من بدأ الحرب العراقية الايرانية

من بدأ الحرب العراقية الايرانية,حقائق ,وشواهد,اوردها بعد مرور 33 عاما على انتهاءها
اسم الكاتب-ة: مازن الشيخ
:البريد الالكتروني
[email protected]

نص الموضوع:

قبل ايام قليلة,مرت الذكرى ال33لانتهاء الحرب العراقية الايرانية

ومن خلال متابعتي لماكتب عن تلك المناسبة ارتأيت ان اكتب وجهة نظري الخاصة,والمستندة على شواهد تاريخية ووقائع لايمكن نكرانها

البعض قال:ان الحرب بدأها الرئيس صدام,مدفوعا من القوى العظمى التي هددت الثورة الايرانية مصالحها,وكذلك,خوفا من امتدادها الى العراق,وتهديد نظام حكمه,وانه لقى الدعم والتشجيع من بقية دول الخليج
لكن الاعلام العراقي انذاك,كان قد زعم بأن ايران هي التي بدأت الحرب يوم الرابع من ايلول(سبتمبر)1980,عندما قامت بقصف المخافرالحدودية العراقية,وان العراق رد على ذلك الاعتداء عندما هاجم الاراضي الايرانية يوم 22 من نفس الشهر

وحسب رايي المتواضع,استطيع ان انفي كل من الحجتين
فاولا,صحيح ان حزب الدعوة المدعوم من ايران,نشط في داخل العراق,لكن ذلك لم يؤثرابداعلى قوة نظام صدام حسين,والذي كان قد فرض سيطرته بقوة على كل شبرمن ارض العراق.وقد تمكن من البطش بمعظم قادة الدعوة,ولم ينجوا,الا,من استطاع الهرب الى الخارج
لذلك فان من يعتقد ان نظام صدام شن الحرب لاجهاض الثورة الايرانية خوفا من ان تمتدالى العراق,هوواهم,وللاسباب التي ذكرتها
وحسب رأيي(المتواضع) واستنادا الى مراقبتي,لما حدث,بعيد توقيع اتفاقية الجزائر 1975
لاحظت انذاك,ان وزارة الدفاع,كانت,تكرراستدعاء اثنان من مواليدالاحتياط وتدربهم لمدة ستة اشهر,ثم تستبدلهم باثنان من مواليد اخرى,مما يدل على,أن صدام كان يعدألعدة,ويستعد لحرب,أو,ربما يتوجس من اعتداء,أوتحرش ايراني مستقبلا,حيث انه لم يكن يثق بالشاه,لما عرف عن اطماعه بارض العراق وثرواته
ولذلك فقد رفض طلب الشاه منه تسليمه الامام الخميني,بحجة ان ذلك يتنافى مع القيم العربية,بل اكتفى بالطلب منه مغادرة العراق,متوهما انه ان نجح في اسقاط الشاه,فيمكن اصلام الامور مع ايران ,لكن,
,وعند نجاح الثورة الايرانية وتولي الامام الخميني السلطة في ايران,باشر خطابه الاعلامي بالتهجم على النظام العراقي,ومطالبة الشعب العراقي بالاقتداء بالثورة الايرانية,واسقاط حكم حزب البعث(رغم انه تحالف مع حزب البعث في سوريا!!)
وقد اراتكب خطأا كبيرا عندما اعدم قادة الجيش بحجة مساندتهم للشاه,فاصبح الجيش بدون قيادة,فرأى صدام حسين في ذلك فرصة سانحة للانتقام من ايران,واستعادة ماتنازل عنه في معاهدة الجزائر 1975,مستغلا ضعف الجيش الايراني الذي اصبح عددا دون قيادة
لذلك فقدعمدالى تنظيم انتخابات برلمانية لاول مرة,منذ توليه الحكم,وجرى انتخاب مجلس وطني في تاريخ 20 حزيران 1980,
ثم اجتمع به يوم 17 ايلول 1980,والقى خطابا تكلم خلاله عن تداعيات اتفاقية الجزائر,وكنت شخصيا اتابع مجريات ذلك الاجتماع,
قال: عندما تصدينا للتمرد الكوردي عام 1974,تمكننا من حصره في جيوب صغيرة,فقام قادته بالاستعانة بايران,وبدأ الضغط يزداد على الجيش العراق,وقد نفذت ذخيرة مدفعية 205 ملم السوفيتية الصنع
وعندما طلبنا المزيد منها,فرض علينا شروط لم نستطيع تلبيتها
لم يذكرالشروط,لكنه اردف
انكم تعلمون بأن بيع السلاح لايعتمد فقط على العرض والطلب
لذلك فقد كان توقيع معاهدة الجزائر شرلابد منه اذ كان الجيش على حافة الانهيارولذلك فقد وقعنا المعاهدة,لكنكم وكما ترون فايران تغيرت قيادتها ولم تتغير مطامعها,ونواياها العدوانية,ولم تعد تلك المعاهدة مناسبة لانها فقد ت مقوماتها ولان ايران لم تحترم بنودها

اليوم فقد استعاد العراق قوته وعافيته,وجيشكم اليوم في قمة القوة والعنفوان,ولذلك فانا اقترح الغاء تلك المعاهدة واستعادة مافقده العراق من اراضي وحقوق ملاحة
بعدها جرى التصويت بالاجماع على الغائها
وبعد خمسة ايام اي في ال22 من شهر ايلول(سمتمبر)هاجم الجيش العراقي الحدود الايرانية,لاستعادة الاراضي التي سبق وان تنازل عنها في معاهد الجزائر,وهي
هيلة
و زين القوس
و سيف سعد
وقد رد الجيش الايراني على الهجوم,فاشتبك الجيشان ,واستطاع الجيش العراق احتلال 12 مدينة ايرانية رئيسية خلال 10 ايام,وكانت فاتحة لحرب طاحنة شعواء استمرت مايقارب الثمان سنوات,احرقت الاخضرواليابس,وراح ضحيتها الملايين من الشباب البريء اليافع,سقطوابين قتيل وجريح ومعوق حرب,وخسرت خزائن البلدين مئات المليارات من الدولارات المسمومة,بدلامن ان تذهب الى الاعمار,وتنمية البنى التحتية,وصناعة مستقبل زاهر,وتوفيرالرفاهية لتلك الشعوب المنكوبة بقادة يفتقرون الى اقل متطلبات العمل السياسي,وادارة الدول,قادة حملتهم الصدف,ومغامرة المغامرين واخطاء القادة السابقين الى كراسي الحكم.
وهاهي شعوب العراق وايران وعدة دول شرق اوسطية,لازالت تحترق بلهيب تلك الحرب التي لم يكن لها اي مبرر على الاطلاق.

ا أي يمكن القول,بأن تلك الحرب لم تكن سوى عملية لوي اذرع بين مدرستين,طرفها الاول ,هو قائد ثوري يريد اعادة مجد العروبة وتزعم العرب,بتقديم نفسه كحارس للبوابة الشرقية للوطن العربي,وعن طريق تحقيق انتصارا مدويا في ساحة الحرب,مستغلا ضعف الطرف الثاني عسكريا
والطرف الاخر قائد ثوري استخدم الدين غطاءا وستارا من اجل اعادة هيمنة الامبراطورية الفارسية وتزعمها للمسلمين,وتحت حجة تحرير فلسطين,تلك الخاصرة الرخوة التي اقضت مضاجع العرب,وكان ماكان,وشردت الشعوب بعد ان انهارت الاوطان

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here