وعود القادم الجديد .. مونتغمري العراق.

محمد علي مزهر شعبان

عندما فرغ الرجل مونتغمري من قراءة اوراق رومل، وعلق صورته في صدر مكتبه . كان يمعن النظر في الصورة، ومن عمق التأمل، كان يتحسس بأن ثعلب الصحراء، قدرة وامكانية وقيادة وعبقرية . كان يقرأ كل حركات وسكنات الرجل، وغار في عمقه وبحث في اغواره . تهيأ الرجل لملاقاة نده، وكان اول ما أسس هو احترامه لمن سينازله فيما بعد . إحترم مقام عدوه ولم ينبس ببنت شفه عنه، هكذا تنبئنا مذكراتهم . دارت دائرة الحرب في العلمين وانتصر الرجل مدعوما بعدة معطيات فرضتها المتغيرات التي حدثت في حرب كونية، بدى الخاسرون ما قدر لهم أن يمسكوا  الارض من عملاق مارد احتل العالم .

هذه المقدمة اسوقها وكأن مونتغمري ورومل نماذج قد سجلها التاريخ وكنت اتصور انها ستمتد عميقا في ذاكرتنا . هل القادم إلينا يعد بأنه رجل قد احتوى كل القدرات العسكرية والسياسيه الخارقه، ويسجل لنفسه العارف المدرك المكتشف بفنون الحرب وما يدور في اركان حربها من خطط ومحاور وستراتيجيات، مواقع ضعفها واماكن قوتها، القاهر الماهر لكل معوقاتها السياسية وما سيتنج من خروج الامريكان من انهيارات ..

القائد المتوقع الفذ العابر لهتلروستالين وروزفلت وتشرشل في المهمات العسكرية والسياسة . هل في حافظته السوبرمانيه، تحل الازمات وتفك النائرات وينحني امام عبقريته كل القادة والساسه. عبقري من كوكب اخر دونه ما سواه ، فريد في رؤاه ، بعيد في مداه، صلب في تناول مبتغاه . وسيتحدث عن رفقته بالاخفاق الذي ادعاه، بل يوصمهم بالعار، ويصفهم بالازدراء والشنار .

رجل كوني سيخرج من ظهرانيك يا وطني المدمى ، سيؤسس للدولة القاهرة، وسيلحق باعداءك الهزيمة المنكرة . سيحل الامان وستفرش ارضك المدماة وردا وريحان ، وسيذوب الارهاب تحت جبروت بطل هذا الزمان . لا نحتاج بعد الى قدرة امريكا ولا دعم ايران، وستأتي موالية خانعة كل العربان . انه رجل الشاشات ومخرس المتشككين، رجل لا يعرف لرفقة النضال مكان . يقذع الاخرين مغردا وكانها اعذب الالحان، انه بطل ليس من هذه الجوقة . رجل يقول وننتظر فعله . نسمعه ونبتهل : جاء حلال المشكلة، أتى فكاك المعضله ، قدم من يغير البوصله، صنديد وحميل كل محمله، يعلن انا اعترض، انا امتعض، انا افترض . فياسيدي منك اماننا نقترض، انا املك ملفات ومن الاسرار ماأحتفظ . دون شك نحن ننتظربلهفة تبؤك مقام الحامي والسامي، وتبا لما قراءنا “لهتلر كفاحي في مذكراته” ويا لبؤس “هوشي منه ” حين طالت معاناته، ويا لخسارة جيفارا لما فقد في غابات بوليفا دربه وحياته ، ويا لعزاءك ستالينغراد لما فقدت جندي واحد لو استلهمتي خططه وتكتيكاته، وسترمى اسرائيل في البحر لو اخذ العرب بمشوراته، وان الحوثيين سيدخلون ببركة دعواته “مكه” وان داعش والارهاب مجرد “بقه ” وستضع اوزار الحروب، وتفرج عن المستباحين الكروب . وان امريكا عن عنجهيتها ستؤوب .

دعونا ننتظر القادم الجديد، المنقذ العتيد . اه ياوطني هل عقرت عن الولاده ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here