انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق (حديث شريف)

انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق (حديث شريف)

لعل مبدأ الأخلاق من اهم القيم الانسانية التي تستقيم فيها الحياة من مختلف جوانبها. فمدح الله تعالى رسوله الكريم عندما قال “وانك لعلى خلق عظيم”. كما ان رسول الله جعل الخلق السليم مع الناس افضل الطريق لرضى الله والدخول في جنته. بل جعل رسول الله اهم الية لتبليغ الرسالة الاسلامية نفسها مكارم الاخلاق. فالخلق السليم يقي المسلم من شرور الناس. فالاخلاق تتضمن الكثير من الجهد لمراقبة هوى النفس من الانانية والحسد والحقد وبالتالي التعامل الامثل مع المسلمين وغيرهم.
ان الكثير من السور القرانية ولا سيما سورتي الاسراء والحجرات تتحدثان عن اهمية التزام المسلم بالاخلاق. اذ تتضمنان الكثير من الآيات القرانية التي تامر المسلمين باهمية الالتزام بالصدق والامانة والوفاء والاخلاص وتنهى المسلمين عن المنكر كالسخرية والغيبة والنميمة والتجسس والتنابز بالالقاب والكذب والغدر بالوعود والعقود.
فقال تعالى. “ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا”. وقال ايضا. “ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا. واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ذلك خير واحسن تاويلا. ولا تقفُ ما ليس بك علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. ولا تمشِ في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا”.
اما سورة الحجرات وتسمى ايضا سورة الاخلاق فتتحدث عن تعامل الانسان مع نفسه وغيره وضرورة محاربته هوى النفس. وان لا يتجسس المسلم على اخيه ولا يشكك في نواياه. كما عليه ان لا يغتابه او يرميه بالبهتان “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ”. وقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”. وقال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
اما الأحاديث التي تتحدث عن أهمية الأخلاق فهي كثيرة لانها اساس الايمان وخير وسيلة لعمل الخير والدخول الى الجنة في اليوم الاخر. لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل الأخلاق والتي تحثّ على مكارم الأخلاق فقد قال رسول الله، اكمَلُ المُؤمِنِينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا. وقال ايضا الْمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ. وقال ايضا خيرُ الناسَ أنفعُهُمْ لِلناسِ.
وقال رسول الله ايضا. إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ؛ أحاسِنُكم أخلاقًا. وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: ما شيءٌ أثقَلَ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامَةِ من خُلُقٍ حسنٍ.
ان القران الكريم بيّن واعطى اهمية لاحكام الاخلاق والمعاملات باكثر من اربعة اضعاف ما بينّه من احكام العبادات. بل ان العبادات التي لا تصاحبها الاخلاق تبعد الانسان من رحمة الله. فقد قال رسول الله ربّ مصلٍ لا تزده صلاته عن الله الا بعدا. ان مقصد رسول الله عن تلك الصلاة التي يقيمها صاحبها للمراءاة امام الناس او التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر. فشرف المرء في الدنيا والاخرة هو حسن خلقه ومعاملاته الحسنة مع غيره مسلمين وغير مسلمين.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here