شعارات الأحزاب في الانتخابات: البحث عن الدولة المفقودة و دمج الحشد مع الجيش!

بغداد/ تميم الحسن

تبحث أغلب القوى السياسية التي تتنافس في الانتخابات التشريعية المقبلة، عن “الدولة” وفقا للشعارات التي تطلقها تلك التيارات! وجرت العادة في الانتخابات ان تختار الأحزاب عبارة قصيرة في حملات للترويج تلخص برنامجها السياسي. لكن في احيان كثيرة تتحول تلك العبارات الى مادة للسخرية في الشارع، مثل الشعار الذي تحمله كتلة متهمة بتسليم البلاد الى “داعش” وترفع الآن شعار “سنعيدها دولة”!

الاحزاب التي لديها اجنحة مسلحة، انخرطت ايضا في حوار البحث عن الدولة، وبعضها اضافت لمسات خاصة على شعاراتها مثل الحديث عن “السلام”.

بالمقابل ذهبت قوى اخرى في طرح قد يكون مستفزا لبعض التيارات الشيعية، مثل شعار دمج الحشد مع القوات الامنية.

او شعارات شعبية، مثل التي اختارتها الأحزاب التي انبثقت عن احتجاجات تشرين، او ابعاد “الحرس القديم” من المنظومة السياسية كما يطرحه حزب مغمور.

وفي زحمة الشعارات، جاءت شعارات بعض الأحزاب متشابهة إلى حد التطابق، و استنسخت اخرى شعارات متكررة عن الإصلاح ومنح الحقوق.

ويفترض ان تجري الانتخابات في 10 تشرين الاول المقبل، فيما لايزال هناك عدد من القوى المقاطعة، شكلت مؤخرا تجمعا ضم نحو 40 تيارا.

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مؤخرا، ان حكومته “لن تتنازل عن إجراء الانتخابات في موعدها المحدد”.

ويشارك في الانتخابات 21 تحالفاً، و 109 أحزاب، فيما بلغ عدد المرشحين 3249 مرشحاً، من بينهم 951 امراة، و 789 مرشحاً منفرداً.

البحث عن الدولة

شعار دولة القانون بزعامة نوري المالكي، الذي يشارك للمرة الثالثة في الانتخابات تحت نفس التحالف، حمل هذه المرة عبارة اشعلت الجدل في الشارع والسخرية في احيان اخرى.

يتبنى التحالف الذي يضم 6 احزاب، شعار “سنعيدها دولة” في اشارة الى تصدع الدولة بسبب سوء الادارة او انتشار الجماعات المسلحة.

لكن هذا الشعار صار مثار سخرية على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ان الولاية الاخيرة لنوري المالكي انتهت باحتلال “داعش” نحو نصف مساحة البلاد.

يقول علي سعيد، احد الناشطين في احتجاجات تشرين لـ(المدى) ان “شعار دولة القانون يثبت بالدليل القاطع ان هذه القوى اضاعت الدولة”.

ويضيف سعيد: “في هذه العبارة تعترف دولة القانون بانها احدى الجهات المسؤولة عن ضياع الدولة من خلال شعار (سنعيدها دولة) خصوصا وأنها حكمت البلاد لثماني سنوات”.

يضم ائتلاف دولة القانون 72 مرشحاً، ويحمل اسم كل مرشح ضمن الائتلاف عبارة “ثقة الزعيم” في اشارة الى المالكي.

وكان التحالف في الانتخابات الماضية قد رفع شعار “عراق قوي.. عيش كريم”، و”نبنى الدولة”، وحصل على 25 مقعداً.

ويتكون الائتلاف من حزب الدعوة الاسلامية وحركة البشائر وحركة إرادة (بزعامة النائبة السابقة حنان الفتلاوي)، والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ومعا للقانون وحركة بداية.

وفي رحلة البحث عن الدولة عبر الانتخابات، يطرح تحالف قوى الدولة الوطنية، بزعامة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، شعار “نريد دولة”.

وكان “الحكمة” قد شارك في الانتخابات الماضية بشعار شعبي “احنا كدها” وقد جمع 19 مقعداً.

ويتشابه شعار البحث عن الدولة في تحالف قوى الدولة مع ائتلاف النصر، حيث يشارك حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق بالائتلافين.

ويطرح “ائتلاف النصر” شعار “الدولة اولاً”، وكان في الانتخابات الاخيرة قد اطلق شعار “العراق يتقدم” وحصل على 44 مقعدا، قبل انشقاق فالح الفياض رئيس الحشد.

الفتح وهو تحالف يضم 6 تيارات بزعامة هادي العامري، هو ايضا يتحدث عن الدولة، ويطرح شعار “عراقنا نحميه..نبنيه”.

الحشد في الانتخابات

ومعروف ان “الفتح” يضم منظمة بدر وعصائب اهل الحق، وهما أكبر الفصائل داخل منظومة الحشد الشعبي. ومفهوم اعادة “هيبة الدولة” عن العصائب، بحسب “هاشتاقات” أطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يكون عن طريق وجود الحشد.

وهو خلاف ماتطرحه الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، الذي عدل مؤخرا عن قراره السابق بمقاطعة الانتخابات.

الكتلة تطرح شعار “دمج الحشد مع الجيش”، وهو مقترح ليس جديدا لكنه أثار في وقت سابق غضبا وانتقادا شديدا من بعض القوى الشيعية.

الكتلة الصدرية واحدة من أكبر التيارات المشاركة في الانتخابات، وشعاراتها أغلبها تتحدث عن “الاصلاح” وعن “مليونية الانتخابات”، كما تقدم 95 مرشحاً. وفي اطار الحشد، يقدم رئيس الهيئة فالح الفياض الذي يخوض الانتخابات ضمن ائتلاف انشأه مؤخرا تحت اسم “تحالف العقد الوطني”، شعار “مستقبل دولة”.

واللافت ان هذا الشعار هو نفسه تماما الذي يطرحه تحالف آخر يتشابه اسمه ايضا مع تحالف الفياض، وهو ائتلاف العقد الوطني، بزعامة النائب السابق عن حزب الدعوة خالد الاسدي.

وفي السياق ذاته، تطرح حركة حقوق التابعة لكتائب حزب الله – احد فصائل الحشد- مفهوم اعادة بناء الدولة، بطريقة اعادة الحقوق لعدة شرائح.

وتطلق الحركة التي يتزعمها حسين مؤنس المرشح عن بغداد، شعار “الحقوق رسالتنا”، مطالبات بالحصول على حقوق الفقراء، والايتام، والخريجين، والمتقاعدين.

اما حركة العراق الوطنية، التابعة لكتائب الامام علي المنضوية في الحشد الشعبي، فتطرح شعارا من ثلاث كلمات وهو ” سلام – عدالة – تنمية”.

وحقوق والحركة الوطنية تشاركان لأول مرة في الانتخابات، وهما ضمن 20 حركة اخرى لديها اجنحة مسلحة تتنافس على البرلمان المقبل.

مطرقة الحلبوسي

في غضون ذلك اشتهر تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بشعار “المطرقة” المرسوم على صور المرشحين.

التحالف الذي يضم 7 احزاب، يطرح عبارة “نتقدم لنعيش” في ترويجه للمرشحين، و”اعمار مثل الانبار”.

وينافسه على ذات الخريطة الجغرافية للدوائر الانتخابية تحالف عزم برئاسة خميس الخنجر، الذي يطرح شعار “عزمنا فتوكلنا”.

وتحمل الدعايات الانتخابية للكتلة شعارات اخرى مثل: اعادة الاعمار، الدفاع عن المظلومين والنازحين، وابعاد السلاح المنفلت.

الجيل الجديد

بالمقابل يطرح تيار الفراتين بزعامة وزير حقوق الانسان السابق محمد شياع السوداني شعار “الاقتصاد شباب”، في اشارة الى ان الحزب يتبنى منهجا اقتصاديا.

يقابله “ازاحة جيلية” من صلاح العرباوي، المنشق عن تيار الحكمة، وهو شعار يتبنى مفهوم مشاركة أوسع للشباب وابعاد الشخصيات التي سادت في المشهد السياسي بعد 2003.

اما ابرز قوتين مشاركتين في الانتخابات عن تظاهرات تشرين، فتقدم شعارات قريبة من الشارع وأكثر شعبية.

حركة نازل آخذ حقي، برئاسة مشرق الفريجي وهو مدير عام في وزارة الاسكان، تطرح شعار “خلونه سوه”.

وحركة امتداد، برئاسة الناشط المعروف في الناصرية علاء الركابي، اخذت شعار “الشعب لازم يسولف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here