العراق يتجه سريعا الى فرض التشيع الفارسي

العراق يتجه سريعا الى فرض التشيع الفارسي

ان حضارة وهوية اي بلد في العالم هي التي تحدد مساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لقد رأينا وعايشنا بعض الدول انحرفت عن هذا الاتجاه والمآلات التي وقعت فيها. حاولت بعض الدول تطبيق تجارب سياسية اقتصادية مستوردة من الدول الراسمالية الغربية او الاشتراكية الشيوعية لكنها فشلت ورفضها المجتمع. لقد بقى اتباعها يدورن ضمن حلقات نخبوية محدودة اشبه ما تكون بالترف الفكري الفلسفي. منها الى معالجة الواقع المعاش في هذه الدولة او تلك.
العراق من هذه الدول الذي ضيع هويته ويحاول جاهدا تعويضها بهويات فرعية مختارة من هنا او هناك. فمنذ نهاية الحرب العالمية الاولى جاء الاحتلال البريطاني وفرض على العراق خياراته فيما يتعلق بالمسار السياسي والاقتصادي. فكانت سياسة العراق تصاغ في لندن والعراق بلد تابع لا خيار له سواء في ابرام المعاهدات مع بريطانيا او دخوله حلف بغداد او صياغة علاقات العراق مع دول الجوار او مع الدول العربية والاسلامية والاجنبية الشرقية والغربية.
لقد عايشنا العراق الجمهوري ورأينا نرجسية العراقيين. بسهولة التحول من العمالة للندن الى العمالة لموسكو او الصين. ففرضت احزاب نخبوية متطرفة استئصالية نفسها على المشهد العراقي. بحيث اضحت ملكية اكثر من الملك او يسارية اكثر من اليساريين العقائديين في موسكو او بكين. ثم تتوالد وتنقسم على نفسها من اليسار الى اقصى اليسار ومن الماركسية اللينينية الى الماوية. وراينا حتى الاحزاب القومية العربية تتنافس في تبني اليسار اكثر من الماركسيين انفسهم. فكل حزب قومي يتهم سابقه باليمينية والمراهقة السياسية والمتهمين يرمون غيرهم من جهة اخرى باليسارية المتطفلة او المغامرة.
مع كل هذه الانتكاسات السياسية والاقتصادية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى حتى الاحتلال الامريكي. كان الصراع عنيفا بين الاحزاب السياسية فقط. لقد استخدمت احكام استئصالية نحو الاحزاب المخالفة لحزب السلطة او اتجاهاتها الفكرية ودفع السياسيون ثمنا غاليا. لكن على الاعم الاغلب بقى الشعب غير المسيس بمنى عن ذلك الصراع. وظل النسيج الاجتماعي العراقي قويا نوعا ما. باستثناء الصراع العربي الكردي الذي شعل فتيله الانفصاليون الاكراد منذ تاسيس العراق الجديد.
بعد ان باع الطائفيون التكفيريون الشيعة انفسهم لامريكا منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي بدأ النسيج الاجتماعي الطائفي العراقي بالتخلخل في خارج العراق بواسطة الشعوبيين. هذه الجريمة للطائفيين وجدت لها قاعدة في الداخل العراقي. كان الاكراد الانفصاليين خير عون لهم لان هدفهم مشترك لنزع هوية العراق العربية. بات الطائفيين الشيعة الشعوبيين والاكراد الانفصاليين يعملون سوية لتهديم الدولة العراقية. لذلك كان التعاون وثيق بينهما لتدمير النسيج الاجتماعي العراقي ليس قوميا فحسب انما طائفيا.
نفذت امريكا مع إسرائيل مخططاتها لتدمير العراق بواسطة مرتزقة من الانفصاليين الاكراد والشيعة الولائيين. احتل الجيش الامريكى العراق عام 2003. ثم سلم الجيش الغازي السلطة للاكراد والشيعة. وفق مخطط مدروس يراعي مطالب إسرائيل في نزع القوة العراقية بحل الجيش والتفريط بهوية العراق العربية. ومن ثم زرع التعصب الطائفي والقومي والمناطقي والعشائري لدى عموم العراقيين.
بدأ تنفيذ مخطط نزع هوية العراق العربية منذ تسعينات القرن الماضي. حيث عملت الاحزاب العميلة لايران كالدعوة والمجلس التلاعب باصول المذهب اول الامر. فنشروا خزعبلات واكاذيب لدق اسفين بين الصحابة الاوائل لا سيما بين ابو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم. ابتكرت ايران تشيع صفوي فارسي فرضته على عملاءها من عراقيي المنافي. أولئك الذين باعوا وطنهم بثمن بخس الى امريكا اولا التي نفذت مخططاتها لاسقاط الدولة العراقية وتحويل العراقيين الى مجاميع سكانية متناحرة متصارعة. والى ايران ثانيا لتنفيذ مخطط تفريس وتشييع العراق قسريا مثلما شيع الصفوييون ايران بالقوة من قبل.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here