من يمول مايسمى بالثورات الملونة ولماذا؟!

: من يمول مايسمى بالثورات الملونة ولماذا؟!
بقلم الدكتور نجم الدليمي

##.. نعتقد ان سيناريو ما يسمى بالثورات الملونة، والربيع العربي، وما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية، ماهي الا اساليب يتم اعدادها من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين وعبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق مع حلفائهم في الدول المعنية.

##..ان ثمن تقويض الاتحاد السوفيتي عبر سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها قد تم ضمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأميركا للفترة 1946-1991، وخلال هذه تم انفاق مبلغ فلكي مابين 13-15 ترليون دولار، حصة الاسد من ذلك يعود للولايات المتحدة الأمريكية ولكن ادركت الادارة الامريكية بان تقويض الاتحاد السوفيتي لا يمكن أن يتم لا بالحرب ولا بالحصار الاقتصادي، لان الاتحاد السوفيتي يملك من القوة العسكرية لمحو العالم اجمع اكثر من مرة، ويملك موارد بشرية ومادية هائلة…..، وعليه لا بد من اختراق الحزب الشيوعي السوفيتي وقيادته ووجدوا ضالتهم في الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي وتم تخصيص مبلغ نحو 80مليار دولار لدعم الطابور الخامس وعملاء النفوذ في الحزب والسلطة وتم ذلك تحت خدعة ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية مشروع الحكومة العالمية وتحت شعارات وهمية وكاذبة ومزيفة ومنها ((الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلنية والتجديد والتطوير…..)) وتم تحقيق هدفهم اللامشروع بتفكيك الاتحاد السوفيتي ولعب العامل الخارجي دوراً مهماً وكبيرا في توجيه العامل الداخلي.

##..سيناريو الربيع العربي.. بسبب ازمة النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية، وهي ازمة عامة وشاملة لجميع مرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والامنية والعسكرية والتجارية والاستثمارية…. ففي عام 2010 وضع نادي بيلديربيغ، محفل ماسوني بوضع سيناريو ما يسمى بالربيع العربي بهدف العمل على تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي المتوحش الاستحواذ على ثروات شعوب المنطقة العربية وتأمين امن الكيان الإسرائيلي، وخلق فوضى منظمة تدار من قبل الحكومة العالمية ومؤسساتها الاقتصادية والمخابرتية، وتم تخصيص عشرات المليارات بهدف تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية في المنطقة العربية، وتكبدت الشعوب العربية خسائر بشرية ومادية مرعبة وخيالية،ولغاية اليوم فان الشعوب العربية تعيش فترة اللااستقرار، اقتصادياً واجتماعياً وامنيا ولغاية اليوم يتم صنع سيناريوهات معادية للشعوب العربية، وان الهدف الرئيس من كل ذلك تدمير القوة العسكرية للبلدان العربية، تدمير اقتصادها، تهريب مستمر لثرواتها المادية والبشرية، هجرة الكفاءات الوطنية المخلصة والمبدئية، وتحويل المنطقة العربية سوقاً لتصريف بضائع الدول الرأسمالية المافيوية والتي في الغالب تخلوا من المواصفات المطلوبة…….، ناهيك عن تاجيج الصراع الطائفي والقومي وخلق تنظيمات يتم استخدامها كادوات ضغط ضد الشعوب العربية والانظمة الحاكمة سواء كانت حليفه او مناهضة،ومنها ما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش وغيرها من الخزعبلات الامبريالية الاخرى،والاهم من كل ذلك هو اجبار البلدان العربية بالاعتراف بالكيان الاسرائيلي ومما يؤسف له سوف يتم تحقيق ذلك، وهذا اهم هدف من اهداف الربيع اللاوطني، الربيع اللاعربي، هو الاعتراف بإسرائيل.

##..اقامت المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق مع حلفائهم في اوكرانيا انقلابا عسكريا في عام 2014 وتم تخصيص نحو 5 مليار دولار لشراء ذمم المسؤولين في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية، وتم تقويض النظام الشرعي والمنتخب من قبل الشعب الاوكرايني وتم اسقاط الرئيس الاوكراني يوكونوفيج بخطة خبيثة وغير شرعية، اذ تدخلت المانيا وفرنسا وبولونيا كوسيط بين ما يسمى بالمعارضة الاوكرانية وبين الرئيس الاوكراني يوكونوفيج وفق خطة ومنها القيام بالانتخابات البرلمانية والرئاسية…. ولم يمضي عدة ايام تم تحشيد ((حلفائهم -اصدقائهم)) وضخ الدولار الأمريكي….. وقاموا بانقلابهم الفاشي الاسود، وكان الهدف هو العمل بالضد من روسيا الاتحادية، والسعي لدخول اوكرانيا للناتو والاتحاد الأوروبي وفتح الحدود امام الشعب الاوكرايني للعمل في دول الاتحاد الأوروبي……، وتم تنصيب بروشينكو كرئيس لأوكرانيا، وهو ((حليف لاميركا)) ولص محترف ومجرم وكذاب بامتياز وتم تهريب نحو 15 مليار دولار الى خارج اوكرانيا واليوم غالبية الشعب الاوكرايني يعيش في حالة البوئس والفقر ، تم تدمير القطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة وفقدت اوكرانيا بسبب النهج الليبرالي المتوحش اكثر من 15 مليون نسمة، كانت في العهد السوفيتي نحو 50 مليون نسمة واليوم ما بين 30-35 مليون نسمة، وبنفس الوقت تم منع نشاط الحزب الشيوعي الاوكرايني من النشاط السياسي العلني بالمقابل ظهور منظمات فاشية تتحكم اليوم في اوكرانيا وتوتر في العلاقات مع روسيا الاتحادية، وحرب في شرق اوكرانيا منذ عام 2014 ولغاية اليوم.

##.. بيلاروسيا…، بعد الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا في 9/8/2020، وفوز الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا بنسبة 80بالمئة من الاصوات، وحصلت سفتلانه تيخانوفسكيا من ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية على 10 بالمئة من الاصوات. وبعد ذلك يلاحظ ان دول الاتحاد الأوروبي لم تحضر للاشراف على الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا بالرغم من توجيه دعوة رسمية لهم بخصوص ذلك وبعد ذلك تبين ان المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق مع حلفائهم في بولونيا اوكرانيا وجمهوريات البلطيق وخاصة مع ليتفا، قد اعدوا سيناريو خاص لبيلاروسيا وهو مزيج من سيناريو اوكرانيا وفنزويلا، ولكن هذا السيناريو سوف يفشل لعدة اسباب ومنها ::ان الاغلبية من الشعب البيلاروسي مع الرئيس لوكيشينكا، القوات المسلحة والشرطة والامن والمخابرات والاستخبارات والقوات الخاصة مع الرئيس الشرعي لبيلاروسيا لوكيشينكا، ناهيك عن الموقف الحاسم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاعتراف بالانتخابات الرئاسية وتحذير القوى الاقليمية والدولية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا، ويعد هذا الموقف الوطني والمبدئي حاسماً في لجم اعداء الشعب البيلاروسي وكما ادركت القيادة الروسية ان ما يحاك اليوم ضد الشعب البيلاروسي وضد الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا هو تكرار لسيناريو اوكرانيا في عام 2014 وعرفنا النتائج الكارثية لسيناريو اوكرانيا.

##تفيد المعلومات ان الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين قد رصدت 6 مليار دولار لدعم ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية، وبشكل علني ، واعلن الاتحاد الأوروبي بتقديم اكثر من 50 مليون يورو لتطوير الديمقراطية ودعم منظمات المجتمع المدني….. عملياً تذهب الى ما يسمى بقيادة المعارضة البيلاروسية وهذا تم عبر السفارات الأجنبية. كما يلاحظ ان تيخانوفسكيا طلبت من الرئيس البيلاروسي لوكيشينكا بان يسمح لها بالسفر خارج بيلاروسيا وسمح لها وهذا كما اعتقد خطأ ارتكبه لوكيشينكا، وهي قد تحدثت في الايام الاولى من ليتفا، بانها ربة بيت….. وهي ليس لديها الامكانية لقيادة البلد….، بعد ذلك وعلى ما يبدوا تدخلت المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية والبولونية….. بتحريك وتنشيط مخ تيخانوفسكيا وبدات المقابلات معها، وتم كتابة الخطب لها عبر التلفاز وكما ستقوم بجولة في دول الاتحاد الأوروبي لشرح موقفها المزيف من الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، واعلنت انها القائد الوطني والقومي للشعب البيلاروسي وتدعي انها الفائزة… … والغرب الامبريالي وحلفائهم في بولونيا اوكرانيا وجمهوريات البلطيق وبعض دول الاتحاد الأوروبي يحاولون الاعتراف بها……….، ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان………، ان لغة الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري، وحتى لبعض المسؤولين هي لغة الضعفاء، لغة تهدف الى بث الرعب والخوف والارهاب ضد الشعوب فهي رهان خاسر وفاشل بامتياز، وكما يمكن القول إن ضخ الورقة الخضراء (الدولار) ايضاً سياسة فاشلة وخاسرة، لان لا يمكن شراء الشعوب بالورقة الخضراء، فالشعوب لا تقهر لا بالصواريخ العابرة للقارات ولا بالمدافع ولا بالدبابات ولا بالسلاح الذري، الكيمياوي، وخير دليل على كل ذلك صمود كوبا الاشتراكي وفييتنام , وكوريا الشمالية…..، ان النصر دائماً حليف الشعوب، وان كل مصائب ومشاكل وقهر واستغلال ونهب ثروات الشعوب المادية و البشرية وتكريس التبعية والتخلف وتعميق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة…. تتحمل مسؤوليتها الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، هذه هي الحقيقة الموضوعية التي يجب أن تدركها الشعوب وقواها السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية.

##لقد انكشف زيف ودجل ونفاق ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية والخيانة العظمى لقادة المعارضة البيلاروسية سفتلانه تيخانوفسكيا وفريقها المرتد، وهم حقاً شكلوا ويشكلون اليوم الطابور الخامس وعملاء النفوذ في المجتمع البيلاروسي، بدليل اكد برنامجهم على ما هو الاتي ::

**العمل على دخول بيلاروسيا لحلف الناتو.
**العمل على دخول بيلاروسيا للاتحاد الأوروبي.
**العمل على الغاء اللغة الروسية واعتبار اللغة البيلاروسية هي اللغة الوحيدة في المجتمع البيلاروسي.
**العمل على الغاء اي اتفاقية، بما فيها اتفاقية الاتحاد بين بيلاروسيا وروسيا الاتحادية.
**الخروج من رابطة الدول المستقلة ومنظمة الامن لهذه الدول.
**العمل على اقامة الحدود مع روسيا الاتحادية.
**العمل على الغاء التعاون الاقتصادي والتجاري….. مع روسيا الاتحادية. وغيرها من الخزعبلات الاخرى التي وضعت من قبل مايسمى بالمعارضة البيلاروسية، وهذا البرنامج هو بالضد من مصلحة الشعب البيلاروسي بالدرجة الأولى، وبالضد من مصلحة الشعب الروسي ايضاً، وان ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية ليس لديها رصيد شعبي داخل المجتمع البيلاروسي، وان بيلاروسيا تشكل منطقة نفوذ هامة وحيوية لروسيا الاتحادية، ناهيك عن الترابط التاريخي والاسري بين الشعبين الروسي والبيلاروسي. لقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والمالي والعسكري للشعب البيلاروسي، وان معاهدة الاتحاد بين روسيا الاتحادية وبيلاروسبا سيتم انجازها وهي شيء هام لخدمة الشعبين الشقيقين الروسي والبيلاروسي، وان المخطط الهدام والتخريبي والاجرامي والخياني لما يسمى بالمعارضة البيلاروسية سوف لن يتحقق اصلاً، ولن يسمح له بالتحقيق لا من قبل الشعب البيلاروسي ولا من قبل روسيا الاتحادية، وان روسيا الاتحادية لن تكرر الخطأ الذي حدث مع اوكرانيا في الانقلاب الفاشي عام 2014. وهذا حق مشروع للشعبين وللحكومتين الروسية والبيلاروسية.
المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآة كثيرة حول ذلك؟ .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here