السابق الآيرلندي روي كين، المعروف بصبره القليل إن كان خلال أيامه كلاعب، أو مدرب أو حتى في مهمته الحالية كناقد فني، اللوم على اللاعبين المخضرمين في الفريق، وقال: «أرتيتا يحتاج المزيد من الوقت، يجب أن تمنح المدرب وقتاً أطول. يملك آرسنال العديد من اللاعبين الشبان الذين يملكون إمكانيات، لكنهم لا يزالون إمكانيات وحسب، أي أنهم لم يترجموا هذه الإمكانيات في أرض الملعب».
وأشار كين إلى أن آرسنال لا يملك لاعبين مخضرمين بارزين ومهاريين يستطيعون التصرف على نحو جيد ومساعدة اللاعبين الشبان.
وتابع: «هناك لاعبون في آرسنال برواتب ضخمة ولا تستطيع استخدامهم كما يجب. لا يريدون الرحيل عن آرسنال لأنهم متأقلمون في لندن، ولديهم حياة مريحة».
وفي انتظار مواجهة وست بروميتش اليوم يأمل أرتيتا أن تكون عودة مهاجمه لاكازيت مثمرة بعد تعافيه من آثار (كوفيد – 19).
وتعاقد آرسنال مع النرويجي أوديجارد من ريال مدريد بعقد نهائي منذ أيام، لكن اللاعب البالغ عمره 22 عاما غاب عن الهزيمة 2 – صفر أمام تشيلسي بسبب أمور تتعلق بتأشيرة الدخول.
وكان لاكازيت ضمن أربعة لاعبين غابوا عن الخسارة أيضا في أول جولتين بسبب الإصابة بـ(كوفيد – 19) ولن يستطيع المدافع بن وايت، المنضم حديثا اللعب اليوم لعدم تعافيه من (كوفيد – 19)، لكن هناك أمل بقدرته على اللحاق بالتشكيلة في ضيافة مانشستر سيتي السبت المقبل.
وعاد المدافعون هيكتور بيلرين وغابرييل ماجالياس وكيران تيرني إلى جانب المهاجم غابرييل مارتينيلي إلى المران، لكن سيستمر غياب توماس بارتي وإيدي نكيتا لأسبوع واحد على الأقل.
ويشمل برنامج اليوم في الدور الثاني لكأس الرابطة لقاء نيوكاسل مع بيرنلي، وساوثهامبتون مع نيوبورت.
على جانب آخر أشاد ديفيد مويز المدير الفني لفريق وستهام، بلاعبيه وجماهير ناديه عقب الانتصار الكاسح على ضيفه ليستر سيتي 4 / 1 في ختام الجولة الثانية للدوري الإنجليزي الممتاز. وقال مويز في تصريحات للموقع الرسمي لناديه: «حاولنا الاحتفاظ بهدوئنا لكن الصخب في الملعب كان مذهلا، بعد 40 دقيقة من انتهاء المباراة كان يمكنك سماع الجماهير يغنون في الخارج، هذا يوضح لك ماذا يعني لهم الأمر». وأضاف: «لقد دربت فرقا أخرى ولعبنا في (أبتون بارك) وأعلم جيدا تلك المباريات وكيف كانت هتافات الجماهير صاخبة، أعتقد أن الأجواء كانت مختلفة وعظيمة هذه المرة». وتابع: «أود القول إن اللاعبين يستحقون ذلك، عروضهم العام الماضي استحقوا عليها الدعم بغض النظر عن النتيجة، في رأيي الجماهير شاهدت فريقا جديدا كليا، وربما سيكون من الصعب عليك الحصول على تذاكر لمباراة في هذا الملعب في الأشهر المقبلة».
وأكد وستهام أن الأداء الذي قدمه الموسم الماضي لم يكن وليد الصدفة، معلناً عن نفسه بقوة بانتصارين في مستهل الموسم الجديد تصدر بهما الدوري الممتاز. وكما أنهى الموسم الماضي منتصراً على وست بروميتش ألبيون 3 – 1 وساوثهامبتون 3 – صفر ما سمح له بإنهاء الدوري سادساً بفارق نقطتين فقط خلف جاره تشيلسي الرابع ونقطة خلف ليستر الخامس، ضرب وستهام بقوة محققاً فوزه الثاني توالياً بعدما افتتح الموسم بفوز كبير أيضا خارج ملعبه على نيوكاسل 4 – 2 وكان الانتصار على ليستر هو الثالث توالياً لوستهام على بطل 2016، محققاً بذلك إنجازاً هو الأول له ضد هذا الفريق منذ مستهل مواجهاتهما في الدوري الممتاز حين تغلب عليه أربع مرات متتالية بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1994 وأبريل (نيسان) 1997. في المقابل تجمد رصيد ليستر عند ثلاث نقاط حققها من انتصار بالمباراة الأولى على وولفرهامبتون 1 / صفر.
واستغل وستهام على أكمل وجه التفوق العددي لإلحاق الهزيمة الأولى بليستر بعد اضطرار فريق المدرب الآيرلندي الشمالي برندن رودجرز إلى إكمال اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 40 نتيجة طرد الإسباني أيوسي بيريس بسبب تدخل عنيف على مواطنه بابلو فرونالس.
ورفع الحكم الإنذار في بادئ الأمر في وجه الإسباني قبل أن يعود عن قراره ويطرده بالحمراء بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد «في إيه آر».
وكان فريق المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز افتتح التسجيل قبل حالة الطرد عن طريق فورنالس في الدقيقة السادسة، ثم أضاف الجزائري سعيد بن رحمة الهدف الثاني في مستهل الشوط الثاني بعد تمريرة من مايكل أنطوني في الدقيقة 56، رافعاً رصيده إلى هدفين في مرحلتين بعدما كان صاحب الهدف الثاني في المباراة الافتتاحية أمام نيوكاسل. وبعدما قلص البلجيكي تيري تيلمانس الفارق للضيوف في الدقيقة 69 وجه أنطونيو الضربة القاضية لليستر بهدفين في الدقيقتين 80 و84 ليصبح الهداف التاريخي لوستهام (49 هدفا) متجاوزا الإيطالي باولو دي كانيو (47 هدفا). واحتفل أنطونيو بإنجازه برفع مجسم عليه صورته، وقال المهاجم البالغ عمره 31 عاما: «يجب أن تكون محترفا وتفكر في تسجيل الأهداف، لكني كنت أريد أيضا صنع التاريخ ودائما ما أضع ذلك كهدف مع النادي، انتظرت قرار حكم الفيديو المساعد لتأكيد صحة هدفي الأول، لذا فكرت في أن أجعل الاحتفال استثنائيا».
وأضاف «الاحتفال كان مستوحى من فيلم – ذا لاست دانس – لو ألغى حكم الفيديو الهدف لكان الأمر محرجا». وتابع: «الجماهير استمرت في الغناء لنحو 20 دقيقة. الأجواء كانت مذهلة. لا يوجد أفضل من التسجيل ثم سماع هتاف الجماهير باسمك».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here