الفردية والمعلوماتية!!

ما أن بدأت علائم الثورة المعلوماتية تتصدر الواقع الأرضي , حتى إنتفى السلوك الفردي الفاعل في الحياة , ذلك أن الرأس الواحد لا يمكنه إستيعاب التطورات والمستجدات , ولا بد من رؤوس متفاعلة متواكبة النشاط إزاء المواقف والتطورات.

فالفردية تقضي على صاحبها ومَن والاه!!

وإنتفاء الفردية بدأ يلوح في الأفق في العقدين الأخيرين من القرن العشرين , وبلغت ذروة إنطلاقها في العقد الأخير منه , والمجتمعات التي لم تستوعب هذه الإنتقالة الحادة , أصابها المتفردون بأمرها بويلات وتداعيات مريرة.

ويمكن القول بان الفردية تتمثل في الفئة , الحزب , أو المجموعة التي تمتثل لأمر شخص واحد , يتسبب لها بما تقوم به من نشاطات ويرسم خارطة وجيعها الدائب.

وبسبب عدم إستيعاب ما حصل تداعت مجتمعات , وأصيب أفرادها المتحكمون بمصيرها بنهايات مروعة , بدأت في دول أوربا الشرقية وغيرها , وإنتهت في عدد من دول منطقتنا.

ولا تزال العديد من أنظمة الحكم في المنطقة وكأنها لم تستوعب المتغيرات , وتتوهم أن الفردية هي السلاح الأمضى لصناعة الحياة , ولهذا تجد مجتمعاتها متوحلة في كينونات تدميرية لذاتها وموضوعها , فهي متشبثة بأوهام وتصورات لا تصلح للزمن المعاصر , وبعضها يعيش وهم الإمبراطوريات الذي لقيَ حتفه منذ عقود , وكلما برزت إرادة فردية تتصدى لها الإرادة الجماعية في مجتمعات الدنيا قاطبة , إلا في مجتمعاتنا التي يتحقق تدجينها وتربيتها على التبعية والخنوع والرضى بحياة القطيع.

فهل من وعي واضح لمعنى أن نتفاعل لنكون؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here