أبعدوه عن رئاسة الوزراء لكنهم لم يأتوا بأفضل منه ولا حتى بمثله..

بقلم سليم الرميثي

في البداية نقول لنا ملاحظاتنا على حكومة السيد المالكي وأدائها وفي كل المجالات ولكن مثلما كنا ننتقد سلبياتها علينا كمنصفين أن نتذكر الإيجابيات دون خوف ولا مجاملة..ونعلم أن هناك من لايروق له هذا المقال وسيتهمنا بالاسطوانات المشروخة والمعروفة سلفا..
ولسنا من المحسوبين على حزب الدعوة ولا على رجال دولة القانون رغم اننا نحترم ونفتخر بهذا الحزب ورجاله وماقدموه من تضحيات في الجهاد ضد حزب البعث الفاجر من أجل خلاص الشعب.. ولكن هو مجرد رأي بما جرى من أحداث وتقلبات سياسية عاشها العراق ولايزال يعيشها..أو بالأحرى هي ليست أحداث عابرة بل كانت عواصف تسونامية سياسية  وبعض هذه العواصف كانت الغاية منها إسقاط البلد برمته في الفوضى والى الأبد.. والعاصفة الأقوى أو التسونامي التآمري الأقوى كان هو الهجمة الداعشية بكل تفاصيلها وأهدافها الدموية المتخلفة..
والتي إعتبرها أكثر خصوم السيد المالكي هي العباءة او الغطاء الذي تستروا به ولبسوه كحجة لإسقاط حكومة السيد المالكي وإسقاطه سياسيا ومن ثم التخلص منه..
بعد الصراخ والعويل على عدم كفائة السيد المالكي وحكومته جائوا بالسيد حيدر العبادي والذي لم يكن خيارا شعبيا بل كان خيارا كتلويا من قبل زعماء سياسيون معلومون وهذا عكس الوضع الذي جاء به السيد المالكي لرئاسة الوزراء تماما لأن الأخير جاء بفوزه بأصوات الناخبين من أبناء الشعب والجماهير التي كانت تؤيد وتدعم السيد نوري المالكي..
وبعد انتخابات عام ٢٠١٨م أيضا كان إختيار رئيس الوزراء عن طريق التوافقات السياسية والحزبية ولم يكن خيار الناخبين وإتفقوا الزعماء السياسيين على إختيار السيد عادل عبد المهدي كرئيس للوزراء وهذا ماحصل لكن الرجل لم يدم حكمه طويلا ولم يعطوه اي فرصة الا سنة واحدة وبعد أن تبينت نواياه الوطنية الصادقة للنهوض بالبلد فعلوا به كما فعلوا بالسيد المالكي بل غدروا بالرجل وجعلوا منه كبش الفداء لأحداث وتظاهرات تشرين..
والذي حصل بعد إستقالة السيد عبد المهدي جائوا بالسيد مصطفى الكاظمي وهذا كان أيضا من إختيار واتفاق بين زعماء الكتل السياسية وليس إختيار شعبي عن طريق صناديق الإنتخابات..
إذن لم تكن هناك حكومة منتخبة سوى حكومة السيد المالكي  من عام ٢٠٠٦م —-٢٠١٤م….اما الذين جائوا بعده فلم يكونوا من قبل الناخبين من أبناء الشعب العراقي وحتى في انتخابات عام ٢٠١٤م كان السيد المالكي هو الأوفر حظا وفاز بالانتخابات..وحصد  الكثير من الاصوات في محافظة بغداد، وتمكن من الحصول على أعلى نسبة أصوات على مستوى العراق…
اما إنجازات الرجل فهي كثيرة ولاتوجد مقارنة بينها وبين ماحصل بعده بل بالعكس منذ نهاية ولاية المالكي حتى يومنا هذا تم إيقاف جميع المشاريع العمرانية التي تقررت في زمنه  من مدن عصرية وإسكان الفقراء(بسماية مثال)..بناء مدارس..مستشفيات وطرق وجسور..لاتزال شاخصة ومعطل إنجازها..هذا بالإضافة إلى زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين والإهتمام بالفقراء والكسبة والعاطلين..وهناك الكثير..وحصل في عهده تطور في الزراعة ووصل العراق إلى الاكتفاء الذاتي في كثير من المحاصيل الزراعية..وكذلك من مجزات حكومة السيد المالكي بناء الجيش والداخلية وغيرها من الأجهزة الأمنية والعسكرية في وقت كانت الحرب مستعرة طائفيا واقليميا على العراق..
إذن نقول ان الكتل السياسية وزعمائها من الشيعة ومن غيرهم ربما نجحوا في إبعاد السيد المالكي عن رئاسة الوزراء لكنهم لم يستطيعوا إسقاطه سياسيا ولم يستطيعوا أن يأتوا بأفضل منه أو حتى بمثله وبقي الرجل ثابتا هادئا حتى عادت أغلبية الجماهير العراقية الآن تنادي بإعادة انتخابه وإختياره كأفضل رئيس وزراء بعد عام ٢٠٠٣م..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here