الحسين بين الماضي والحاضر،

 الدكتور صالح الورداني
———-
شخصيتان يصعب الكتابة عنهما : الإمام علي والحسين..
كلاهما ترك بصمة لا تنمحي من تأريخ الإسلام..
وكلاهما استوطن قلوب المسلمين وعقولهم..
رغم محاولات التعتيم والتشويه..
ظل ذكر الإمام علي والحسين باقياً مرفوعاً..
وانمحى ذكر معاوية ويزيد..
كان استحلال دم الحسين وأبناء الرسول (ص) في كربلاء هو الفاتحة لاستحلال دماء الآخرين..
 وما دام قد استحلت دماء أهل البيت وأبناؤهم فمن الأولى أن تستحل دماء الآخرين..
من هنا استمر البطش والإرهاب والتنكيل في واقع المسلمين ولا زال مستمراً..
وساد العقل العدواني المتطرف..
كان خصوم الحسين يمثلون حكومة غاصبة ترفع راية الظلم والإرهاب..
وكان الحسين يرفع راية العدل والتسامح والسلام..
وبقتله طويت هذه الراية وساد الظلم والإرهاب..
والحرب على الحسين مستمرة من مقتله وحتى اليوم..
ولم تكن حركته طفرة في تاريخ الإسلام بل هى ملازمة لحركة الأديان وامتداد لها..
تم قتل العديد من الرسل والأنبياء في دائرة الأديان السابقة..
وتم قتل العديد من الأئمة والرموز والمصلحين في دائرة الإسلام..
وكان على رأس هؤلاء الأئمة الحسين..
لقد أحدث قتل الحسين هزة شديدة في واقع الأمة بقيت آثارها ممتدة ولا تزال ممتدة..
وأحدث صحوة أفزعت الحكام وأعداء الإسلام..
وأصبح الحسين رمزاً للثورة والتغيير..
وخط لنا طريق الثورة ومقاومة الظلم والطغيان ، ورفض المساومة والعيش في ظل الأنظمة الفاسدة المستبدة..
 وتحولت ذكراه وسيرته إلى وسيلة لتعبئة الأمة وإنهاضها..
وأصبح  مطلوباً حتى وهو شهيد في عالم الغيب..
لقد بدأت الحرب على الحسين بقتله ثم درس قبره ، ثم التعتيم على قيمته والتشكيك في دوره..
وامتدت إلى البطش بأنصاره ومنعهم من  زيارة مرقده وإحياء ذكراه..
وأصبح أنصاره ومحبيه في دائرة الخطر الدائم على مستوى الماضي والحاضر..
 من قبل الحكومات التي ناصبت أهل البيت العداء..
ومن قبل الفرق والمذاهب المتحالفة معها..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here