مركز بريطاني: العراق يفقد 40% من مياهه بسبب تركيا وإيران

ترجمة حامد احمد

أفاد مركز بحثي بريطاني، بأن سياسات تركيا وإيران أدت إلى خسارة العراق 40% من مياهه، داعياً الحكومة إلى وضع برنامج وحماية الأجيال من اعتداءات دول الجوار، مشدداً على أن الشعب اعتاد على الهدر وعدم تنفيذ سياسة الترشيد.

وذكر مركز جاثام هاوش البريطاني في تقرير ترجمته (المدى)، أن “إدارة الحكومة العراقية الحالية ينبغي أن تضع ضمن أولوياتها معالجة مشكلة أزمة المياه التي كانت الحكومات المتعاقبة السابقة سبب بتفاقمها على نحو كبير”. وتابع التقرير، أن “الشرق الأوسط يحوي ما يقارب من 6.3% من تعداد نفوس العالم، ولكن 1.4% منهم فقط يتمتع بمياه شرب نظيفة”.

وأشار، إلى أن “ثلاث دول عربية في عام 1955 عانت فقط من شح المياه، ولكن هذا الرقم ارتفع إلى 11 دولة في الوقت الحاضر”.

ولفت التقرير، إلى أن “سبعة من العلماء يتنبأون بأن بلداناً أخرى في المنطقة ستعاني من أزمة مياه بحلول العام 2025”.

وأكد، أن “العراق كان في وضع جيد لحد عام 1970، فيما يتعلق بالمياه بسبب وفرة نهري دجلة والفرات”.

ويواصل التقرير، أن “البلاد خسرت بعد ذلك العام ما يقارب من 40% من مناسيب المياه لديها، وأحد أسباب ذلك يعود لسياسات دول الجوار تجاه العراق، خصوصاً تركيا”.

ويرى، أن “ارتفاع معدلات درجات الحرارة وتدني معدات هطول الأمطار كان لها تأثير كبير على احتياطيات العراق المائية؛ حيث تم تبخر ما يقارب من 8 مليارات متر مكعب من المياه”. وأفاد التقرير، بأن “المسبب الرئيس لشحة المياه في العراق كان بقطع تركيا لتدفق مياه دجلة والفرات للبلد”.

وشدد، على أن “نهر دجلة ينبع في جنوب شرقي تركيا ويبلغ طوله 1,718 كم، وهو يمر عبر الأراضي السورية لمسافة 50 كم ثم يدخل الأراضي العراقية عند قرية فيشخابور”. ونوه التقرير، إلى أن “دجلة تتفرع منه خمسة روافد تتدفق في العراق وهي نهر الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير ونهر العظيم ونهر ديالى، ويلتقي نهر دجلة مع نهر الفرات في القرنة ليشكلان شط العرب”. وأردف التقرير، أن “ندرة المياه كان لها تأثير كبير على العراق”، وينقل عن وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني القول، إن “مناسيب تدفق مياه نهري دجلة والفرات القادمة من تركيا قد انخفضت إلى النصف بحدود 50%، وان مناسيب مياه نهر الزاب في كركوك انخفضت بنسبة 70%، في حين وصلت مناسيب مياه الروافد المتفرعة منه الواصلة إلى سد دربندخان إلى الصفر”.

واستطرد التقرير، أن “الحمداني أشار إلى أن إيران قد غيّرت أيضاً خط مجرى كثير من الأنهر المهمة التي تتدفق تجاه العراق مثل نهر سيروان الذي حاولت إيران في مرات عديدة تجفيفه”.

وتابع، أن “وزير المواد المائية ذكر أيضاً أن إيران غيّرت أيضا مسرى انهر حدودية مع العراق مثل نهر ديالى وخانقين ليصبا في الأراضي الإيرانية بدل العراقية”.

وقدر التقرير، بأن “معدلات مناسيب مياه نهر الفرات الداخلة للأراضي العراقية عبر تركيا وسوريا بلغت في عام 1933 بحدود 30 مليار متر مكعب”.

وكشف في الوقت ذاته، عن “انخفاض المياه الداخلة من الفرات إلى العراق إلى 9.3 مليار متر مكعب خلال العام الحالي”.

وذكر التقرير، أن “إنشاء سد اليسو في تركيا تسبب في انخفاض تدفق مياه نهر دجلة من 20.5 مليار متر مكعب إلى 9.7 مليار متر مكعب”. أشار، إلى أن “إيران قامت من ناحية أخرى بتجفيف خمسة انهر عراقية وهي، كانجان وكالار بدرة وكانجيلات والكرخ وخوبين، وهي جميعها جافة حالياً”.

وأوضح التقريرـ أن “شحة هطول الأمطار وعوامل خارجية أخرى من ضمنها الإرهاب لم تؤثر فقط على الأنهر العراقية بل على مياه الشرب أيضا”.

وتحدث، عن “قيام تنظيم داعش الإرهابي باستهداف محطات ومشاريع تحلية وتنقية المياه والسدود”. وأورد التقرير، أن “التنظيم الإرهابي قام في العام 2014 بتحطيم سد الفلوجة الذي تسبب بجفاف كثير من الأراضي الزراعية ومشاريع الري في مناطق الصقلاوية وأبو غريب والرضوانية واللطيفية والإسكندرية”. وأوصى التقرير الحكومة العراقية بأن “تضع برنامجاً لمعالجة مشكلة المياه وتحديد الحلول المناسبة، وذلك من خلال ضمان مستقبل الأجيال القادمة بأن لا يصبحوا ضحية اعتداءات تركيا وإيران على مواردهم المائية”.

ونصح بـ”ضرورة إشاعة ثقافة ترشيد استهلاك المياه بين أبناء الشعب العراقي، وتعليم الأطفال في المدارس على هذه الثقافة، وكذلك عبر الصحف ووسائل الإعلام ودور العبادة”. وحدد التقرير عوامل رئيسة تزيد من سوء شحة المياه في العراق، أولها “قيام تركيا وإيران بقطع الأنهر الداخلة للعراق من أراضي كردستان ووسط العراق”.

وتابع التقرير، أن “العامل الثاني هو تأثير شحة سقوط الأمطار وتغير المناخ المتعلق بارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدل تبخر المياه”. ويواصل، أن “العامل الأخير هو الحروب والعنف، خصوصا المرتكبة من قبل تنظيم داعش الذي دمر منشآت مائية، مع افتقار الحكومة العراقية إلى سياسة حديثة لمعالجة أزمة المياه”.

وانتهى التقرير، إلى أن “الشعب العراقي اعتاد أيضاً على هدر المياه وعدم مراعاة ترشيد الاستهلاك”.

عن مركز جاثام هاوس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here