20 عاما مضت على 11 سبتمبر… تاريخ فاصل بين خنوع العرب والمسلمين للاحتلال وبشائر الانتصارات

20 عاما مضت على 11 سبتمبر
تاريخ فاصل بين خنوع العرب والمسلمين للاحتلال وبشائر الانتصارات

الكثير من المسلمين من عايش مرحلة ما بعد 11 سبتمبر التي استغلتها امريكا لتدشين هيمنتها على العالم الاسلامي وتعويض الاستعمارين العجوزين بريطانيا وفرنسا. ففي نفس العام هاجمت جيوشها الصليبية افغانستان واحتلتها واسست حكومة عميلة تاتمر بامرها في كابل. بعد اقل من سنة ونصف عايش العرب كابوس احتلال امريكا العراق. حيث نصبت حكومة طائفية وقسمت العراق الى مكونات طائفية وقومية. تهدف فيه تمزيق المجتمع العراقي. كان الاحتلال يفتقد حتى على موافقة الامم المتحدة التي تسييرها امريكا نفسها. وكانت فرنسا وحكومتها ضد الغزو.
قبل عشرين عاما كانت امريكا تغزو من تريد وتفعل ما تشاء بعد ان ركعت لها روسيا والصين. لقد استثمرت امريكا احداث سبتمبر لتعيث فسادا في افغانستان واسست حكومة على هواها. ثم تحولت مطامعها الى السيطرة على اعرق بلد عربي اسلامي حضاري. كان على راسه نظام دكتاتوري استلم الحكم في غفلة من الزمن. اعطى الفرصة للغزاة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية.
كان غزو العراق معضلة امام امريكا وبريطانيا منذ البداية اذ اعتمد على اكاذيب وافتراءات حاولت ربط النظام السابق مع تنظيم القاعدة وان النظام يمتلك اسلحة الدمار الشامل. فلا هذا ولا ذاك واكتشف الامريكان انفسهم بعد احتلالهم بغداد تلك الافتراءات التي سوقوها على العالم اجمع.
ان مر احتلال افغانستان بقبول عالمي بعد احداث سبتمبر وهدوء سياسي نسبي في السنة الاولى. فان احتلال بغداد كان مرفوضا منذ البداية لان الشعوب في العالم اجمع علمت بالاكاذيب الامريكية. اذ جابه دخول قوات الجيش الامريكي مقاومة وطنية عنيفة في ام قصر وغيرها. تبلورت فيما بعد الى مقاومة عراقية اسلامية صلبة اربكت كل خطط الاحتلال واذنابهم. وصل قتلى الجيش الغازي في الثلاث سنيين الاولى الى اكثر من خمسة الالف قتيل. كاد الرئيس بوش ان ينسحب منهزما لكن الخونة والاذناب من الشيعة والسنة انقذوا الاحتلال الصليبي وخانوا العراق والعرب والمسلمين.
لقد تجمعت عشائر الاعراب الاشد كفرا ونفاقا من اهل السنة وجماعة الاخوان المسلمين المرتدة واسسوا ما يسمى بالصحوات لحماية جيش الغزاة الامريكان والطائفيين الشيعة الشعوبيين. في نفس الوقت ولانقاذ مشروع تقسيم العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي اشعل اذناب المحتل الشيعة التكفيريون الحرب الطائفية في مطلع عام 2006. تنفس الامريكان الصعداء فمخطط تقسيم العراق الذي طرح منذ بداية تسعينات القرن الماضي يتبناه العراقيون انفسهم.
لن يموت الاسلام حتى لو تخاذل بعض المسلمين وكما وعدنا الله ورسوله. بان الله يبعث من يجدد هذا الدين كلما تخاذل اتباعه. “يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. وقال ايضا الساكت عن الحق شيطان اخرس.
ضمن هذه السنن بدات ارهاصات النهضة الاسلامية العادلة المتسامحة تفرض نفسها في معظم الساحات من فلسطين والعراق والشام ومصر والجزيرة العربية الى افغانستان فباكستان فاندونيسيا وماليزيا فعودة الى الجزائر وليبيا والمغرب وتونس حتى الجاليات الاسلامية الشابة المثقفة في اوربا وامريكا. باكورة هذه النهضة ومقاومة مشاريع الاحتلال بدات من غزة الصامدة وامتدت الى العراق عام 2004. ثم انتقلت الى افغانستان وغيرها.
شاء الله ان يكون الانتصار هذه الايام مدويا من شعب افغانستان الذي يمتلك اضعف مقاومة مسلحة بعدتها وعددها ضد اقوى قوة بالعالم وهي امريكا. لقد رأى العالم اجمع انتصار تلك المقاومة الاسلامية. التي هزمت واذلت الجيش الامريكي باسلحته الفتاكة وصواريخه وطائراته. لقد عجل بالهروب بعد فشل عملاءه الخونة الافغان من الصمود امام ارادة الافغان.
هذا الانتصار من جهة اخرى بات نذير شوم لاذناب الاحتلال الامريكي في العراق الذين رأوا هروب اقرانهم اذناب نفس المحتل من كابل. اما شيوخ وامراء الجزيرة العربية من الاعراب الذين تولوا امريكا وإسرائيل من دون الله. فلا حول لهم ولا قوة الا بالتشبث بحلفائهم وهم لا يعلمون متى يتخلون عنهم. اضافة الى حزن فريق المستسلمين المطبعين مع إسرائيل من قادة مصر والمغرب والسودان.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here