نقطة كوريا…..

نقطة كوريا

علي الباوي
انتظرنا بترقب المباراة الرسميَّة الأولى لمدربنا الهولندي ديك ادفوكات مع منتخبنا الوطني، وماشاهدناه في النقطة الكورية التي حصل عليها الاسود في مستهل مشواره الثاني من التصفيات المونديالية الحاسمة، دلت بشكل قاطع على أننا امام مدرب فذ صاحب حنكة وعين بعيدة النظر.
لأول مرة نرى منتخبنا الكروي محكوما بسلطة المدرب ولاول مرة ندخل مواجهة كبيرة كالتي جرت مع كوريا ونحن نمتلك الحيلة ونسير بخطة واضحة دون أن تعكر مزاجنا المفاجآت القدرية ولاسيما تلك التي تحصل في الدقائق الاخيرة من المباراة.
إنَّ معجزة ادفوكات تكمن بانه تسلم المنتخب قبل لقاء كوريا بعشرين يوما وهذا التوقيت كان ممكناً أن  يجدي نفعا مع المدرب المحلي لا مع المدرب الاجنبي الذي يحتاج إلى وقت واسع كي يفهم اللاعبين ويعرفهم ويضع بصمته.
ادفوكات دخل قويا وواثقا وبدا انه فعل الكثير في مدة عشرين يوما فقط وهذا يدفعنا إلى التفاؤل وانتظار المزيد من هذا المدرب الفذ الذي نتوقع أن  يقدم شيئا باهرا في المباريات القادمة لمنتخبنا.
لاعبونا رأيناهم في ميدان المباراة اكثر انضباطا من اي وقت سابق وكان يبدو عليهم انهم ينفذون الخطة ببراعة، كلنا نعرف أنَّ المباراة الاولى لاسودنا ولاسيما الخارجية تكون صعبة ومرتبكة وغير منظمة، لكن هذه المرة الامر اختلف كثيرا والسبب شخصية المدرب وخبرته الواسعة وايضا الاختيار الصائب للتطبيعية التي حسمت الجدل وتصرفت بذكاء ينم عن حرص ومعرفة.
يبدو اننا دخلنا في مرحلة جديدة في عالم الكرة الاسيوية واننا سنستعيد سريعا ألق عام 2007 المجيد بعد سلسلة خيبات مريرة دامت قرابة العقد والنصف. منتخبنا اليوم مختلف عن الذي كان في التصفيات الاولى، وبات من المعقول جدا أن نحلم بالوصول إلى  كاس العالم للمرة الثانية، وهذا الامر لم يعد امنية فارغة من العزيمة بل واقع منظور وثقة تامة.
نتائج الجولة الاولى لباقي منتخبات مجموعتنا لايبدو عليها النسق الصعب كما كنا نتخيله بالامس، فمتغيرات كرة القدم كثيرة، ومنتخبنا حاله حال الجميع الا انه يشذ عن القاعدة بسبب الاصرار الشديد والتنظيم الحديث لمدربنا الهولندي. فنظرة قريبة ترينا أنَّ منتخبنا يمكن أن يتصدر المجموعة اذا مااستمر هذا التواشج بين اللاعبين ومدربهم، ونحن بما رايناه في مباراة كوريا صرنا على يقين بقدرة ادفوكات على استثمار طاقة اللاعبين ومواهبهم إلى اقصى حد، فمنتخبنا كمحصلة واقعية يمتلك افضل العناصر في المنطقة ولكنه كان يشكو عدم التنظيم وعدم جدية المدربين في تقوية اواصر الابداع فيه.
نحن في مرحلة ذهبية جديدة واتوقع أن نرى في المباريات القادمة منتخبا نفخر به ويحقق لنا السعادة المطلقة.
الصباح
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here