“تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون”

لعل من اعظم القيم الاسلامية التي بتَّ بها القران الكريم منذ اكثر من 1400 عام. ثم ركز عليها في الكثير من الايات القرانية. هي ان كل شخص مسؤول عن عمله وان كل امة تحاسب وفق عملها هي دون ان تحاسب الامة السابقة لها او اللاحقة مسؤولة عما عملها غيرها. ان الله يحاسب المرء بما فعله هو نفسه دون ان يتحمل وزره الاخرين طالما ادى الواجبات وعمل النصيحة وامر بالمعروف ونهي عن المنكر. نعم لا يؤخذ ويعاقب الانسان بجريرة وذنب غيره. مهما كان ذلك الغير لصيقا به سواء كان ابنه او ابيه او حتى زوجته. فكل شخص مسؤول عن عمله وما فعله بصورة فردية.

لقد ضرب لنا القران الكريم الكثير من الامثلة منها على سبيل المثال. ان فرعون الذي ادعى الالوهية وقال انا ربكم الاعلى سيحاسبه الله على سوء افعاله. فالنار التي ستكون مثواه هو الذي اختارها بارادته الحرة “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب”. لكن من جهة اخرى نرى ان عدالة الله. جعلت اسيا المؤمنة زوجة الطاغية المجرم فرعون تفوز بالجنة. لانها امنت بالله ورسوله موسى فبنى الله لها بيتا في الجنة. رغم ان زوجها مخلد في النار كما رأينا. كذلك الحال بالنسبة لمؤمن ال فرعون الذي ذكره الله في القران الكريم في سورة غافر. حيث صدع بكلمة الحق وناصر موسى عليه السلام. وقال انه رسول رب العالمين. عندما راى بان فرعون عازم على قتله. فانجى الله رسوله موسى من كيد فرعون. لكنه انجى كذلك مؤمن ال فرعون من جبروت وطغيان فرعون.

يقص علينا القران بان هناك ايضا امرأتين كانتا تحت عصمة نبيين صالحين هما نوح ولوط. هاتين الامرأتين عكس الامرأتين الصالحين مريم بنت عمران العذراء القانتة ام نبي الله عيسى وكذلك زوجة فرعون الصالحة اسية. لقد خانتا امرأتي نوح ولوط زوجيهما فاصبحتا من اهل النار. فلم يغنيا عنهما ازواجهما عن العذاب الاليم. لقد خلد الله تعالى ايضا عم النبي ابو لهب عندما قال فيه في سورة قرانية “تبت يدا ابي لهب وتب. ما اغنى عنه ماله وما كسب. سيصلى نارا ذات لهب. وامراته حمالة الحطب. في جيدها حبل من مسد”. فلم تغني القرابة المباشرة مع خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم شيئا.

ان اية “ولا تزر وازرة وزر اخرى”. تخص الافراد لتؤكد بان كل شخص مسؤول عن عمله بمعزل عن عائلته واقربائه. لقد بات هذا مبدأ عالمي وشامل بعد ان اخذت به الدول الديمقراطية الحديثة تحت عنوان معالجة الاشكاليات القانونية والتشريعية والاجتماعية لكل فرد على حدة وبمعزل عن الحالات المماثلة له وبمعزل عن دينه وقوميته وعرقه.

هذه القاعدة القرانية الاسلامية والتي تبنتها ايضا كما ذكرنا توا الدول الديمقراطية الحديثة. كسرتها حكومة المليشيات الطائفية الشيعية المعينة من قبل جيش الغزو الصليبي الامريكي. اذ قامت بتغيير الاحداث التاريخية التي حصلت قبل حوالي 1400 عام. لصالح مذهب اصطنعه الصفويين باسم اهل البيت. يهدف هذا المذهب شيطنة العرب المسلمين. اذ تبنى ذلك المذهب روايات مفبركة ومسيسة حول الكثير من الاحداث. سواء فيما يتعلق بالكذب على سيرة الامام علي كرم الله وجهه. الذي ساهم في بناء الاسلام مع ابو بكر وعمر. او تزوير الكثير من احداث شهادة الامام الحسين رضي الله عنه في كربلاء ضد ظلم يزيد. لقد تعمد المبطلون الشعوبيون الطائفيون رمي عموم المسلمين من المذاهب الاخرى بظلم اهل البيت زورا وبهتانا. هذه الخزعبلات التي شوهت تاريخ المسلمين. كانت تهدف لاثارة الشقاق والنفاق اليوم وغدا. فاليوم بالعراق شرعت المليشيات الطائفية في عمليات اجرامية ضد اهل السنة العرب العراقيين في عموم البلاد. لقد استعان الشعوبيين الطائفيين بالصليبيين الامريكان لتمكينهم بالقيام بعمليات تطهير طائفي شاملة في انحاء العراق. ضد كل من ينتمي لاهل السنة والجماعة. لقد باتت اسماء بعض الصحابة كابو بكر وعمر واسم ام المؤمنين عائشة محرمة في العراق ويحلل قتل حاملها بيسر.

لقد ضرب الشيعة العراقيين الولائيين كل المبادئ الاسلامية عرض الحائط من اية “تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون”. كذلك اية “ولا تزر وازرة وزر اخرى”. واية اساسية اخرى “ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون”. وغيرها الكثير من الايات التي تدعوا الى الوحدة والتضامن بين المسلمين.

اضافة الى تخليهم عن احاديث رسول الله الكثيرة التي لا تحل للمسلم سفك دماء اخيه بدون وجه حق قانوني. فقد قال رسول الله: من قال لا اله الا الله عصم نفسه وماله وعرضه. او حديثه صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. او حديثه الذي يحث المسلم بحسن تصرفاته ومعاملاته مع اخيه: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره ولا يخذله.

على الرغم من ابتعاد القوم من اسس القران الكريم ووصايا رسوله العظيم. لكن الغريب في الامر انهم لا يزالوا يملئون الارض صياحا ويقولون باعلى اصواتهم بانهم مسلمون. ويسيرون على طريق رسول الله محمد واله. لكنهم ايضا يتناسون اتخاذهم الكفار الظالمين الصليبين اولياء من دون المومنين. وارتكابهم جرائم قتل وتعذيب لعموم المسلمين الاخرين. لانهم وبكل بساطة ليسوا على مذهبهم.