أمن يجيب مستقبل العراق إذا دعاه ويكشف السوء

القاضي منير حداد

تنتفي التخصصات وتندغم الإهتمامات بين معني بالشأن التربوي وغير معني؛ عندما يتعرض مستقبل العراق لخطر التلاشي في سورة طوفان الهزائم المعرفية والإجتماعية والاقتصادية التي ألحقت بالنزاهة أمام جيوش الفساد الهوجاء العاصفة ريحاً مصفرة لم تبقِ حجراً على حجرٍ

لكنني أتحول وحشاً في الدفاع عن مستقبل الأجيال، وذلك عندما إطلعت على رسالة.. بعثها لفيف من طلبة الصف الثالث المتوسط، الى فنانة مشهورة.. نجمة؛ يرجونها ضم صوتها الى إستغاثتهم، برفع وزارة التربية، قرار الخمس درجات، الى عشرة؛ تفهماً لقسوة الظروف العامة من حولهم، ورأفةً بغضاضة أعمارهم التي لا تقوى على مواجهة عنت الإنهيار الشامل الذي ينوء به العراق، ودرءاً لإنفلاتهم من عروة العلم.. حينها وجدتني إزاء خيارين.. أحلاهما مر؛ فربما تحف بقرار كهذا مخاطر تربوية وضلال علمي، يؤدي بالمنظومة المعرفية في العراق الى درك هاوية التيه، أو ربما ينقذ طلبة يستحقون الانتقال من مرحلة الى أخرى، ولم يؤاتهم حظ لحظة فالتة من قياسات الذكاء الحقيقي لهم؟ فساقتهم الظروف الى حافة الرسوب!

كل شيء وارد، والفنانة أدت ما عليها كواحدة من مجموع الشخصيات الشهيرة التي ينيط المجتمع تطلعاته بها، وهم بالتالي ملزمون بتلبية آمال الناس… حتى لو إسقاط فرض من دون تأمل ولا دراية فهذا حسبهم وهو واجب، لكنني أنا أقلق.. موجوعاً.. على مستقبل العلم والعملية التربوية في العراق؛ فحاضرنا بدد وماضينا جعلوه طاولة روليت، لكن لن يسامحنا الرب إذا فرطنا بالاجيال!

لذلك أضم صوتي لإستغاثتهم مشروطاً بدعوة وزارة التربية الى تأمل البعد التربوي في الإقدام على رفع الخمس درجات الى عشر، توفير فرصة أوسع لنجاح أكبرعدد من الطلبة؛ كي يكونوا نافعين لأنفسهم وذويهم والمجتمع والوطن.

إنضمامي مشروط بالموقف التربوي، الواجب إتخاذه بعد دراسة الخطوة من جوانبها الإجتماعية والمهنية والعلمية، دراسةً تجيب على حتميات بديهية، تبدأ من التساؤل: هل زيادة درجات القرار توسع فرص إستمرار المنظومة العلمية في العراق أم تسفهها؟ وهل إنتظام طالب جاء بأربعين درجة؛ ليجلس الى جانب طالب تخطى الخمسين بجدارة، قرار عادل، ينصف الفروقات الفردية، ولا يساوي بين “كسول وشاطر” وهل سيتخرج.. بضربة حظ، طالب فاشل، منافساً المتفوقين بجدارة وليس بعشر درجات غطت على رسوبه؟ وتنتهي بعينة إختبارية تطبق عليها الفكرة قبل تشريع قانون بها…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here