أمريكا كداعرة محترفة لا تخجل ولا تستحي من حروبها وهزائمها !

بقلم مهدي قاسم

رأيت مشهد فيديو يحاول أحد عناصر الطالبان قيادة طائرة مروحية أمريكية مقاتلة تركها الجيش الأمريكي مع عشرات دبابات وأسلحة كثيرة في أفغانستان بعد انسحابهم من تلك المناطق أصبحت الآن في حوزة عناصر حركة طالبان..

وهذا يعني أن عناصر طالبان قد غنموا أسلحة هجومية خطيرة ، باتت تحت تصرفهم ويمكن استخدامها فيما بعد ،في صراعات محلية وإقليمية ، بعد إجراء تدريبات عليها بمساعدة وتعاون مع بقايا الجيش الأفغاني المنهار ، وهذا الأمر، أي ترك طائرات ومروحيات مقاتلة ودبابات وصواريخ وغيرها لتسولي عليها عناصر طالبان الهمج ، نقول هذا الأمر هو الآخر لا يفهمه أحد على وجه التحديد ، هو أنه كيف يترك عدو أسلحة متقدمة و غالية الثمن لعدوه اللدود ، كأنما كهدية وداع أو تعبيرا عن نوايا حسنة !! ،وإن كان يمكن التكهن والحدس على هذا الصعيد ، إذا كان الأمر متعلقا بالإدارة الأمريكية وعلاقتها المشبوهة دوما مع تنظيمات إرهابية : أي ربما عملية ترك هذه الطائرات المروحية والدبابات مقصودة لأهداف استراتيجية أمنية بعيدة المدى لنشر خطط الفوضى الخلاقة هنا وهناك ..

مثلما لا يفهم أحد أيضا أنه لماذا تحملت أمريكا عشرين عاما من صعوبات ومخاطر البقاء في أفغانستان علىشكل حرب كر و فر ، في الوقت الذي لا تستطيع الآن التحمل في أن تبقى لبضعة أشهر إضافية فقط لا اكثر ، لسحب وإجلاء جنودها و جميع الأفغان المتعاونين معها ومع حلف ناتو ، بدلا من تركهم عرضة لمذابح طالبان البربرية ؟ ..

وعبثا وصف رئيس وزراء البريطاني السابق توني بلير سياسة بايدن الحالية ب” البلاهة والحماقة ” بسبب الوضع المأساوي و الرهيب ضمن سياق ” والفوضى الخلاقة” في أفغانستان، فكل هذا الوصف ، زائدا الوضع المأساوي الأفغاني والعراقي ، سوف لن يحرج مسؤولي الإدارة الأمريكية ، لكون أمريكا كانت ولا زالت ،عبارة عن عاهرة محترفة لا تستحي ولا تخجل من فظائع حروب ومخازي هزائمها ، حتى لو ضُبطت متلبسة بالعهر المشهود..

بل والأنكى من ذلك فأن الإدارات الأمريكية المتلاحقة والحالية لم تحترم حتى ضحايا حروبها العبثية من جنودها الأمريكيين أنفسهم : خسائرهم الفادحة في العراق لتسليم الحكم لأزلام النظام الإيراني في العراق، وكذلك في أفغانستان لتسليم السلطة للطالبان الهمج ، بل ولا احترام الجنود الأمريكيين الأحياء أنفسهم في أفغانستان إذ :

ها هي عناصر داعش الإرهابية تصطادهم في كابول وتقتل منهم 12 مجندا و الحبل على الجرار !..

مع ذلك ، فكل هذا لايعكّر مزاج المخرف بايدن ، فحسب الأخبار الواردة من كواليس البيت الأبيض فهو ينكت ويضحك ببلاهة بين وقت وآخر !!..

من يدري ؟..

فربما لا يعلم ماذا يدور حوله ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here