هيمنة الطائفية الولائية في العراق كنكبة فلسطين

هيمنة الطائفية الولائية في العراق كنكبة فلسطين

نرى ونسمع كيف يتعايش الفلسطينيين مع ارهاب الدولة في بلدهم المحتل على مدار الساعة. فعلى الرغم من ان القوى العظمى الظالمة مكنت الصهاينة من احتلال اراضي فلسطين التاريخية. نرى جهاد ونضال الفلسطينيين مسموع ويحظى بتعاطف عالمي. اذ تمكن الفلسطينون بعد تراكم تجاربهم ضد مكر الصهاينة. من اسماع العالم مظالمهم وتمكنهم من فضح ارهاب الدولة المارقة ضدهم. كونهم هم اهل البلد الاصليين.
ينبغي ان لا ننسى ان وضع الشعب العراقي بعد احتلاله من قبل امريكا بالتنسيق مع ايران وعملاءها اضحي اسوء من وضع شعب فلسطين. انه وضع استثنائي محفوف بالمخاطر المهلكة منذ عام 2003. اذ سيطرت المليشيات الولائية والشعوبيين على مقاليد السلطة. بهدف استبدال بلد الحزب السياسي الواحد في ظل النظام السابق. الى فرض بلد المذهب العقائدي الواحد.
فمنذ وصول اذناب الاحتلال الامريكي الطائفيين التكفيريين الى حكم العراق. قاموا بسياسة الارض المحروقة ضد اهل السنة والجماعة والشيعة الوطنيين. شنت حملات تطهير طائفي من شرق العراق الى غربه ومن شماله الى جنوبه. تشهد على تلك الجرائم سامراء وجرف الصخر والصقلاوية وقرى ومدن ديالى والموصل والبصرة وبابل وبغداد. سياسة حولت مكون اساسي من الشعب العراقي إلى لاجئين ومعتقلين ومعذبين ومغيبين وسجناء وقتلى بالحرق او الغدر او الاغتيال. واضافت لجرائمها التنكيل بثوار تشرين من الشيعة الاحرار.
تمكن الطائفيين الولائيين المليشاويين ايضا من شراء ضمائر بعض اهل السنة. ممن تعاونوا مع الاحتلال الامريكي وايران كالاخوان المسلمين والصحوات وبعض الاحزاب ووعاظ السلاطين. لقد كان هؤلاء السنة المشاركين في العملية السياسية التدميرية شهود زور لتبييض وجوه الظالمين. والارتكان اليهم لقاء دراهم معدودات.
ان مظلومية شعبنا إمام جرائم الحكم المليشياوي ببغداد شديدة وعسيرة من جميع النواحي. لا سيما الجانب الاعلامي السياسي. فمنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة لا تابه بتلك الجرائم ضد اهل السنة العراقيين العرب. العراق الطائفي الاستئصالي يتمتع بمساندة عالمية قل نظيرها في هذا الوقت. فامريكا تنتقد الكثير من الدول لكنها عمياء صماء تجاه عملائها في بغداد. الاتحاد الاوربي وحرصه على حقوق الانسان ترك خونة العراق دون اي لوم. كذلك روسيا والصين والدول الاخرى. اما الدول العربية والاسلامية فهي مع ظلم حكومة المليشيات رغم ان اغلب حكامها من اهل السنة بالوراثة.
تلك الدول جميعها تعلم جرائم الحكومة المارقة وتغطي وتتستر على افعالها. تعلم ايضا عمليات التطهير الطائفي الواسع النطاق في عموم العراق منذ اكثر من 18 سنة ونصف. لكن العالم الغربي والعربي والمسلم ترك الحبل على غاربه للشعوبيين الحاقدين على الشعب العراقي. فكانوا مساهمين معهم في الجريمة بعد ان وضعوا مصالحهم الانية فوق قول الحق وتطبيق العدل.
لا احد اليوم يريد ان يسمع صوت الثكالى والارامل العراقيين. ولا احد يبتغي اغاثة شعبنا المضطهد مما يعانيه. بل الاخطر والاسوء من كل ذلك. لا يسمح العالم الحر وغير الحر لشعبنا حتى من البوح بهذه الجرائم وفظاعتها. بل لو تجرأ واباح بها امام الملأ لصنف على انه ارهابي تكفيري ناصبي بعثي مستحل الدم. مع ان الله قد اباح للمظلوم ان يفضح الظالم “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم”. اخيرا نقول: لكم الله يا عراقيين واعلموا ان الله معكم يراكم ويسمعكم. وقد وعدنا بان الظالم سيلقى جزاءه في الدنيا قبل الاخرة. وان القوي الظالم سيضعف حتما يوما ما والضعيف المظلوم سيقوى حتما يوما ما وياخذ بثاره. “وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون”. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here