هزيمة أمريكا على ايدي طالبان بداية العد التنازلي لنهاية الإمبراطورية الامريكية

هزيمة أمريكا على ايدي طالبان بداية العد التنازلي لنهاية الإمبراطورية الامريكية

بقلم: البروفسور الدكتور آل سيد عگلة الموسوي

ان الانتصار الذي حققته طالبان على امريكا والهزيمة المهينة التي حلت بها يعد بداية النهاية لعصر الامبراطورية الامريكية. الانسحاب الامريكي الذي وصفته امريكا بانه الاكبر من نوعه في تأريخها لم يكن مخططا له بل كان هروبا سريعا و مهينا تركت به امريكا اسلحتها التي حاولت ان تعطبها ولم تتمكن حتى من تحقيق ذلك. ورأى العالم كله كيف ان القوات الامريكية المنهزمة فشلت في حفظ ارواح عملائها فتركتهم يتساقطون قتلى من الطائرات التي تشبثوا بها و التي هربت بجنودها على عجل.

واعترف الرئيس الامريكي بفشل امريكا في تدريب الجيش الافغاني وقيادته الهاربة على مدى 20 سنة بالرغم من التدريب المستمر والتسليح ومئات المليارات من الدولارات التي نزفتها أمريكا. كما واعترف هذا الرئيس بالعدد الكبير من القوات الامريكية التي اصيبت بالعاهات الجسدية والنفسية وحالات الانتحار المتفشية بين صفوف جنودها وهذا يذكرنا بمقولة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (رحمه الله) (سوف نجعلهم ينتحرون على اسوار بغداد). وهنا يظهر بعض من الفرق بين مقاتل يقاتل من اجل بلده وعقيدته وارضه ووطنه وبين مرتزق يقتل الاطفال والمدنيين ويدمر مدنهم بعد احتلالها مما يولد لديه تساؤلات وشكوك وعقد نفسية لا تنمحي تؤدي به الى الانتحار.

كان احتلال افغانستان بعد احداث برجي التجارة العالمية في نيويورك قبل عشرين سنة والتي لاتزال غامضة ومشكوك بوقائعها وفاعليها ولعل الزمن كفيل بحل الغازها العديدة بعد حين. كما هو الحال مع العراق فقد تم تدميره من قبل امريكا بناءا على اكاذيب اسلحة الدمار الشامل وبعد ان فشلت امريكا والصهيونية من تدميره في حرب عام 1991 التي افتعلتها بعد ان جرت العراق لدخول الكويت من اجل الحرب. تلك الحرب التي خططت لها امريكا منذ ان خرج العراق منتصرا في الحرب على أيران عام 1988 لكي تدمر الجيش العراقي الذي اصبح حسب التقديرات العسكرية يعد رابع جيش من حيث الخبرة والتدريب والبناء العسكري العقائدي و الجيش الأول في العالم من ناحية العدد المدرب تدريبا مهنيا عسكريا. وكما فشلت امريكا في افغانستان فقد فشلت في العراق بعد ان اتت بديمقراطية كاذبة من الفساد الاداري والمفسدين والطائفية وحسب اعترافات سيء الصيت بول بريمر.

امريكا تحصد اليوم وغدا ما زرعت من قتل وارهاب فقد قتلت ما لايقل عن مليون طفل عراقي فقط بسبب حصارها البربري الشيطاني للبحث عن كذية وفرية اسلحة الدمار الشامل. بالامس كان رئيسها المقبور جورج بوش الاب كان يردد عبارته حول العالم الجديد New World Orders بينما راحت صواريخه الجبانة تقصف مرتكزات العراق المدنية واليوم اصبح خليفته جو بايدن يردد عبارة مغايرة تماما وهي انهم سوف لن يقوموا من الان فصاعدا بدور الشرطي الذي عناه جورج بوش ونحن نعلم أسباب سقوط واضمحلال الامبراطوريات السابقة كالرومانية والفارسية والسوفيتيه اذا ان جميع هذه الأسباب موجودة في الإمبراطورية الامريكية. ان (حوبة) اطفال العراق سوف تلاحقهم في الدنيا والاخرة ولعذاب الاخرة اشد وامر واقسى وسيبقى التاريخ البشري يروي قصص أيديهم الملطخة بدماء أطفال العراق وأفغانستان لاسيما جورج بوش الصغير وتوني بلير الحقير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here